تشييع جنازة "طبيب الفقراء" بالأقصر: كان بينضف حمامات المسجد

كتب: محمد عبد اللطيف الصغير

تشييع جنازة "طبيب الفقراء" بالأقصر: كان بينضف حمامات المسجد

تشييع جنازة "طبيب الفقراء" بالأقصر: كان بينضف حمامات المسجد

شيعت في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، جنازة الدكتور جبريل يوسف، المعروف باسم طبيب الفقراء، عن عمر ناهز 83 عاما.

وتضاربت الأنباء حول وفاته في مستشفى العزل في إسنا، حيث أكدت بعض المصادر أنه توفي نتيجة إصابته بفيروس كورونا، بينما قالت مصادر أخرى إنه توفي بأزمة قلبية بعد أن تبين سلبية نتائج التحليل.

ويقول عبدالمنعم عبدالعظيم، مدير مركز دراسات الصعيد وصديق الطبيب الراحل، إن أبناء المحافظة انتابتهم حالة كبيرة من الحزن، جراء معرفتهم بالخبر لما كان يتميز به من صفات حميدة ورقي في التعامل.

وأضاف عبد العظيم لـ"الوطن"، "حياته كانت هادئة للغاية تبدأ قبيل الفجر حيث يذهب إلى مكانه المفضل مسجد أرمنت العتيق، ويبدأ في تنظيف دورات مياه المسجد قبل الصلاة ثم يعود إلى بيته ليرتدي ثوب العمل".

وأشار إلى أنه من ضمن الأمور التي ساعدت في شهرته محاربة الخرافات في بالأقصر، حيث كان هناك ما يسمى بهرم أبو جليل يجري صناعته من الطين، يمر به الأطفال يغنون ويتسولون بعض النقود للبركة حسب اعتقادهم، بالإضافة إلى مناهضته علاج العيون بالشيشم والبصل ولبن الأمهات.

العلم الذي تلقاه الدكتور جبريل من أشهر جامعات فرنسا، ساعده في محاربة الخرافات، واستبداله بطب العيون، حيث كان ترتيبه حينئذ الأول على جراحي الرمد في العالم.

واشتهر الطبيب الراحل، بالإنسانية التي غابت عن كثير من بني عصره، فلم يعرف طريقًا للمادة، كما كان يوزع النقود على الفقراء ويساهم في بناء المساجد والأعمال الخيرية.

ولم ينس أهالي محافظة قنا، مساهمة "جبريل" بالجزء الأكبر في بناء معهد ديني بدندرة، ومعهد أرمنت الديني ومسجد الرحمن القريب من قريته.

ويروي الابن الأكبر للطبيب الراحل، أنه وأشقائه طلبوا ذات يوم من والدهم بناء بيت جديد، فأخذهم الوالد الراحل إلى مقبرة اشتراها وقتئذٍ، وقال لهم "هذا بيتكم" ليدلل على أن ما يمكثون فيه الآن ليس دائما، ويجب عليهم أن يعملوا لهذا البيت المبني من التراب.

ويطالب أهالي مدينة أرمنت محافظ الأقصر، تسمية شارع البروج، وسط المدينة، باسم الطبيب الراحل، لأنه طالما عاش فيها يقدر الصغير قبل الكبير ويسأل عن العليل قبل الصحيح.

 


مواضيع متعلقة