أطباء إيطاليون لـ"الوطن": أمريكا تدفع ثمن سياسة ترامب مع كورونا
أطباء إيطاليون لـ"الوطن": أمريكا تدفع ثمن سياسة ترامب مع كورونا
يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية ستدفع ثمن ما فعله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حسبما قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تقرير سابق لها، ففي ظل الجهود العالمية الرامية إلى انحسار فيروس كورونا، الذي ازدادت وتيرته مؤخرًا، لم تخل تصريحاته يوميًا في بداية الأزمة من التحدي حتى سقطت بلاده في بئر الفيروس، وأصبحت في صدارة قائمة أكثر الدول المسجلة للفيروس.
قبل أيام حذّر الرئيس الأمريكي، من أن الولايات المتحدة ستمر بأسبوعين "مؤلمين جداً جداً" على صعيد مكافحة فيروس كورونا المستجد الذي يواصل حصد أعدادٍ متزايدة من الضحايا في بلاده والعالم بأسره، قائلًا: "على الشعب الأمريكي أن يستعد للأيام السوداء خلال الأسبوعين المقبلين"، مؤكدًا خلال مؤتمره الصحفي اليومي في البيت الأبيض حول تطورات مكافحة الوباء أن كل التوقعات تشير إلى وفاة 120 ألف شخص، مطالبًا المواطنون الأمريكيون بالاستعداد للأيام الصعبة المقبلة.
وأوضح أن ما قامت به الإدارة الأمريكية هو خفض الأرقام المتوقعة للوفيات، مؤكدا أن بلاده تعيش أسوأ أحوالها بسبب كورونا، وقال ترامب: "كنا نتوقع أن الأمر سيتوقف في الصين لكن هذا لم يحدث.. لا نلوم أحدا"، مشيدًا بجهود نيويورك في انحسار الفيروس.
وطالب ترامب المواطنون والشركات بالتضحية من أجل الولايات المتحدة، موضحًا أن حكام الولايات يتخذون القرارات وفقا لظروف كل ولاية، ولفت إلى أنه في حال زادت الأمور سوءًا ستنظر الإدارة الأمريكية في قرار حظر بعض الولايات.
فؤاد عودة: ما تمر به الولايات المتحدة سببه تصرفات ترامب غير المسؤولة وتهميشه لأهل العلم
وعن ذلك، أوضح رئيس نقابة الأطباء الأجانب في روما، ورئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية فؤاد عودة، لـ"الوطن"، أن ما تمر به الولايات المتحدة الأمريكية حاليًا سببه تهميش أهل العلم والطب وعدم الالتفات لتعاليمهم منذ بداية الأمر، مشيرا إلى أن ترامب تعامل مع الوباء على أنه ورقة سياسية ومسك بزمام الأمور متجاهلًا "الجيش الأبيض الدولي"، مستعينا بأشخاص ليسوا مؤهلين للمشورة حتى خرجت الأمورعن السيطرة.
وأوضح عودة أن العامل الأساسي الذي زاد من سرعة تفشي الفيروس في أمريكا، النظام الصحي السيئ التي تنتهجه البلاد، فالجميع لا يملك فرصة العلاج، لافتًا إلى دور الطب النفسي في علاج المصابين والأشخاص الخاضعين للحجر الصحي مع التحليل الطبي والإعلامي، مؤكدًا أنه مهم لإخراجهم من حالة الذعر المنتشرة فيما بينهم.
رئيس الرابطة الطبية الأوروبية: تستر ترامب على انتشار الوباء في بلاده منذ البداية جر البلاد إلى الهاوية
وأشار فؤاد إلى خطأ الرئيس الأمريكي من البداية، وهو تستره الدائم على نسب الإصابات والوفيات في بلاده خشية الإضرار بالاقتصاد الأمريكي في خضم حربه الاقتصادية مع الصين، فلم تخلو تصريحات ترامب من الثقة فبعدما استهان بفيروس كورونا، وأكد أنه لا يختلف كثيرًا عن الإنفلونزا العادية، أعلن في آخرالمطاف أنه أخطرمن الإرهاب.
واختتم عودة تصريحاته بانتقاد الإدارة الأمريكية التي تركت زمام الأمور إلى ترامب الذي تسببت تصرفاته غير المسؤولة في إنهاك المواطنين وتخويفهم، فضلًا عن هجماته المتتالية ضد الفيروس وتصريحاته المتناقضة وكأن مستقبل العالم في يده.
فيصل الحايك: ترامب غير متزن.. وسيعجز النظام الصحي عن إنقاذ الموقف
وفي السياق ذاته، وصف طبيب العظام الأردني الإيطالي الدكتور فيصل الحايك، دونالد ترامب بأنه "غير متزن"، معتقدًا أن الفيروس اقتحم أمريكا وتفشى بسرعه بسبب سوء نظامهم الصحي الذي عجز السيطره على الوضع، لأنه نظام مبني على الخدمات الصحية المبرمجة وعبر بوليسات التأمين والتي لا يملكها غالبية الشعب، بينما المرض لا يميز بين غني وفقير ولا ينتظر الفرز ولا يعفيهم من المسؤولية تجاه الفقراء.
وأوضح الحايك أن هذا يخلق لهم تناقضا رهيبا ولا يمكنهم التحول إلى التأمين الشامل وللجميع، وحتى الحجر بأبسط أشكاله غير ممكن لأن هناك نسبة لا بأس بها تنام في محطات القطار ومترو الأنفاق وليس لديها مأوى، هذا التناقض الصارخ اجتماعيا سيكلفهم الكثير.
وأشار إلى وفاة الشاب ذات الـ17 عاما، الذي توجه إلى المستشفى ولم يعالجوه، بل دعوه للمكوث في بيته فقط؛ لأنه لا يملك بوليصة تأمين، مؤكدًا أن كل هذا سبب كفيل لترك عددٍ لا بأس به من حالات الوفيات واتساع رقعة انتشار المرض.
