"إصابات الرجعة" ربما تكون السبب.. هل يعود كورونا بعد التعافي منه؟

كتب: آلاء عوض

"إصابات الرجعة" ربما تكون السبب.. هل يعود كورونا بعد التعافي منه؟

"إصابات الرجعة" ربما تكون السبب.. هل يعود كورونا بعد التعافي منه؟

في خضم الجهود التي بذلتها الصين خلال الـ74 يوما الماضية للسيطرة على فيروس كورونا المستجد في مدينة ووهان الصينية التي مثلت بؤرة لاحتضانه وصدرته للقارات الثلاث، ونجاحها في إيقاف انتهاكات الفيروس للأرواح في ووهان، إلا أن المخاوف الصينية تجاه عودة تفشيه في البلاد لم تتراجع، إذ أكدت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا"، أن مخاوف الصيني تجاه عودة الوباء كانت في محلها، بعد الكشف عن حالات جديدة خارج ووهان لم تظهر عليها أية أعراض.

ونقلت "شينخوا" عن لجنة الصحة الوطنية، أمس، أن هناك 62 حالة إصابة مؤكدة جديدة بالمرض الناجم عن فيروس كورونا الجديد في البر الرئيسي الصيني، من بينها 59 حالة وافدة من الخارج، وقالت اللجنة إن 1095 مريضا مصابين بالوباء بدون أعراض ما زالوا تحت الملاحظة الطبية، من بينهم 358 وافدون من الخارج.

وبعد مرور أكثر من 70 يوما على الإغلاق، أعادت السلطات الصينية فتح مدينة ووهان، بؤرة انتشار الفيروس المستجد، وسمحت للمواطنين الخروج من ووهان والانتقال إلى باقي المدن الصينية، الأمر الذي أعاد الكرة مرة أخرى ورفع نسبة الإصابات، وعلى إثره، قامت السلطات بتطبيق قيود على حركة السكان في بلدة شمالية وسط مخاوف من موجة عدوى ثانية في البلاد بعد اكتشاف حالات جديدة خارج ووهان.

وتثير الحالات المصابة التي لم يظهر عليها الأعراض المرتبطة بفيروس كورونا المستجد تساؤلات المواطنون الذين انتابهم القلق حيال هذا الوباء الغامض الذي حل ضيفا ثقيلا على العالم كله، فبحسب تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية، تُشكك الدراسات الجديدة التي أُجريت في العديد من البلدان والانتشار الكبير لفيروس كورونا الجديد في ولاية ماساتشوستس الأمريكية في التأكيدات المطمئنة من قبل المسؤولين الأمريكيين حول طريقة انتشار الفيروس.

وأكد هؤلاء المسؤولين أن الفيروس ينتشر بشكل رئيسي من قبل الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض المعروفة وهذا يسهل السيطرة على الأمر، وقد أظهرت أكثر من 6 دراسات أن الأشخاص الذين لا يعانون من الأعراض يتسببون في كميات كبيرة من العدوى، مشيرة إلى قول مايكل أوسترهولم، مدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا: "نعرف الآن أن انتقال العدوى بدون أعراض ظاهرة تلعب دورا مهماً في نشر هذا الفيروس".

وأضاف أنه "من الواضح تماما" أن العدوى بدون أعراض "بالتأكيد يمكن أن تغذي وباء مثل هذا بطريقة تجعل من الصعب جداً السيطرة عليه".

رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية لـ"الوطن": لم يثبت طبيا إصابة شخص بكورونا مرتين  

وفيما يتعلق بعودة فيروس كورونا المستجد مرة أخرى بعد السيطرة الكاملة عليه وخصوصُا للأشخاص الذين تمت إصابتهم به، أوضح البروفيسور فؤاد عودة، رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية في تصريحاته لـ"الوطن"، أنه لا يوجد أي إثبات طبي لعودة الفيروس مرة أخرى، حتى وإن عاد تكون أعراضه ضعيفة وتأثيره أضعف من المرة الأولى بفضل المناعة والمضادات الحيوية الموجودة في جسم الإنسان التي تتكون عند دخول الفيروس.

فؤاد عودة: "إصابات الرجعة" ربما تكون سببا في إعادة تفشي الفيروس مرة أخرى

وتابع أنه لم يذكر في علم الأوبئة عودة فيروس مرة أخرى للشخص بعد التخلص منه، لافتًا إلى ما يسمى باسم "إصابات الرجعة"، التي من الممكن أن تكون مسؤولة عن تفشي الفيروس مرة أخرة بعد سيطرة الدولة عليه، عن طريق الحالات الوافدة من الخارج، فحينها يمكن تفشي الوباء مرة أخرى بشكل جديد، لكنه لا يؤثر على الأشخاص التي حملت الفيروس من قبل.

وأكد أنه كلما ازدادت بؤرة تفشي فيروس كورونا كلما تغير وضعف بنيته، مشيرًا إلى نسبة الإصابات والوفيات في الدول الموبوءة التي انتهكها الفيروس بشكل صارخ مثل إيطاليا وإسبانيا وإيران والصين ومازال موجود فيها، لكن ليس بنفس الشكل الذي كان عليه في الأسابيع الأولى لظهوره.

وكيل وزارة الصحة الإيطالية لـ"الوطن": هناك احتمالية لعودة كورونا فهو يشبه الأنفلونزا

وأوضح الدكتور فايق خليل، وكيل وزارة الصحة الإيطالية أن هناك احتمالية لعوده فيروس"كورونا" المستجد، فهو مثل الأنفلونزا تعود كل عام وبشكل مختلف، لذا تكون الأدوية مختلفة باختلاف الفيروس مع كل موجة جديدة. وتابع فايق لـ"الوطن"، أن غياب الأعراض على الشخص المصاب تعتبر ظاهره موجوده دومًا في نسبه كبيره من المرضي وحاليا أيضًا في خضم جائحة "كورونا" الذي يواجهها العالم الآن، لكن في كل الأحوال يبقي الأمل في التوصل للتطعيمات في كل مرحلة، لافتًا إلى الجهود الرامية في البحث عن وجود مناعة مكتسب.


مواضيع متعلقة