إما تجميد أو استئناف.. كورونا يرسم سيناريوهات الصراع في اليمن

كتب: آلاء عوض

إما تجميد أو استئناف.. كورونا يرسم سيناريوهات الصراع في اليمن

إما تجميد أو استئناف.. كورونا يرسم سيناريوهات الصراع في اليمن

رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس، بإعلان المملكة العربية السعودية، قائدة "تحالف دعم الشرعية في اليمن"، عن وقف إطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين.

وأوضح "جوتيريش" في بيان، وفق ما أورده مركز أنباء الأمم المتحدة أن هذا الإعلان يمكن أن يساعد في تعزيز الجهود نحو السلام، بالإضافة إلى جهود استجابة البلاد لجائحة "كوفيد-19".

وفي بيانه، قال "جوتيريش": "أدعو الحكومة اليمنية والحوثيين إلى الانخراط، بحسن نية ودون شروط مسبقة، في مفاوضات يعمل مبعوثي الخاص مارتن جريفيث على تيسيرها". يأتي هذا في وقت يدعو الحوثيون إلى وقف دائم لإطلاق النار، معتبرين أن تلك مبادرة نابعة منهم. كما رحب مجلس التعاون الخليجي، أمس، بقرار التحالف العربي، وكذلك دعم البرلمان العربي القرار.

وكيل "حقوق الإنسان" بالحكومة اليمنية: مطالب الحوثيين "هزلية"..ولا بد من كسر شوكتهم عسكريًا لوقف النزيف 

وقال نبيل عبد الحفيظ، وكيل وزارة حقوق الإنسان بالحكومة اليمنية، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن تلك المبادرة التي تحث على الوقف الدائم لإطلاق النار في اليمن لم تكن الأولى من نوعها، فالحوثيين دوما يستغلون المفاوضات وأوقات الهدنة لإعادة تأهيل وضعهم وترتيب صفوفهم استعدادًا لجولة قتال جديدة.

وأضاف أن المبادرة التي قدمها الحوثيون بالأمس لمنظمة الأمم المتحدة بهدف إنهاء الحرب الجارية في اليمن في خضم جائحة فيروس "كورونا" المستجد التي تشغل العالم، بها من "الهزل" ما لا يمكن وصفه، إذ وجهوا حديثهم إلى السعودية والإمارات المعنيين بالتحالف العربي، متجاهلين تماما الحكومة اليمنية الشرعية، فضلًا عن مطالبهم "الهزلية" والتي تشير إلى مدى عبثية أصحابها.

وتابع "عبدالحفيظ": "لن يوقف الحوثيون الحرب بشكل نهائي إلا بأحد الأمرين، إما كسر شوكتهم عسكريا وإجبارهم على التوقف، أو انتصار عسكري كامل لهم ومساومة إقليمية تترأسها إيران"، مشددًا على ضرورة وجود موقف دولي داعم للقرار 2216 من أجل العمل لإنهاء الحرب، بالإضافة إلى دعم التحالف العربي لكسر شوكة الحوثيين والقضاء عليهم عسكريًا.

محلل سياسي: التحالف العربي منع السيطرة الشاملة للحوثيين على اليمن. ولكن لن يحسم الصراع

وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فيما يتعلق بتجميد الصراع القائم مع المليشيات الحوثية، قائلًا "إن التحالف العربي منع السيطرة الشاملة للحوثيين على مجمل اليمن"، مشيرًا إلى أنه لولا قوات التحالف ودورها الفعال في تلك الأزمة لخضعت اليمن بأكملها تحت سيطرة المليشيات الحوثية المتطرفة، التي تستبيح غالبية المناطق الشمالية وأبرزها العاصمة صنعاء، بينما تسيطر الحكومة الشرعية على المناطق الجنوبية و باقي المناطق الأخرى في الشمال.

وأجاب يوسف على السؤال الذي يدور في أذهان البعض، بشأن مصير الصراع اليمني وإلى أي مدى سيصل؟، قائلًا "إن الأمور للأسف الشديد تجمدت عند هذا الحد، ولا يوجد في الأفق ما يشير إلى إمكانية حسم هذه المعركة عسكريًا، وفي الوقت نفسه هناك صعوبة بالغة في حدوث تسوية سياسية بين الأطراف المتصارعة"، مشيرًا إلى حجم الصراع القائم مع الحوثيين الذين يشكلون حركة انقلابية غير شرعية، لكن أصبح لهم سيطرة واقعية لابد من وضعها في الحسبان.

التسوية السياسية شبه مستحيلة.. وانشغال الجانبين بمواجهة "كورونا" الحل الوحيد لتمديد الهدنة

ويعتقد يوسف أن الحالة الوحيدة التي يمكن أن تمد فترة تجميد الصراع، هي تفشي الوباء بين طرفي الحرب فقط وإجبارهم على التوقف، دون ذلك لا يتوقع أن ينجح التحالف العربي في حسم الصراع على الرغم من جهوده الراميه لتحقيق ذلك.

ولفت يوسف إلى أنه في المرحلة الأخيرة لم يلتزم الحوثيون بوقف إطلاق النار المتفق عليه مع قوات التحالف، إذا شنت المليشيات الحوثية عمليات برية استطاعوا بها الاستيلاء على مواقع جديدة في محافظة الجوف، فضلًا عن التهديد المستمر لمدينة مأرب الشمالية التي تخضع للحكومة الشرعية، وتتضمن أهم مصادر الثروة النفطية اليمنية، علاوة على الغارات التي شنتها تلك المليشيات على مواقع سعودية في وقت سابق مما دفع الأخيرة إلى الرد عليهم بغارات مماثلة.

ووصف التسوية السياسية في هذا الشأن بـ"المعقدة للغاية"، إلا إذا تمت معالجة مصادر الضعف الموجودة داخل صفوف الشرعية اليمنية وزيادة تماسكها، ثم إعادة التفكير في منهج جديد للتسوية.


مواضيع متعلقة