كورونا يفتك بأسواق النفط.. من المستفيد من انهيار الأسعار التاريخي؟

كورونا يفتك بأسواق النفط.. من المستفيد من انهيار الأسعار التاريخي؟
- انهيار أسعار النفط
- أسعار البترول
- هبوط أسواق النفط
- أسعار الوقود
- فيروس كورونا
- كورونا المستجد
- انهيار أسعار النفط
- أسعار البترول
- هبوط أسواق النفط
- أسعار الوقود
- فيروس كورونا
- كورونا المستجد
للمرة الأولى في التاريخ، انهارت أسعار النفط الأمريكي للنطاق السالب خلال تعاملات أمس، مع امتلاء مستودعات التخزين على نحو غير مسبوق، بعد أن دمّر فيروس كورونا الطلب على النفط، وفرض إغلاقا كبيرا طال أغلب القطاعات الاقتصادية.
ومع نضوب الطلب الفعلي على النفط، ظهرت تخمة عالمية في المعروض، ما أدى إلى انهيار الأسعار، إذ تحوّلت العقود الآجلة للنفط الأمريكي لأقرب استحقاق أثناء التعاملات أمس إلى سلبية، مع اقتراب منشآت التخزين من بلوغ كامل طاقتها الاستيعابية.
وهبطت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط للتسليم في مايو 55.90 دولار، إلى ناقص 37.63 دولار للبرميل، ما يعني أنّ المشتري يأخذ العقد مجانا، وفوقه 38 دولارا للبرميل من البائع.
ويتزامن الهبوط الحاد في سعر النفط الأمريكي، مع سعي المستثمرين للتخلص من عقود مايو، إذ إنّ المتداولين باعوا العقود التي أوشكت على الانتهاء وشراء العقود الجديدة.
ومن المقرر أن ينتهي عقد مايو للخام الأمريكي اليوم الثلاثاء، على أن يبدأ عقد يونيو الأربعاء، والذي يتداول في نطاق يتراوح بين 22 إلى 25 دولاراً للبرميل.
وصباح الثلاثاء، قفز سعر برميل النفط الأمريكي تسليم مايو في التعاملات الآسيوية إلى ما فوق الصفر، أي أنّ المتعاملين دفعوا للمشترين كي يخلّصوهم من سلعة فاضت الخزانات بها وندر الطلب عليها.
وتأتي هذه الأسعار التاريخية في الولايات المتحدة بسبب استمرار الإنتاج النفطي في وقت تمتلئ فيه الخزانات بسبب قلة الطلب في السوق، ويقدر حجم مخزونات النفط العائمة على متن الناقلات عند مستوى قياسي مرتفع يبلغ 160 مليون برميل.
عزّا الدكتور أحمد كرم، محلل أسواق النفط العالمية، الهبوط التاريخي لأسعار النفط الأمريكي، إلى تفاقم انكماش الطلب مع زيادة المعروض يوميا في ظل حالة الإغلاق الكبير التي تهدد جميع القطاعات على صعيد الاقتصاد العالمي، على رأسها صناعة النفط، متوقعا استمرار الأزمة نتيجة وجود عرض لا زال أكبر من الطلب.
ويوضح كرم لـ"الوطن"، أنّ وجود أكثر من مليار شخص في العزل المنزلي لمنع تفشي فيروس كورونا، أدى إلى انهيار الطلب على الوقود مثل البنزين، فامتلأت الخزانات بشكل سريع مع عدم وجود مكان يذهب إليه النفط، فانخفض السعر إلى المنطقة الحمراء، ما يعني أنّ المنتجين قد يدفعون للمشترين للتخلص من النفط.
وعن مدى استفادة البعض من انهيار أسعار النفط للمستويات الحالية، يقول الدكتور وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للتشريع الاقتصادي، إنّ أزمة النفط الراهنة ليست من مصلحة أحد، وإذا كان البعض يحاول أن يربطها بدول بعينها فذلك غير صحيح، لأن دول العالم ستتضرر من الأزمة.
ويرى جاب الله أنّ النموذج الحالي للنظام الاقتصادي، يرتبط بفئة لها سلطات أكبر من الدول ولا توقفها حدود، وتتخذ من اللعب بالأسواق مجالا للتكسب، ومع أزمة كورونا كان لتلك الفئة الدور الأكبر في استغلال الأزمة لممارسة أكبر عمليات المضاربة في التاريخ.
وعن الأضرار التي قد تنجم عن الأزمة، يقول جاب الله، إنّ القضية أكبر من فكرة الصراع التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، كما أنّها أكبر من تصور محاولة استنزاف ثروات دول الخليج، لأن استنزاف الثروات سيترتب عليه انخفاض الطلب الاستهلاكي لتلك الدول وانخفاض تعاقداتها مع الشركات الغربية في المشروعات والواردات، فضلا عن انخفاض تحويلات العاملين بالدول النفطية لدولهم، ما ينخفض معه الطلب العالمي ويضر المنتجين في العالم، بما فيهم منتجي أمريكا والصين، ما يرفع مستويات البطالة عالميا.
ويعتبر جاب الله، أنّ سيطرة الفكر التجاري على الفكر الاقتصادي عالميا، سيعجّل انهيار النموذج الحالي للاقتصاد الحر الذي يترنح منذ العام 2008، وأنّ ما يحدث خلال الأزمة الحالية يكشف مدى تمكن المضاربين والمحتكرين وأصحاب المصالح من النموذج الحالي من الاقتصاد الحر، مؤكدا أنّ من سيدفع الثمن ملايين البسطاء الذين سيفقدون وظائفهم على مستوى العالم.