تعرف على رحلة فيروس كورونا المعقدة عبر جسم المصاب

كتب: مصطفى الصبري

تعرف على رحلة فيروس كورونا المعقدة عبر جسم المصاب

تعرف على رحلة فيروس كورونا المعقدة عبر جسم المصاب

من الحالات الأولى للفيروس التاجي المستجد كورونا، التي جرى الإبلاغ عنها في الصين، عرف الأطباء أن الفيروس يستهدف الرئتين، ولكن الآن، يرى الأطباء مرضى يعانون من أعراض شديدة ويصابون بأضرار أخرى في الجسم، في الكلى والقلب مثلا.

قال الدكتور إريك سيو بينيا، طبيب غرفة الطوارئ ومدير علاج الفيروسات التاجي في منشأة مستشفيات "ساوث بيتش" في أمريكا: "في حين أن الرئتين تتحملان العبء الأكبر، لأن مناعتنا منخفضة جدًا ضد الفيروس التاجي، فهو في الواقع قادر على التحرك والدوران في جميع أنحاء الجسم كله"، بحسب موقع "livescience".

وتابع "بينيا" أن الفيروس التاجي يدخل الجسم من خلال الجهاز التنفسي، من خلال الفم أو الأنف إلى الرئتين، وحتى يصيب أي شخص يحتاج إلى الارتباط بإنزيم موجود على سطح الخلايا التنفسية.

ولكن بمجرد دخول الفيروس التاجي بالفعل إلى الجسم، يمكن أن يدخل في مجرى الدم، ومن مجرى الدم، يمكن أن ينتقل إلى الأعضاء الأخرى ويغزوها، إذ أشار سيو بينيا، إلى أنه "بمجرد دخول كورونا إلى جسم الإنسان، لن يكون لديه مشكلة في الدخول إلى أنواع مختلفة من الخلايا، وهذا مؤسف لأنه يسبب مشاكل لكل الأعضاء الأخرى".

أثناء علاج مرضى كوفيد-19، الحرجين في غرفة الطوارئ، شهد سيو بينيا، مرضى يصابون بالتهاب عضلة القلب، وأضاف أنه عندما يتعرض أحد مرضاه المصابين بـ كوفيد-19 لتوقف مفاجئ في القلب أو وفاة مفاجئة بسبب مشاكل في القلب، فإنه عادة ما يكون بسبب التهابات حول القلب".

أبلغ الأطباء أن مرضى كوفيد-19 يمكن أن يصابوا بتلف في القلب نتيجة الإصابة بالمرض، وأشارت دراسة صغيرة نشرت في 27 مارس الماضي، في مجلة "JAMA Cardiology"، إلى أن أكثر من 1 من كل 5 مرضى أصيبوا بتلف في القلب نتيجة لكورونا في ووهان بالصين.

ويمكن لكورونا التسلل إلى كل من القلب والرئتين، لأن كل منهما يحتوي على خلايا مغطاة بالبروتينات السطحية المعروفة باسم الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2)، والذي يعمل بمثابة بوابة للفيروس لدخول الخلايا.

وتحتوي أعضاء أخرى أيضًا على هذا الإنزيم، إذ يحتوي الجهاز الهضمي، على سبيل المثال، على العديد من هذه البوابات، ويعتقد أن الفيروس قد يدخل إلى أعضاء أخرى بطريقة مماثلة، وشدد سيو بينيا، على أن بعض المرضى الذين ليس لديهم أعراض تنفسية يعانون بدلاً من ذلك من أعراض الجهاز الهضمي، مما يعني أن الفيروس قد اخترق أمعائهم الدقيقة وأحيانًا الأمعاء الغليظة.

وأردف: "نرى إنزيمات الكبد مرتفعة كثيرا أحيانا في الحالات الخفيفة، مما يوحي بأن كورونا يغزو خلايا الكبد، وعندما تموت خلايا الكبد، تنسكب إنزيماتها في مجرى الدم، ولكن على الرغم من ذلك فإن الكبد جيد بشكل لا يصدق في التجدد، لذلك ربما لا يكون هناك ضرر طويل الأمد للكبد من الفيروس".

وتابع الطبيب الأمريكي، أن المرضى في بعض الأحيان يصابون بالفشل الكلوي، وفي حين أن تلف بعض الأعضاء هو نتيجة للفيروس الذي يغزو الخلايا مباشرة، فإن جهاز المناعة يسبب الكثير أيضا، لأن عواصف السيتوكين، التي هي انطلاق جيش من الخلايا المناعية في مجرى الدم ثم مهاجمة الأنسجة السليمة في جميع أنحاء الجسم، تسبب إصابة رئوية حادة ويمكن أن تسبب أيضًا فشلا في عديد من الأعضاء.

وذكر الدكتور إيرين ميخوس، المدير المساعد بقسم أمراض القلب الوقائية في كلية الطب بجامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية، أنه لم يتضح سبب امتلاك بعض الأشخاص لهذه الاستجابة المناعية المرتفعة مقارنة بالآخرين، ولكن بعض الأشخاص قد يكونون عرضة نتيجة لسبب وراثي.

ويمكن أن تؤثر عواصف السيتوكين على الدماغ، وقد يعاني بعض مرضى كوفيد-19 من عواصف السيتوكين في الدماغ، وما هو أكثر من ذلك، فقدان حاستي الشم والتذوق أيضا صارا في قائمة الأعراض المحتملة لكورونا، ما قد تشير إلى أن الفيروس التاجي قد يكون قادرًا على غزو الجهاز العصبي وجزء من الدماغ مسؤول عن حاسة الشم.

ونظرًا لعدم وجود علاج محدد للفيروس التاجي حاليًا، فإن العلاج في المستشفى ينطوي على رعاية داعمة للأعضاء المصابة ومعالجة الأعراض.

وعلى الرغم من كل ذلك، ليست كل الأخبار سيئة، إذ أكد سيو بينيا: "في الحالات الشديدة للغاية، من المحتمل حدوث بعض الضرر الدائم، ولكن رأينا أدلة على الأشخاص الذين يتعافون بالكامل، يمكن للكبد والكلى على وجه الخصوص أن يتعافوا أيضا ويعودوا إلى طبيعتهم".

وأضاف أنه حتى مع الالتهاب الرئوي متعدد البؤر أو الالتهاب الرئوي الذي يصيب أكثر من جزء من الرئتين "نرى الكثير من الأشعة السينية للصدر تشير إلى أنها تعود إلى وضعها الطبيعي، ولذلك بالنسبة لمعظم الناس، سوف تتعافى الأعضاء، طالما نجوا من العدوى".


مواضيع متعلقة