طبيب بعزل بلطيم: بكيت لاستقبال أسرة جارتي مُصابة بكورونا وفرحت بشفاء أخرى

كتب: سمر عبد الرحمن

طبيب بعزل بلطيم: بكيت لاستقبال أسرة جارتي مُصابة بكورونا وفرحت بشفاء أخرى

طبيب بعزل بلطيم: بكيت لاستقبال أسرة جارتي مُصابة بكورونا وفرحت بشفاء أخرى

لم يتردد في أداء واجبه الوطني في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به العالم أجمع، ودعمته زوجته التي تعمل طبيبة في أن يكون بين زملائه بالصفوف الأولى لمواجهة الوباء العالمى الجائح فيروس كورونا المستجد، فحين سمع الدكتور أحمد فرج قاسم، مدير فرع التأمين الصحى بكفر الشيخ، يتحدث إلى بعض الأطباء فى رغبته بتكوين فريق طبى من مستشفى العبور للتأمين الصحى بالمحافظة، ليكون عوناً لزملائه فى وزارة الصحة، ارتجف قلبه وتلقائياً عرض المشاركة.

إحساس بمسؤوليته الوطنية فى هذه الفترة العصيبة، انتاب الطبيب الشاب أحمد سلامة شلبي، البالغ من العمر 30 عاماً، والذى يعمل جراحاً للتجميل والحروق ومدير الإستقبال والطوارئ بمستشفى التأمين الصحى بكفر الشيخ، ليكون بين الذين يواجهون خطر الفيروس ويعالجون المرضى بمستشفى العزل بمدينة بلطيم، وهو المستشفى الذي خصصته وزارة الصحة لعلاج مُصابي الفيروس الجائح، "لقيت مدير فرع التأمين الصحي ومدير المستشفى بيتكلموا عن إنهم عاوزين يكونوا فريق طبي للذهاب لبلطيم، بدون تردد قولتلهم أنا معاكم، دا الوقت اللى لازم نخدم فيه بدلنا ونكون بجانب المرضى اللى وجدوا أنفسهم فجأة مصابين بدون سابق إنذار".

بطل فى الجيش الأبيض: "بنطمن المرضى وبحس أنهم بيناجوا ربنا وبنتسلح بدعواتهم"

يروى الطبيب الذى تخرج فى كلية طب الأزهر عام 2014 ، لـ"الوطن"، تجربته مع التعايش مع مرضى الفيروس داخل المستشفى لمدة 14 يوماً، قضى منها نصف المدة داخل المستشفى : "تجربة مختلفة وأثرت فى كل واحد شارك، بنتعلم حاجات جديدة والمهم إننا بنعالج مرضى تركوا ذويهم فى محافظات مختلفة، أصبحوا فجأة مصابين، والدكتور محمد كمال بسام، مدير مستشفى العبور للتأمين الصحى، دعمنا وشجعنا على الذهاب، وبنتعايش مع المرضى لأننا حسينا خلاص أنهم أهلنا، بندعمهم نفسياً قبل مراحل العلاج، إحساس حلو إننا نحس بمسؤوليتنا فى الوقت ده، حسينا من كلام الكبار إن عندكم مهمة يا رجالة، كلنا ردينا فى نفس واحد وقولنا وإحنا جاهزين".

وعن كيفية إقناع أهله يقول الطبيب: "زوجتى طبيبة، ومقدرة المسؤولية، وأول ما عرفت أن عندنا حالة إشتباه بالاصابة فى المستشفى، قالتلى وإنت جيت ليه وسيبت شغلك وواجبك، قولتلها أنا جاي أجهز نفسى علشان هطلع على بلطيم هقضى 14 يوم بين زمايلى لعلاج مرضى كورونا، قالتلى اتوكل على ربنا واحتسب عمله لوجهه، دعمتنى بس اللي أثر فيا أطفالى، ابنى الصغير اللى يادوب بادئ يتكلم، بيقولى لحظة الوداع انت رايح فين يا بابا وسايبنى لوحدى، وقتها بكيت ودعيت ربنا إنه يرجع كل أب لابنه، وابنى الكبير 4 سنوات بيكلمنى ويقولى أنا زعلان منك علشان سيبتنا وروحت عند كورونا الخطير، لكن الحمد لله أهلى بيدعمونى معنوياً ونفسياً، وعارفين أن دا واجب ولازم نؤديه".

يتحدث الطبيب الشاب عن دوره فى مسشتفى العزل ببلطيم قائلاً: "دوري المساعدة، والمساندة في أي وقت، للأطقم الطبية، والإدارة كمان، بنطمن المرضى، وبقى فيه بيني وبينهم حاله حب وعشق، بطمنهم الأول علشان يسمعوا كلامى، تخيل أنت قبل الفيروس مكنش فيه تباعد كانت الناس بتسلم على بعض، دلوقتى أنا لازم أطبطب على كتف المريض، علشان أحسسه بالأمان قبل بدء العلاج، دايماً أقول للمرضى إن شاء الله المرة الجاية نتقابل بره المستشفى بعد الشفاء وانتهاء الوباء، بحس وقتها أن المريض بيناجى ربنا وينجاينى علشان يطلع فعلاً من المستشفى".

الطبيب: "هننتصر لو الناس قعدت فى بيوتها وطبقت الإجراءات صح"

داخل جدران المستشفى وبين جنبات غرف المرضى، مشاعر مختلفة يشعر بها الطبيب وهو يرتدى الملابس الواقية لساعات طويلة، ما جعل الماسكات الطبية تترك علامات بارزة فى وجهه لكنه يعتبرها وسام شرف: "كل الأطقم الموجودة داخل مستشفيات العزل، بتعيش مرحلة فيها أحاسيس مختلفة، إنك تبقى لابس لبس واقى لمدة طويلة لدرجة ان الماسكات الطبيبة تترك أثر فى وجههك دا شرف، كمان بحس بفخر وأنا موجود بين المرضى، أحياناً بنشعر بالرهبة والخوف ، لكن بنتسلح بدعوات المرضى وأهالينا، رسايل الشكر اللى بتوصلنا سواء من زمايلنا أو أصحابنا أوحتى كلمة شكرا الىل بسمعها من مريض، دى بطبطب علينا وبتدعمنا، بتحسسنا وقتها بالسعادة والفخر وبننسى الخوف".

وعن أصعب وأحسن المواقف التى تعرض لها شلبى يقول: "أحسن موقف عندما أخبرت أسرة كاملة بتحول نتائجها من إيجابية إلى سلبيية، الناس فرحت وبكت في نفس الوقت، وحضنونى الناس فعلاً بتشتاق ترجع لحياتها الطبيعية، وعن أصعب موقف طبعاً لما استقبلت أسرة كاملة برضو، مجاورة لسكنى، مًصابة بالفيروس، كان لازم أطمنهم الأول، طبعاً غصب عنى بكيت بس مع مرور الوقت بدأت حالتهم فى التحسن، وبتمنى ان كل الناس تتحسن وتخرج من المستشفى، أنا بقول إننا هننتصر على الفيروس لو خدنا بالنا شوية من الإجراءات الإحترازية اللى فرضتها الدولة، لازم الناس تعى أننا فى خطر كبير وتلتزم وتقعد فى بيوتها علشان الخطر يزول".


مواضيع متعلقة