ارتفاع أسعار وسلع مغلفة.. المواطنون يتهافتون على الياميش رغم كورونا

كتب: دينا عبدالخالق

ارتفاع أسعار وسلع مغلفة.. المواطنون يتهافتون على الياميش رغم كورونا

ارتفاع أسعار وسلع مغلفة.. المواطنون يتهافتون على الياميش رغم كورونا

رغم الهدوء الذي فرض نفسه بداخل المحال المجاورة المختلفة، إلا أن المختصة ببيع الياميش حالها كان مختلفا تماما، حيث تعالت بها الأصوات لطلب جميع السلع الرمضانية، بينما تكدس داخلها المواطنون متجاهلين تماما فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" الذي يهدد العالم أجمع حاليا.

مع اقتراب شهر رمضان الكريم، تهافت الكثيرون على اقتناء مستلزمات رمضان، من السلع الغذائية والزينة، لتلقى محال الياميش رواجا ضخما، دون الاكتراث بالقواعد الصحية من التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة والقفاز بين أغلب المواطنين، فيما حرص بعض الباعة على وضع تلك المستلزمات الطبية.

"تعقيم إيه يا باشا، الحاجات دي هيتحط عليها كحول إزاي ممكن تبوظ أو تموت".. كان ذلك رد أحد الباعة بمحل ياميش في منطقة صلاح الدين بمصر الجديدة، على المشتري أحمد فايز، 44 عاما، الذي ظن أنه بالأيام الأخيرة من شعبان سينتهي المواطنون من شراء مستلزماتهم ما سيجعل المحال فارغة، إلا أنه اكتشف أن الأمر على العكس تماما.

اقترح البائع علي فايز، القاطن بمنطقة مصر الجديدة، شراء المستلزمات المغلفة من "التمر والقراصيا والتين والمشمش وجوز الهند"، والمشروبات كـ"الكركديه والتمر هندي والخروب وقمر الدين" وغيرهم، وتحميص المكسرات قبل وضعها في المأكولات لتناولها، من أجل الحصول على قدر أكبر من الأمان والسلامة بالأطعمة، تجنبا لخطر الإصابة بفيروس كورونا.

بينما في العباسية، فضلّ فاروق صالح شراء الأكلات والمشروبات غير المغلفة، كون الأخرى باهظة الثمن، بعد استغلال التجار لذلك ومضاعفة الأسعار بشكل يصعب للكثير، قائلا: "يعني الكيلو بعد ما كان بـ60 جنيه، في ناس بتبيعه بـ120، وأنواع لحد 300 جنيه هنا، ومش مراعيين ظروف البلد أبدا، واحنا منقدرش نستغنى عن الحاجات دي في رمضان".

وهو ما جعل المواطن الأربعيني يشعر بالضيق من تلك الأزمة التي تمر بها البلاد وسمحت لبعض التجار باستغلال الأوضاع، الذين تعمدوا جذب المواطنين باللافتات الكاذبة خارج المحل، ليصطدم المشتري لاحقا بوجود أسعار أخرى باهظة بالداخل، والأخرى للسلع القديمة "يعني مش عارفين كام واحد مسكها ولا من إمتى فنخاف أكتر، واحنا صحيح خايفين أكتر المرة دي بس مينفعش رمضان من غير أكل رمضان".

ورغم التحذيرات الحكومية المتعددة، لم تلاحظ يمنى الدسوقي، تطبيق بعض محال الياميش لها، وهو ما جعلها تزور أكثر من واحد بعدة مناطق في نطاق مسكنها بمدينة نصر، حتى قررت الشراء من متجر شهير بالنزهة، كونها وجدت الاهتمام المطلوب بالنسبة لها "لقيت الناس اللي واقفة لابسين كمامات وجوانتيات، ومش بيمسكوا الحاجة بايديهم ومغلفينها من بره علشان الرزاز وحاطين كمان تعليمات قدامها للناس، فاطمنت".

كما لم تلاحظ الأم الثلاثينية، التي حرصت على الحركة بارتداء الكمامة ومعقم اليدين والقفازات، أي اختلاف في موسم رمضان الحالي عن السابقين "كأن الناس مش خايفة، بس زعلانين أن مفيش أجواء رمضان، كنت معتقدة أن الدنيا هتبقى غير كده سواء زحمة أو في تعقيم وكده"، فضلا عن الارتفاع المتزايد في الأسعار "البلح يعني بقى في أنواع الكيلو بـ300 جنيه، والمكسرات أسعارها اتضاعفت مرتين، غير القراصيا والمشمشية بقيت في أنواع بـ150".

على مقربة منها، وقفت كريستين مايكل لتقتني بعض من مأكولات رمضان أيضا "بستناها كل سنة"، حيث اعتادت منذ صغرها على مشاركة المسلمين أجواء الشهر الكريم، فتصنع بمنزلها أيضا "الخشاف وعصير قمر الدين" فضلا عن تعليق الفانوس، حيث تشعر أن "الشهر بيكون كله روحانيات، واحنا ربنا واحد".

حرصت كريستين على اقتناء السلع المعلبة ورشها بالكحول من الخارج، موضحة أنها تساءلت عن سبل تعقيم تلك المواد قبل شرائها هذا العام، والذين تبين تحميص المكسرات والحصول على المأكولات المغلقة.

 


مواضيع متعلقة