"كوفيد 19" تحت السيطرة.. كيف واجهت ألمانيا فيروس كورونا؟

"كوفيد 19" تحت السيطرة.. كيف واجهت ألمانيا فيروس كورونا؟
- ألمانيا
- ألمانيا تسيطر على كورونا
- أوروبا
- ميركل
- الحكومة الألمانية
- كورونا
- فيروس كورونا
- ألمانيا
- ألمانيا تسيطر على كورونا
- أوروبا
- ميركل
- الحكومة الألمانية
- كورونا
- فيروس كورونا
في غضون حوالي 3 أشهر، تمكنت ألمانيا من السيطرة على فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، ما يثبت أنها تمتلك واحدا من الأنظمة الصحية القوية والمتميزة بالعالم، حيث أعلن وزير الصحة الألماني ينس سبان، اليوم، إن جائحة كورونا في ألمانيا "تحت السيطرة"، بفضل الإجراءات التي فرضت بعد زيادة مبكرة في الحالات.
وأضاف الوزير أن إبقاء الناس في منازلهم منذ منتصف مارس كان ناجحا، حيث تستعد البلاد لتخفيف الإجراءات وزيادة إنتاج الأقنعة الواقية، موضحا أنه: "لقد تراجعت أعداد الإصابات بشكل ملحوظ، خاصة الزيادة النسبية يوما بعد يوم، تفشي المرض اليوم أصبح تحت السيطرة".
ويأتي ذلك، بعدما كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أعلنت الأربعاء، أن المتاجر الأصغر ستفتح الأسبوع المقبل، وسيعاد فتح المدارس لبعض التلاميذ اعتبارا من 4 مايو، لكن مجموعة أخرى من القيود واسعة النطاق ستظل سارية، بما في ذلك حظر تجمعات أكثر من شخصين في الأماكن العامة وفي المناسبات العامة الكبيرة.
وتبلغ حصيلة ضحايا ألمانيا حتى مساء الخميس، نحو 3868 وفاة والإصابات 133 ألفا و830 حالة، وشفاء نحو 77 ألف شخص.
ما الإجراءات الصحية التي تطبقها ألمانيا؟
تعتبر ألمانيا واحدة من الأنظمة الصحية الأفضل في العالم، لذلك وتستند الاستراتيجية الألمانية لمواجهة الفيروس بشكل أساسي لإجراء الفحوص المكثفة، ووضع المرضى في الحجر الصحي، منعا لاستنفاد طاقات مستشفياتها وأطقمها الطبية.
وتفرض الولايات الألمانية حجرًا صحيًا صارما مع تفشي فيروس كورونا، في أنحاء البلاد، في وقت بلغ عدد الوفيات بها من جراء الفيروس ما يقرب من 800، فضلا عن 71 ألف إصابة.
ومنذ وصول الوباء إلى ألمانيا، لجأت السلطات لإجراء نحو 300 إلى 500 ألف فحص للكشف عن الفيروس أسبوعيا، والآن تتجه إلى رفع الحد يوميا؛ ليصل إلى 200 ألف فحص.
وهذا الإجراء يجعل من ألمانيا مثالا كما يقول البعض، لطريقة إدارتها لأزمة الوباء، إذا ما قورنت مع دول أوروبية أخرى مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا.
من ناحيته، قال رئيس ديوان المستشارية، هيلغه براون، إن ألمانيا تريد اتباع نهج كوريا الجنوبية لمواجهة المرض، عبر استخدام GPS والبيانات لتحديد دائرة المصابين بالمرض، لكن مع ضرورة احترام البيانات الشخصية.
وكشف استطلاع حديث للرأي، أجراه معهد "يوجوف" لقياس مؤشرات الرأي، أن نصف الألمان تقريبا ليس لديهم مانع في استخدام بيانات هواتفهم المحمولة للغرض ذاته، فيما رفضت نسبة 38% الإجراء، و12% اختارت عدم الإجابة.
سر الصمود الألماني عن أوروبا
صمود ألمانيا وقلة أعداد الإصابات والوفيات فيها، كان مثيرا للتساؤل والانتباه، لذلك أورد موقع "أن بي سي نيوز" الإخباري الأميركي، أن برلين مجهزة بشكل أفضل من معظم البلدان عندما يتعلق الأمر بالرعاية الصحية، إذ لديها 28 ألف سرير للعناية المركزة، وهو أعلى بكثير من المتوسط الأوروبي، كما أنها لم تتعرض للوباء في وقت مبكر مثل إيطاليا وأماكن أخرى، وبالتالي فقد كان لديها الوقت الكافي للاستعداد.
وتابع أن العديد من الخبراء يعتقدون أن السبب الرئيسي وراء معدل الوفيات المنخفض نسبيا هو العدد الكبير من الاختبارات التي تمكنت من إجرائها.
بدل حظر التجوال.. منع التجمعات لأكثر من شخصين
في منتصف مارس الماضي، بدت شوارع ألمانيا خالية من المارة، حيث اتفقت المستشارة أنغيلا ميركل مع رؤساء حكومات الولايات الألمانية على عدد من الإجراءات الحاسمة لمواجهة الفيروس، منها منع التجمعات في الأماكن العامة، والتي يزيد عدد الحاضرين فيها عن اثنين، واحترام مسافة 1.5 متر على الأقل في الأماكن العامة، مع غلق المطاعم وصالونات الحلاقة، وسبقهم قرار تعطيل الدراسة.
كما أوصت الحكومة الاتحادية باستخدام أقنعة الحماية "الكمامات" في المواصلات العامة وداخل المتاجر "كأمر ضروري"، والحظر على الأحداث الرئيسية مثل الفعاليات الرياضية حتى 31 أغسطس، وكذلك إغلاق الحانات، وحظر التجمعات الدينية في الكنائس والمساجد والمعابد، بحسب موقع "دويتش فيله" الألماني.
قواعد العودة التدريجية للعمل
كما أصدرت ميركل قرارا بتمديد فترة التباعد الاجتماعي حتى الثالث من شهر مايو، مع وضع قواعد موحدة وملزمة للوقاية من فيروس كورونا، منها الالتزام بمسافة متر ونصف متر، على الأقل، بين كل شخص وآخر في مكان العمل، وبالأحرى داخل المباني، وكذلك في الأماكن المفتوحة ووسائل النقل.
وتابع "دويتش فليله" أنه يجب تنظيم مسارات العمل بحيث لا يحدث اتصال مباشر بين الموظفين، إلا بأقل قدر ممكن، على فترات الراحة وتبادل نوبات العمل، وخلال الوجود في المكاتب، إضافة لمنع حضور أي مريض إلى مكان العمل.
وتدرس السلطات السماح للمواطنين بالعودة إلى حياتهم الطبيعية وأعمالهم، بعد فترات الحظر الطويلة، عن طريق إصدار "شهادات مناعة"، حيث إنه من المنتظر أن تسمح الشهادات لمئات الآلاف بالعودة للخروج من منازلهم والتنقل، في وقت سابق عن باقي المواطنين، لكن بعد إتمام إجراء حتمي، بحسب صحيفة "دير شبيجل" الألمانية.
شهادات المناعة، هي اختبارات لاكتشاف ما إذا كان الشخص طوّر أجسامًا مضادة لفيروس "كوفيد-19"، ما يعني أنّه كان في وقت من الأوقات حاملا للفيروس، وبالتالي يكون قد استطاع بالفعل تكوين مناعة من الوباء الذي يروع العالم، والتي تم تصميمها بالفعل، وفقا للصحيفة الألمانية.