"مرض وغربة".. محمد تبرع لأخيه بالخلايا الجذعية في الهند: نفسنا نرجع مصر

"مرض وغربة".. محمد تبرع لأخيه بالخلايا الجذعية في الهند: نفسنا نرجع مصر
"لو في نهاية الدنيا مش ممكن أترك شقيقي الأكبر وصديقي وعشرة عمري جمعتنا صلة الرحم والدم، وتعب شقيقي المفاجئ كان سببا قويا في اصطحابه في رحلة علاج قصيرة لدولة الهند لكن الظروف الحالية التي يواجهها العالم بأسره والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول لمكافحة فيروس كورونا جعلتنا محبوسين بين 4 جدارن في غرفة بأحد الفنادق بالقرب من المستشفى، حيث أجرى شقيقي عمليته الجراحية الدقيقة بعينه بعد إصابته بمرض مناعي نادر لم يعد إليه بصره بعد"، بتلك الكلمات بدأ محمد سمير 32 عاما، محاسب مصري عالق في دولة الهند، حديثه لـ"الوطن".
وأضاف محمد قائلا: "وصلنا إلى الهند في 3 مارس الماضي وكان المفترض عودتنا إلى مصر في 4 أبريل الجاري"، مشيرا إلى تواصلهم مع السفارة المصرية وإعطائهم كل البيانات الخاصة بهم، متابعا: "حالة شقيقي مستقرة إلى حد ما لكن لم يحدث تقدم في الرؤية بعد، وأتابع مع الطبيب كل يوم ثلاثاء".
يقول أحمد سمير 39 عاما، موظف في إحدى الجمعيات الخيرية والذي جاء خصيصا إلى الهند لإجراء العملية الجراحية بعدما أصيبت بمرض مناعي قبل سنوات: "ستيفن جونسون أو حساسية مناعية من ضمن آثارها الجانبية جفاف شديد بالعين ومشاكل في الأوعية الدموية، وحضرت إلى هنا لإجراء عملية نادرة يتم من خلالها أخذ خلايا جذعية من شقيقي باعتباره قريبا من الدرجة الأولى لزرعها في العين لتجديد خلايا العين التالفة مع تغير القرنية لعل وعسى تعود الرؤية مجددا، حيث تسبب بعض الأدوية هذا النوع من المرض الذي يصيب فردا من مليون شخص في العالم وحتى هذا الوقت لم أجرِ تركيب قرنية صناعية بالعين الثانية نظرا لعدم جدوى إجرائها بالنسبة لحالتي لعدم الاستجابة كما أجريت عملية نقل الخلايا الجذعية فقط".
وتابع سمير قائلا إن العملية تحتاج لعدة أشهر للتحسن، كما أن متابعات العملية كثيرة، متابعا: "حظى العثر تصادف تطبيق الحظر بعد وصولنا بمدة أسبوع تقريبا، والمفترض متابعة العملية لدى بعض الأطباء في مصر".
وأعرب سمير عن تخوفه في ظل البقاء في تلك الأجواء لأن مرضه المناعي يستلزم حصوله على أدوية مثبطة للمناعة، ما يجعله أكثر الأشخاص المهددين بالإصابة بفيروس كورونا نظرا لحالته الصحية السيئة ومناعته الضعيفة"، متابعا: "بعد مرضي المناعة تهاجم الجسم ومنذ وصولي وأنا عامل حجر صحي لنفسي في الفندق ولا أنزل إلا للطبيب فقط وأكون مثل المجنون خايف لأخد العدوى وبت متخوف حال إصابتي بالفيروس هعمل إيه وأنا لست في بلدي وفرضا لو توفيت هيعملوا معى إيه".
وأضاف سمير قائلا: "أنا أب لطفلتين إحداهما عمرها 10 سنوات، والثانية 7 سنوات"، متابعا: "هموت وأرجع بلدي بيننا فتيات طالبات وغيرهن الكثير جاءوا بهدف الدراسة"، موضحا أن "الفندق قال مهلتنا ليوم 14 أبريل وهنا لا يجددوا لأجانب ولا أعرف شيء هنا مطلقا ونتمنى العودة إلى بلدنا خاصة وأن الهند مدت الحظر ليوم 30 أبريل فبهذا الشكل سأكون مضطرا للتواجد 60 يوما في الفندق ولم نعمل حسابنا على المكوث طوال تلك المدة"، متابعا: "عندي الواحد يتحبس في بلده بين على 4 حيطان بس على الأقل هكون بين أسرتي".
ووجه سمير الشكر للسفارة المصرية لتواصلها الدائم معه على رأسهم محمد سمير، وكأنه أحد العالقين معنا، مطالبا رئيس الوزراء ووزير الهجرة سرعة التدخل لإنقاذنا وإعادتنا لبلدنا فبتنا كأننا محبوسين ولا نحتك بأحد نهائيا، مشيرا لوجود طلبة بينهن بنات يستغيثون بنا ولا نستطيع مساعدتهم ماديا لبعد المسافات التي تتجاوز الـ12 ساعة وكلنا ثقة في دولتنا ورئيسنا.