الصين: اختبار 9 لقاحات.. ومحاولة لإعلان النتائج خلال الشهر الجاري

كتب: محمد حسن عامر

الصين: اختبار 9 لقاحات.. ومحاولة لإعلان النتائج خلال الشهر الجاري

الصين: اختبار 9 لقاحات.. ومحاولة لإعلان النتائج خلال الشهر الجاري

تتحرك الصين على 3 مسارات لمواجهة الوباء؛ بدأت بإجراءات الحظر والوقاية من ناحية، ومن ناحية ثانية الالتزام الشعبى بإجراءات الوقاية، وثالثاً البحث عن لقاح لعلاج الفيروس يمكن أن يكون للصين السبق به، وقالت صحيفة «ساوز تشينا مورنينج» الصينية، فى تقرير مؤخراً، إن الصين ستعلن فى وقت لاحق من هذا الشهر عن نتائج المرحلة الأولى لتجريب أحد اللقاحات لعلاج فيروس كورونا، وأضافت أن الصين تتطلع لتجربة هذا اللقاح فى دول أخرى متضررة، مؤكدة نجاحه على الحالات التى جرب عليها فى الصين.

وبحسب تقرير الصحيفة الصينية، المنشور فى 2 أبريل، قال تشين لينج، اختصاصى الفيروسات فى مختبر الدولة الرئيسى لأمراض الجهاز التنفسى، إن تجربتى المرحلة الثانية والثالثة لهذا اللقاح ستحتاجان إلى آلاف الأشخاص وإن إجراء هذه الاختبارات فى البلدان الأكثر تضرراً سيساعد على تحقيق نتائج أسرع وأكثر دقة، مضيفاً: «لقد احتوينا الفيروس بسرعة كبيرة فى الصين، والآن ليس لدينا ما يكفى من الحالات لمزيد من التأكد من فاعلية اللقاح».

علماء: الأمصال التى نعمل عليها الأكثر تطوراً فى العالم.. ونتطلع لتجربتها فى الدول المتضررة من الفيروس

وقال إخصائيو الفيروسات إنهم بحاجة إلى اختبار اللقاح على آلاف الأشخاص المصابين بفيروس كورونا، للتأكد من توافر دلالات إحصائية للحماية التى يوفرها اللقاح المرشح لمن جربوه مقارنة بأولئك الذين لم يجربوه. وقالت تشن وى، وهى من كبار علماء الأوبئة وعلم الفيروسات فى أكاديمية العلوم الطبية العسكرية، لصحيفة «تشاينا ديلى» المملوكة للدولة، إنه إذا أثبتت النتائج الأولية أن اللقاح آمن وأنتج التأثيرات المرجوة، فإن الصين ستبحث اختبار فاعليته فى الخارج إذا ظل الوباء منتشراً على حالته. ووفقاً لها، فإن العديد من البلدان أعربت عن اهتمامها بالعمل مع فريقها البحثى لاختبار اللقاح، الذى يستخدم فيروساً أو بكتيريا غير ضارة لإدخال المادة الوراثية لجسم المريض لبناء المناعة ضد فيروس كورونا، لكنها لم تذكر أسماء البلدان التى رحبت بذلك.

وقالت تاو لينا، خبيرة اللقاحات فى «شنغهاى» لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إنه سيكون من الأفضل إجراء اختبارات سريرية مستقبلية فى دول متقدمة أخرى مثل بريطانيا وألمانيا، حيث يوجد مستوى عالٍ من التحصيل العلمى، مضيفة أن الولايات المتحدة من المحتمل أن تكون غير مستعدة للتعاون مع الصين، لكن «بكين» بإمكانها أن تعمل مع الدول الأخرى التى تضررت بشدة مثل بريطانيا. وأشارت إلى أن علماء عسكريين أمريكيين يعملون أيضاً على لقاح، إلى جانب باحثين مدنيين حول العالم. وقال المحلل العسكرى المقيم فى «بكين» تشو تشنمينج، إن العلماء الأمريكيين سيعملون بشكل مثالى مع نظرائهم الصينيين لتطوير لقاح، مضيفاً أن «أفضل سلاح لمحاربة الوباء هو عملية مشتركة بين الصين والولايات المتحدة، تنحى خلافاتهما السياسية جانباً».

واللقاح، وفق تقرير قبل أسابيع للصحيفة، تم تطويره بشكل مشترك من قبل المركز الصينى لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وجامعة «تونجى وستيرمينا» فى شنغهاى، لتجارب على الحيوانات، ومن المتوقع أن يدخل التجارب السريرية فى منتصف هذا الشهر. ووفق الصحيفة فإن اللقاح الصينى الذى طورته أكاديمية العلوم الطبية العسكرية هو أول قائمة تضم 9 لقاحات يتم تجريبها وجميعها ستخضع للتجريب هذا الشهر بحسب وانج جونجى خبير مراقبة جودة المنتجات البيولوجية والأكاديمى فى الأكاديمية الصينية للعلوم. وشدد «جونجى» أن هذه اللقاحات ستتفاوت فى سرعتها عن بعضها لكنها فى المجمل الأكثر تطوراً فى العالم. ومن المقرر أن تعلن نتائج المرحلة الأولى فى الصين لاحقاً هذا الشهر.

كانت إجراءات الوقاية من الفيروس المتعلقة بإجراءات حظر الحركة والتزام المنازل هى رأس الحربة التى واجهت بها الصين الفيروس على الأقل حتى الوقت الحالى، إلا أنها فى الوقت ذاته، تحركت بشكل جاد نحو بناء المستشفيات الجديدة والسريعة، وفى الوقت ذاته البحث عن علاج أو تطوير لقاح. وقالت الإعلامية والكاتبة الصينية فيحاء وانج، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، إنه من أجل العلاج، قامت الصين ببناء مستشفيين متخصصين للحالات الشديدة فى مدينة ووهان فى غضون عشرة أيام فقط وتحويل بعض المنشآت العامة مثل الملاعب الرياضية ومراكز المعارض إلى 16 مستشفى مؤقتاً لاستقبال الحالات الخفيفة، إضافة إلى إرسال فرق طبية من أرجاء البلاد إلى مدينة ووهان. ولفتت إلى أنه خلال عملية العلاج، تم الجمع بين الطب الصينى التقليدى والطب الغربى لرفع مناعة المصابين والحفاظ على حياتهم حتى يتعافوا، كما اكتشف الخبراء الصينيون أن دواء الملاريا مثل الكلورفين والبليكونى قد يستطيع علاج كورونا الجديد وما زال فى مرحلة التجارب السريرية لتأكيد دوره الفعلى. وأضافت: «فى الوقت نفسه، دخل اختراع اللقاح فى مرحلة التجارب السريرية على البشر وقد شارك 108 متطوعين من المواطنين الصينيين فى المرحلة الأولى منها».


مواضيع متعلقة