"شفا".. حكاية مولودة بمستشفى العزل في الأقصر والدتها مصابة بكورونا
"شفا".. حكاية مولودة بمستشفى العزل في الأقصر والدتها مصابة بكورونا
شهد مستشفى العزل الصحي بإسنا جنوب الأقصر، مساء أمس، ولادة أول سيدة مصابة بفيروس كورونا، وذلك منذ تحويل المستشفى منذ شهرين لعزل مصابي كوفيد -19.
وكشف مصدر طبي لـ"الوطن"، أن عملية الولادة تمت قيصرية وسط إجراءات احترازية ووقائية مشددة نتيجة إصابتها بكورونا، حيث جرى تعقيم وتطهير الأدوات المستخدمة قبل وأثناء وبعد الولادة، حتى لا تنتقل العدوى لأحد من الفريق الطبي المشارك.
وأكد المصدر، أن السيدة تمكث الآن بقسم الرعاية المركزة، حالتها مستقرة إلى حد كبير لكن سيجرى عمل فحص جديد لاستبيان مدى إصابتها بالفيروس إلى جانب فحص طفلتها والتي نقلت لقسم الحضانة وتمت تسميتها "شفاء" استنذارا بشفاء من الله قريب.
القصة التي ترجمها النجاح الكبير لأبطال "الجيش الأبيض" بمستشفى العزل في إسنا تعود تفاصيلها لاستقبال سيدة في العقد الثالث من عمرها تقيم بمنطقة الكرنك، تم استقبالها وهي في أواخر الشهر الثامن من حملها، خضعت منذ البداية لرعاية طبية فائقة داخل إحدى غرف العزل بالمستشفى، كان الفيروس قد انتقل لها عن طريق مخالطتها لأحد المصابين.
واصل الأطباء تقديم الدعم والرعاية الصحية اللازمة للسيدة وجنينها حتى بدأت حالتها في التحسن تدريجيا لكن "شفا" جنينها الذي سمته بذلك الاسم تيمنًا من الله أن يعافيها من الفيروس، أبت أن تترك فرحة والدتها بقرب التعافي مفردة لتعززها بمجيئها للدنيا.
"شفا" الجنين التي حضرت كفاح والدتها ضد فيروس كورونا قبل أن تولد وما زالت، تتمتع الآن بصحة جيدة إثر نجاح أكثر من 4 أطباء إلى جانب فريق التمريض في إجراء عملية الولادة بكل حرفية دون حدوث أي تأثير سلبي على حياة الأم أو جنينها.
وتقرر نقل الطفلة "شفا" إلى غرفة الحضانات لرعايتها حتى تتحسن الحالة الصحية لوالدتها خلال الساعات المقبلة، ومن ثم تستطيع التعامل مع طفلها صديقتها الوحيدة في كفاحها ضد الفيروس التاجي.
الأطباء في مستشفى العزل سرعان ما تناوبوا التقاط الصور "السيلفي" مع المولودة الجديدة تخليدًا لتلك الذكرى التي تعد شاهدًا قويًا على مسيرتهم الناجحة في مكافحة الوباء العالمي، ذلك قبل أن يعتزموا تنظيم احتفالية مصغرة بقدوم أول مولود داخل المستشفى بعد تحويلها لحجر مصابي كورونا، وهو ما رأوه عاملًا قويًا في تحسين الحالة النفسية للأم التي ظلت بمفردها دون أسرتها منعًا لانتقال العدوى إليهم.
