اليوم.. الأقباط يحتفلون بـ"سبت النور" صباحاً وقداسات عيد القيامة في الكنائس مساء بلا مصلين

كتب: مصطفى رحومة

اليوم.. الأقباط يحتفلون بـ"سبت النور" صباحاً  وقداسات عيد القيامة في الكنائس مساء بلا مصلين

اليوم.. الأقباط يحتفلون بـ"سبت النور" صباحاً وقداسات عيد القيامة في الكنائس مساء بلا مصلين

يحتفل الأقباط اليوم بسبت النور أو «السبت المقدس» أو «سبت الفرح»، وتقوم الكنائس بإزالة الستائر السوداء التى وضعتها على جدرانها وباب هيكلها، خلال «أسبوع الآلام» الذى اختتمت طقوسه أمس، واستبدلت بها أخرى بيضاء تستمر 50 يوماً.

البابا يصلى فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون ويتلقى التهانى عبر البرقيات والاتصالات الهاتفية

ويشهد الأقباط صباح اليوم ما يعرف بـ«معجزة النار المقدسة» فى كنيسة القيامة بالقدس، وتحدث حسب الاعتقاد المسيحى سنوياً، بدخول بطريرك أورشليم وحده إلى قبر المسيح بعد أن يتم فحصه جيداً من قبل السلطات الإسرائيلية للتأكد من أنه لا يحمل أى مادة أو وسيلة لإشعال النار، ويتم فحص القبر قبل هذا الحدث ويتم وضع ختم من العسل الممزوج بالشمع على باب القبر، ويحضر المصلون الحدث مرددين «كيرياليسون»، وتعنى باليونانية «يا رب ارحم»، ثم بعد ذلك تنزل النار المقدسة على 33 شمعة بيضاء فى رزمة واحدة، وهذه النار لا تصيب أحداً بأذى، ويصور الحاضرون أنفسهم وهم يقربون النار على وجوههم وأياديهم وأنها لن تصيبهم بأذى.

وتأتى المعجزة هذا العام بلا حشود من المصلين، بعد أن أوصدت الكنيسة أبوابها فى وجوههم فى ظل إجراءات مواجهة فيروس كورونا. ويشترك فى الصلوات هذا العام 10 أشخاص فقط، من بينهم الأنبا أنطونيوس مطران القدس للأقباط الأرثوذكس وراهب واحد فقط. كان الآلاف من الأقباط خلال السنوات الماضية يحرصون على حضور هذا الطقس، فى كسر لقرارات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمنع زيارة القدس. وتقام مساء اليوم، قداسات عيد القيامة، التى تختفى هذا العام طقوسها المعتادة، حيث استبدل المسئولون حضور القداسات التى تقام بلا مصلين وتقتصر على رؤساء الطوائف والأساقفة فقط، والرهبان فى الأديرة القبطية، بإرسال تهانيهم عبر البرقيات أو الاتصالات الهاتفية. ويترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، قداس العيد بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، ويترأس الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الكاثوليك، قداس العيد فى الكلية الإكليريكية بالمعادى، فيما يترأس القس أندرية زكى، احتفال العيد فى الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة، ويترأس المطران منير حنا، رئيس الكنيسة الأسقفية، القداس فى كاتدرائية جميع السمائيين بالزمالك.

رئيس الوزراء وشيخ الأزهر يهنئان "تواضروس" بالعيد

فى نفس السياق تلقى البابا تواضروس على مدار اليومين الماضيين التهانى بالعيد من رئيس الوزراء مصطفى مدبولى، الذى بعث برقية تهنئه تمنى خلالها أن تعاد هذه المناسبات ومصر فى مزيد من التقدم والرقى والازدهار، وأن تزداد أواصر المحبة والسلام بين أبناء الوطن جميعاً؛ كى تنعم مصر بالأمن.

"الطيب": المصريون ضربوا أروع الأمثلة فى الالتزام لمواجهة "كورونا"

وأجرى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب اتصالاً بالبابا هنأه فيه بالعيد ودعا أن يرفع الله البلاء عن البلاد والعباد جميعاً، وأن يحفظ مصر وشعبها من كل مكروه وسوء.

وأكد الإمام الأكبر اعتزازه برباط المواطنة الوثيق الذى يجمع بين قلوب المصريين، مسلمين ومسيحيين، الذين ضربوا أروع الأمثلة فى التكافل والتضامن، لا سيما فى هذه الجائحة التى تشهدها مصر ويعانى منها العالم أجمع. من جانبهم أرسل عدد من المسئولين وقيادات المؤسسات الدينية الإسلامية برقيات تهنئة للبابا، منهم مفتى الجمهورية ووزير الأوقاف.

وترأس البابا تواضروس، أمس، فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، صلوات ما يعرف بـ«الجمعة العظيمة»، التى امتدت لمدة 11 ساعة، واستمرت الصلوات دون توقف، وارتدى الشمامسة الزى الجنائزى مرددين الألحان الحزينة، فيما استمر صوم الأقباط الانقطاعى دون طعام أو ماء من الساعة الثانية عشرة مساء الخميس، وحتى الخامسة من مساء الجمعة.

«الجمعة العظيمة» أو «جمعة الآلام» أو «جمعة الصلبوت» وفقاً للعقيدة المسيحية، هى يوم صلب ودفن المسيح، وأحيا الأقباط ذكرى هذا اليوم فى منازلهم فى ظل إجراءات مواجهة تفشى فيروس كورونا، الذى دفع الكنائس لإغلاق أبوابها منعاً للتجمعات. وجرت عادة الأقباط على الإفطار فى هذا اليوم بعد الصيام على أكل نباتى مثل «الطعمية» و«الفول النابت». وترأس عدد من الأساقفة الصلوات فى مقار مطرانياتهم أو الأديرة وتم بثها عبر القنوات الفضائية المسيحية أو الصفحات الرسمية للكنيسة على مواقع التواصل الاجتماعى. وطبقاً لما جاء فى الأناجيل، شهد اليوم الأخير فى حياة المسيح، تقديمه إلى المحاكمة، التى استمرت 18 ساعة على مرحلتين وأمام سلطتين، وخلال 6 جلسات مختلفة، إذ خضع لـ3 جلسات أمام محكمة دينية يهودية، و3 جلسات أخرى أمام محكمة سياسية رومانية، ليُحكم بجلد المسيح 39 جلدة، وموته صلباً، وكان ذلك فى عهد الحاكم الرومانى بيلاطس البنطى. وحسب الأناجيل خرج المسيح حاملاً صليبه من دار الولاية، وهى قلعة أنطونيا بالقدس إلى تل الجلجثة، ولم يستطع أن يكمل الطريق بسبب الآلام التى ذاقها نتيجة الجلد بالسوط الثلاثى، وما تبع ذلك من إهانات وتعذيب من قِبل الجنود الرومان، كوضع تاج من شوك على رأسه، وسخّر له سمعان القيروانى لمساعدته على حمل الصليب. وفى الجلجثة، صُلب المسيح -حسب الاعتقاد المسيحى- مع لصين، ورفض أنّ يشرب خلاً ممزوجاً بمر لتخفيف الآلام التى يعانيها، فى حين وضعت فوقه لافتة تتّهمه بوصفه «ملك اليهود»، واستمرّ نزاع المسيح على الصليب 3 ساعات، وفصّلت الأناجيل أحداثها، كالحديث مع اللصين المصلوبين معه، وحواره مع أمه ويوحنا الإنجيلى، واستهزاء المارة به، واقتسام الجند لثيابه، وأخيراً موت المسيح، الذى تزامن مع حوادث خارقة فى الطبيعة، إذ أظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل. وقبل بداية مساء الجمعة وهو بداية سبت اليهود، أنزل المسيح عن الصليب، بناءً على طلب يوسف الرامى، ودفن فى قبر جديد فى بستان الزيتون، وكان بعض النسوة اللاتى تبعنه حتى الصليب، ينظرن موقع دفنه ليكنّ فجر الأحد أولى البشارات بقيامته، حسب رواية العهد الجديد.


مواضيع متعلقة