10 فلاسفة في اجتماع طارئ لبحث لغز كورونا (1-2)
- إمام أحمد
- سقراط
- ابن رشد
- أفلاطون
- هيجل
- فولتير
- نيتشه
- كورونا
- فيروس كورونا
- إمام أحمد
- سقراط
- ابن رشد
- أفلاطون
- هيجل
- فولتير
- نيتشه
- كورونا
- فيروس كورونا
جلس الفلاسفة التسعة حول الطاولة، ينظرون إلى بعضهم في دهشة، أسئلة كثيرة تدور في رؤوسهم حول هذه الدعوة المفاجئة، لكن لا أحد منهم يملك جواباً. مرت ساعة إلا قليلاً، حتى دخل عليهم رجل كبير السن، أصلع الرأس، ثيابه مهلهلاً؛ فسارعوا جميعاً بالوقوف له إجلالاً وتقديراً، إنه سقراط.. أبوالفلاسفة.
جلس على رأس الطاولة التي اكتملت به، وبطريقته في المحاورة، سألهم قبل أن يسألوه: ما ظنكم في سر دعوتي لكم اليوم؟.. لم يرد أحد، فتابع حديثه: هل أدعوكم لنتناول معاً وجبة عشاء خفيفة؟.. هل ينشغل الرجل الحكيم بالطعام أم بما هو أهم؟.. ما الأهم من الطعام في رأيكم: المال.. الجنس.. الفضيلة.. الصحة.. الحياة لفترة أطول؟
قاطعه أحدهم الذي يجلس على آخر الطاولة، زاعقاً حتى كاد يتطاير منه شاربه الكثيف: ما هذا الهراء، كف عن أسئلتك التافهة.. هل ترانا مجموعة من الخراف تقضي وقتك بالتلاعب بها.
تحدث أفلاطون الذي كان يجلس عن يمين سقراط، قائلاً: الرجل الفاضل لا يغضب. امسك غضبك يا نيتشه.
فريدريك نيتشه زاعقاً من جديد: الرجل الفاضل وهم أفلاطون الذي خدع به الناس. ما أؤمن به هو الرجل الأعلى، الأقوى، الشجاع، الذي يرمي كلماته لتنفجر في مخابئ الجهل دون مهادنة ولا خداع.
همّ أفلاطون للرد، فقاطعه سقراط: أتظن أنني جمعتكم اليوم يا نيتشه لأخدعكم وأتلاعب بكم؟
نيتشه: دعك مما أظنه أنا، ولتجب أنت عن سؤالك.
سقراط: حسناً، سأجيب. لكني أريد أن اسمع الآخرين. هل تأذن لي أيها الألماني الغاضب دائماً؟
نظر نيتشه بضيق، وهزّ رأسه موافقاً على غير رضا، فخاطب سقراط حضوره:
- ما ظنكم في السر من لقائنا اليوم؟
قال ديكارت: ما أعرفه أنني لا أعرف سبباً لهذا اللقاء الغريب، ولو سكت من لا يعرف؛ قل الخلاف.
فتحدث فولتير: لا أعتقد أن هناك سراً، ولا أعتقد أنني سعيداً بهذه الدعوة، لكني أؤمن بحقك يا سقراط في أن تتكلم وواجبنا بأن نستمع.
وقال جان جاك روسو: أتمنى أن يكون اللقاء لإعادة النظر في قضية العقد الاجتماعي. ليس هناك ما هو أهم من ذلك.
قاطعه أرسطو قائلاً: المنطق أهم من العقد الاجتماعي الذي كرست حياتك له يا روسو. لو عرف الناس المنطق، ما احتاجوا لعقود اجتماعية تُكتب ثم تُنتهك ثم يموت الحق وراء النص.
قال ابن رشد: أوافق أرسطو الرأي. المنطق يولد المعرفة، والمعرفة تولد الفضيلة، ونفسي تحدثني لو أن هذا اللقاء لبحث الفضائل الأربعة: الحكمة، العفة، العدالة، الشجاعة.
ماركس مستنكراً: وهل يأكل الناس شجاعة ويشربون عدالة ويغيرون العالم بالحكمة والعفة؟!.. الفضيلة الحقيقية تكمن في قوة العمل وحق المساواة، فلنكف عن هذه الخرافات المخدرة وليكن حديثنا عن مجتمع الشيوعية.
هيجل يهمس متعجباً: لازال ماركس مؤمناً بنظريته رغم ثبوت فشلها بالتجربة.
ماركس محتداً: فشل تطبيق، وليس فشل نظرية.
هيجل: لقد عبثت بأفكاري من أجل كل هذه الدماء التي أريقت بأفكارك.
ماركس: عفواً.. لقد طورتها من أجل الناس بدلاً من سراب الميتافيزيقا الذي حلقت فيه.
حاول سقراط إنهاء المناقشة الجانبية قائلاً:
- فلتقل لنا يا هيجل.. فيما ترى اجتماع اليوم؟
هيجل: أياً ما يكن. لقد أسعدتني الدعوة على عكس فولتير، وأسعدني هذا الجدل بين الأفكار الذي يمكن أن يحيلنا إلى فكرة جديدة، أكثر تطوراً.. لكن ليس على الطريقة المادية التي تبناها تلميذُ عاق.
همَّ ماركس للرد، فأوقفه سقراط قائلاً:
- أما الآن، فلأخبركم بما جئت لكم، وهو أبعد ما يكون عن كل ما ذكرتموه. أتعرفون الموت؟ أتخشونه؟.. إنه يلاحق الناس اليوم في صورة وباء لم تعرف البشرية مثله، أشاع الخوف بين الجميع.. الخوف يا أصدقائي أشد من الموت وأسوأ ما يصيب الإنسان. دعوتكم لبحث ما يسمى بفيروس كورونا المستجد.
(نكمل الحلقة القادمة)