رمضان شهر الرسالات السماوية والرحمة ورفع البلاء

حلَّ علينا شهر رمضان الكريم الذى اختاره الله سبحانه وتعالى لينزل فيه كل الرسالات السماوية التى تفضل بها الخالق هداية للبشر عبر العصور.. وقد جاء شهر رمضان المعظم فى الأرض والسماء كعادته كل عام يحمل الخير والرحمة والمغفرة من الخالق سبحانه وتعالى لكل البشر التائبين المستغفرين النادمين على الخطأ والساعين للإصلاح.

صحيح أن البشر هذا العام مرعوبون من الفيروس الملعون ومتوجسون من الموت والخسائر المادية الضخمة والمستقبل الغامض ومحبوسون فى البيوت، وراضون بقضاء الله وقدره.. لكن الأمل لا حدود له فى كرم الله وفضله وقدرته على رفع البلاء ودحر الوباء وتعويض البشر

وعلاج الرعب الذى فيه البشرية هو محبة الله وحده لذاته وصفاته وأفضاله وهى طريق الفلاح فى الدنيا والآخرة فى كل الأديان السماوية.. أحبوا الله سبحانه لذاته فهو صاحب الفضل والنعم، يطعم ويحيى ويميت ويشفى ويرحم ويغيث.. بيده الخير وهو على كل شىء قدير.. خالق الليل والنهار والهواء والماء والزرع والمطر والشمس والقمر.. أصل ومصدر النور ومنبع الفعل فى الكون كله.. إنها عبقرية الخالق فهل تعلمون له شبيهاً؟ وهل تجدون لغيره خلقاً؟ وهل تعرفون غيره صانعاً للحياة؟

كما نؤمن بأن المولى سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملاً وأننا لو أكرمنا بأفعالنا شهر رمضان فإن الملك الرحمن لن يضيعنا أبداً.

والأمر بسيط ويمكنك أن تتعرف وحدك على مدى نجاحك فى إكرام رمضان بأن تستفتى قلبك وتتبع إحساسك الذاتى بالرضا عما فعلته فى كل يوم من أيام الشهر الكريم.. تصوم وتصلى وتزكى وتعمل وتجتهد وتدعو الله لنفسك ووطنك ومن تحب.. وتسأل قلبك دائماً هل أنا أكرمت رمضان كما أكرمنى الله بفضله؟

ولن يكذب عليك قلبك أبداً لأن الخالق سبحانه جعل قلب كل إنسان هو المرجعية الأولى له.. والقلب مستقر الضمير ونبع الإيمان ومفتاح نظام التشغيل للجسد والروح.. ويشير إليه نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، قائلاً «ألا إن فى الجسد لمضغة، إن صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت فسد الجسد كله».

أحبوا الله العظيم تطمئن قلوبكم وتنالوا أمانيكم وتختفى مخاوفكم فى الدنيا والآخرة بإذن الله.. ورمضان كريم.