اللهم عودة.. دعاء المصريين العالقين في الخارج بسبب كورونا

اللهم عودة.. دعاء المصريين العالقين في الخارج بسبب كورونا
- فيروس كورونا
- كورونا
- فيروس كورونا المستجد
- كوفيد 19
- covid19
- فيروس كورونا
- كورونا
- فيروس كورونا المستجد
- كوفيد 19
- covid19
غادروا حدود الوطن لأسباب مختلفة، وهم يحدوهم الأمل فى العودة سريعاً، لكن بعد أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد فى أنحاء العالم، واضطرار كثير من الدول إلى إغلاق مطاراتها، أصبحت العودة بالنسبة لهم حلماً يسعون إليه بكل الطرق. ظروف صعبة يعيشها المصريون العالقون فى دول مختلفة، تراعيها السلطات المصرية وترسل تباعاً طائرات خاصة لإعادتهم، لكن حلم العودة ما زال يراود بعض العالقين، ويأملون فى تحقيقه.
"كريم" فى الكونغو الديمقراطية: الحياة هنا صعبة ومكلفة.. يا رب نرجع
أغلقت المطارات أبوابها، وظل كريم عمارة، مهندس مدنى، عالقاً فى جمهورية الكونغو الديمقراطية، توقفت حياته تماماً، وجد نفسه غير قادر على التواصل مع أى شخص آخر، بسبب أن وسيلة التنقل بين المدن هى الطائرات فقط، ليست هناك مواصلات داخلية ولا طرق برية، ويبعد عن سفارة بلده بـ3 آلاف كيلومتر.
ثلاثة أسابيع قضاها ينتظر موعد العودة بعد أن توقف عمله: «البلد هنا قافلة لمدة شهر بعد ما اكتشفوا حالات فى العاصمة كنشاسا، والمصريين هنا صفوا شغلهم مستنيين يرجعوا»، حسب «كريم»، الذى يأمل فى العودة سريعاً بعد رحلة عمل استمرت 7 شهور، لافتاً إلى أن العمل توقف نهائياً ولا يوجد بصيص أمل يشير إلى انتهاء الأزمة: «مابانزلش من السكن نهائى يادوب أشترى الأكل وبس».
يطمئن عائلته باستمرار، ويأمل أن يعود إليهم فى أسرع وقت، وكله إيمان بأن مصر لا تنسى أولادها، والرئيس السيسى يرسل طائرات خاصة لإعادة المصريين العالقين: «المصريين دلوقتى بيكتبوا كشف بأسمائهم عشان طيارة خاصة هتيجى تاخدهم، بس إحنا حتى مش عارفين إمتى».
يشعر «كريم» بصعوبة فى التواصل مع سكان البلد لاختلاف العادات والتقاليد والثقافة، فضلاً عن توقف الحياة تماماً وشعوره بالوحدة والرغبة فى العودة، مؤكداً أنه يبحث عن طريقة للعودة لوطنه لطمأنة أسرته والاطمئنان عليهم أيضاً خاصة أن العمل توقف والمعيشة مكلفة هناك جداً.
"شعبان" في بلجيكا: محبوس بين 4 جدران وماشفتش أهلي من 8 شهور
ذهب إلى بلجيكا فى رحلة عمل، ولم يكن يعلم أن رحلته ستكون سبباً فى تعرضه لحادث واحتجازه داخل أحد المستشفيات هناك بعيداً عن أسرته، فبعد أن انتشر فيروس كورونا فى مختلف بلدان العالم، وبعد الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدول، بات حلم شعبان عطية، مهندس بحرى، هو العودة إلى أرض الوطن لاستكمال رحلة علاجه بين أفراد أسرته.
يروى «شعبان» قصته بأنه جاء إلى مدينة أنتويرب فى بلجيكا فى رحلة عمل منذ 26 مارس الماضى، وأثناء عمله وقع من على سلم المركب الذى يعمل فيه، فأصيب بكسر فى قدمه ويخضع حالياً للعلاج فى مستشفى بأنتويرب بعد خضوعه لعملية جراحية: «نفسى يفتحوا المجال الجوى وأرجع أكمل علاجى فى مصر، أنا تواصلت مع السفارة وقالوا لى سجّل بياناتك على الموقع وهنتصل بيك لما يكون فيه جديد».
يؤكد «شعبان» أن التأمين الصحى يتولى تكلفة علاجه ولا يجد مشكلة فى ذلك، لكنه يأمل فى العودة إلى أرض الوطن، خاصة أن السلطات المصرية مهتمة بهذا الملف وترغب فى إعادة كل العالقين فى الدول المختلفة: «المشكلة دلوقتى إن نظام شغلنا فى البحر بالعقد ومدة تعاقدى كانت ٥ أشهر وانتهى التعاقد فى أول فبراير الماضى، يعنى مش عارف أشتغل ولا أرجع بلدى»، مناشداً الرئيس عبدالفتاح السيسى التدخل وإعادتهم إلى الوطن.
وأكد «شعبان» أنه يخشى الإصابة بفيروس كورونا وهو راقد على سرير المرض فى المستشفى: «مش خايف من المرض ولا الموت بس أكون فى بلدى».
موظفون وطلبة فى الولايات المتحدة الأمريكية: كورونا كشف أن تراب الوطن أغلى من الـ"جرين كارد"
عيونهم معلقة دوماً بالسماء، ليل نهار يدعون بالعودة للوطن ورؤية الأهل والأحباب، والشعور بالراحة والأمان، هذا هو حال المصريين العالقين فى الولايات المتحدة الأمريكية، والذين فعلوا كل شىء ممكن من أجل توصيل صوتهم للمسئولين، لكى يتحقق حلم العودة.
«افتحوا الطيران»، حملة أطلقها المصريون هناك عبر مواقع التواصل الاجتماعى، كتبوا عدداً من الاستبيانات تحصر عدد الموجودين فى الولايات الأمريكية ويرغبون فى العودة: «بلدى وحشتنى أوى، نفسى أرجع وأبوس تراب أرضها»، كلمات هيثم أيمن، موظف فى شركة خاصة، والذى ذهب إلى نيويورك بغرض السياحة لمدة ثلاثة أسابيع، ولكنه فوجئ بتعليق حركة الطيران، وحتى الآن لا يستطيع العودة: «للأسف كل فلوسى خلصت، ومش هى دى المشكلة، أنا لو مامتش بسبب الفيروس هموت من الرعب والخوف، لأن مفيش كمامات ولا مطهرات متوفرة فى الصيدليات، ولا تعقيم ولا تطهير للأماكن العامة ولا الشوارع، أنا بشوف ده بعينى، أى حد بيصاب بيقولوا روح اعزل نفسك فى البيت، لأن مابقاش فيه مكان فى المستشفيات».
الحال نفسه يعانيه عمر محمد، طالب دكتوراه فى جامعة «ويسترن ميتشجن»، وأميرة أشرف، طالبة دكتوراه فى اللغات فى الجامعة نفسها، والاثنان يأملان فى العودة سريعاً لأن الظروف فى الولايات المتحدة الأمريكية صعبة جداً، وحسب «عمر»: «آخر طيارتين لأمريكا كانوا فى أول أبريل، وماعرفناش إلا قبلها بيوم، وطبعاً مالحقناش نبلّغ الجامعة ولا نجهز الأوراق الخاصة بينا»، لافتاً إلى أنهم لا يعترضون أبداً على البقاء فى الحجر: «أول ما ننزل مصر هنقعد فى الحجر الصحى المدة اللى هما يحددوها، المهم نرجع ونشوف أسرنا، إحنا بنعيش فترة صعبة جداً».
وعلى الرغم من أنه يحمل بطاقة «جرين كارد»، إلا أن محمد عوض اعتبر أنها بلا فائدة، وكل ما يحلم به هو رؤية عائلته: «بعد انتشار الفيروس، ولما شفنا الوضع فى مصر مقارنة بأمريكا عرفنا قيمة تراب البلد، ودلوقتى كل اللى بنحلم بيه هو الرجوع».
152 مصرياً فى ميناء ضباء السعودى: نفسنا نرجع ونعيش مع أهالينا الأيام الصعبة دى
يواجه 152 عاملاً مصرياً عالقاً فى ميناء ضباء السعودى، أزمة كبيرة، بسبب عدم تمكنهم من العودة إلى بلادهم، فبعد انتشار فيروس كورونا المستجد، تركوا أعمالهم، وحجزوا رحلة من الميناء للعودة، بتاريخ 1 أبريل الجارى، لكن القدر لم يمهلهم وتم إلغاء كل الحجوزات يوم 26 مارس الماضى، ومنذ ذلك الحين، وهم فى الميناء، يبحثون عن حل لمشكلتهم.
«بعد ما حجزنا بيومين قالوا لنا الرحلات اتلغت، ماصدقناش ورحنا الميناء فى أول أبريل ومن ساعتها وإحنا هناك»، حسب عمر على، أحد العالقين، الذى لم يجد حيلة أخرى سوى الانتظار مع باقى العمال أمام الميناء، لحين إبلاغ السلطات المصرية لمساعدتهم فى العودة: «إحنا مش عايزين غير أننا نرجع نقعد ونشوف أهالينا، كلنا هنا قاعدين على أعصابنا خايفين مانشفهمش تانى».
كل لحظة تمر عليهم يزداد الموقف سوءاً، فمعظمهم لا يملك سوى ثمن تذكرة العودة فقط، ولا يقدر على توفير احتياجاته من الطعام: «بنكلم المصريين عن طريق السوشيال ميديا وبنسجل فيديوهات على الفيس بوك يمكن صوتنا يوصل».
رائد العراقى، أحد العمال العالقين، يأمل فى العودة سريعاً ويثق فى قدرة السلطات المصرية على احتواء أزمتهم: «إحنا عايزين نرجع ونقعد فى الحجر الصحى عشان يتأكدوا أننا مش حاملين للفيروس»، مشيراً إلى أنه قلق على أسرته ويطمئن عليهم يومياً بالفيديو: «صعبان عليا أنى مش جنبهم فى الظروف دى، ومش عارف أعمل إيه».
"محمد" فى تشاد: قاعد فى درجة حرارة 48.. ولو فتحت الشباك هيجيلى ملاريا
ذهب مع أصدقائه لدولة تشاد فى رحلة لتوثيق افتتاح بعض الآبار هناك أول مارس الماضى، لم يكن محمد المرشدى، يعرف خبايا القدر التى تنتظره مع فرض حالة الحظر وإغلاق الطيران، ليظل حبيس الفندق الذى استضافه منذ 6 مارس الماضى حتى الآن.
يحكى أنه من 6 لـ16 مارس كان موجوداً فى مناطق بعيدة عن العاصمة، ليس بها شبكة إنترنت ولا كهرباء، انعزل عن العالم تماماً، انفصل عن أخباره ومع عودته مرة أخرى لتصفح «السوشيال ميديا» فوجئ بانتشار الفيروس فى وطنه وإغلاق المطارات: «كنت شغال بشكل طبيعى وبصوّر لأنى صانع أفلام، ولما قدرت أدخل وأتواصل مع الناس عرفت إن فيه حظر للطيران، قلت مفيش مشكلة تذكرتى لسه يوم 24 مارس، ماكنتش أعرف إن كل ده هيحصل».
يعانى من ارتفاع درجة حرارة الجو التى تصل إلى 48 درجة مئوية، وانقطاع الكهرباء لـ16 ساعة متواصلة فى اليوم وربما عدد ساعات اليوم كله، وشبكة الإنترنت ضعيفة، رغم وجوده فى فندق 4 نجوم: «بادفع 60 دولار فى اليوم وماكنتش عامل حسابى ومخنوق هنا»، لافتاً إلى أن هذه الأيام موسم انتشار مرض الملاريا هناك الذى ينتقل عن طريق الناموس.
يستغيث «محمد» للعودة لبلاده، مؤكداً أنه تواصل مع السفارة المصرية وأخبره السفير أنهم فى انتظار رد من الخارجية بعد مقابلة جميع المصريين الواصل عددهم إلى 23 عالقاً منهم 12 شخصاً أصيبوا بالملاريا، حسب قوله.
أكدت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، أن الدولة المصرية من أوائل الدول التى اهتمت بملف العالقين بالخارج فى ظل الظروف الاستثنائية التى يمر بها العالم أجمع وليس مصر فقط، وأضافت أن كل الشكاوى والاستغاثات من المصريين فى الخارج يتم وضعها فى الحسبان.
وأشارت فى تصريحات لـ«الوطن»، إلى تفاعل المصريين العالقين مع حسابات الوزارة على مواقع التواصل الاجتماعى، ومع أرقام مسئولى الوزارة، مؤكدة أنهم يتواصلون مع العالقين فى كل دول العالم منها جنوب أفريقيا، إسبانيا، إيطاليا، الكويت، كوريا الجنوبية، فرنسا، السعودية، الإمارات، كندا، أوكرانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أنه تم تشكيل لجنة برئاسة رئيس الوزراء وبعضوية كل من الهجرة والخارجية والصحة والطيران، وتم تحديد أعداد العالقين بالخارج، وترتيب موعد وإجراءات العودة وأماكن الحجر الصحى.