فاوتشي يحذر من غياب دليل قوي على فعالية علاج الملاريا ضد كورونا

فاوتشي يحذر من غياب دليل قوي على فعالية علاج الملاريا ضد كورونا
- كورونا
- وباء كورونا
- كوفيد 19
- الولايات المتحدة
- الملاريا
- كورونا
- وباء كورونا
- كوفيد 19
- الولايات المتحدة
- الملاريا
حذّر كبير خبراء الحكومة الأمريكية للأمراض المعدية أنتوني فاوتشي، اليوم، من عدم وجود دليل "قوي" على فعالية عقار الملاريا في علاج الحالات المصابة بوباء كورونا المستجد "كوفيد-19"، وفقا لما ذكرته وكالة انباء"الشرق الاوسط".
وقال فاوتشي، وهو رئيس المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، في تصريحات نقلتها صحيفة "ذا هيل" الأمريكية على موقعها الإلكتروني: "علينا أن نكون حذرين من أننا لم نحقق تلك القفزة العظيمة للافتراض بأن ذلك هو عقار الضربة القاضية. لا نزال نحتاج لعمل دراسات من النوع الذي يثبت على وجه التحديد ما إذا كان أي تدخل آمن وفعال حقا".
وجاء تصريح فاوتشي ردا على سؤال حول استطلاع رأي لأكثر من 6700 طبيب في 30 بلد، قال فيه 37% منهم إنهم "يشعرون" أن عقار "هيدروكسيكلورين" المستخدم في علاج الملاريا هو الأكثر فعالية في علاج المصابين بـ"كوفيد-19".
وأوضح المسئول الأمريكي: "لا نعمل على ما تشعر به، وإنما نعمل على ما لدينا من دليل وبيانات"، مضيفا أن ذلك الاستطلاع "ليس دراسة قوية جدا"، "لكن حينما لا تكون لديك معلومات، فإنه مفهوم لماذا سيريد الناس أن يأخذوا أي تلميح بسيط بأن ذلك فعال، وأنا ليست لديّ مشكلة في ذلك"، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الأوسط".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أشاد مرارا بعقار "هيدروكسيكلوروكين" إذا استُخدم إلى جانب "أزيثرومايسين" كعلاج محتمل لـ"كورونا" المستجد، رغم توالي التأكيدات من مسؤولين وخبراء داخل وخارج الولايات المتحدة من غياب أدلة تدعم صحة تلك الفرضية.
لكن أطباء صينيون أعلنوا هذا الأسبوع أن "هيدروكسيكلوروكين" ساعد في "تسريع شفاء عدد صغير" من المصابين بالوباء ممن لم يكونوا في حالة سيئة.
ورجحت إدارة الرئيس الأمريكي، مؤخرا، أن يؤدي وباء كورونا إلى وفاة ما بين 100 ألف و240 ألف شخص في الولايات المتحدة، لكن عددا من الباحثين والأكاديميين شككُوا في دقة هذه التقديرات، قائلين إنها لا تستند إلى بيانات واضحة ولا إلى منهج علمي دقيق.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن عددا من العلماء ينتابهم الفضول حتى يعرفوا كيف وصلت إدارة ترامب إلى هذا العدد المحتمل من الوفيات بسبب "كوفيد 19"، وفقا لما ذكرته قناة"سكاي نيوز عربية" الإخبارية.
ورفض البيت الأبيض أن يفصح عن الطريقة التي استخدمها في وضع هذه التوقعات، أي وفاة عدد ضخم يصل إلى 240 ألفا، وهو رقم يتجاوز ضحايا الولايات المتحدة في حرب فيتنام وهجمات 11 سبتمبر الإرهابية.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، ان عدم الكشف عن طريقة وضع هذه الأرقام، لا يتيحُ للباحثين أن يتأكدوا من مدى صحتها ودقتها، أو حتى البحث عن سبل ممكنة لتخفيف حصيلة الضحايا قدر الإمكان.
ونقلت "واشنطن بوست" عن ثلاثة مصادر في البيت الأبيض، لم يجر ذكر أسمائهم، فإن مستشارين كبار لترامب أبدوا شكوكهم حيال توقعات الوفيات، بل إنهم دخلوا في نقاش حاد بشأنها.
وخلال اجتماع مغلق لفريق العمل الخاص بكورونا في الإدارة الأمريكية، قال مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي، إن الوباء يشهد تغيرات كثيرة، وتبعا لذلك، فمن الصعب وضع توقعات دقيقة بشأنه.
وأضاف فاوتشي، أنه نظر في عدة نماذج لوضع التقديرات، ثم وجد أنها لا تؤدي إلى نتيجة واضحة، وفي المنحى نفسه، قال مدير مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها، روبرت ريدفيلد، إنه يشك أيضا في دقة الأرقام.
وقال الخبير في شؤون الأوبئة بجامعة كولومبيا، جيفري شامان، الأمور ليست واضحة بشكل كاف حتى الآن، لأن العلماء لا يستطيعون أن يتوقعوا مآل الناس في المستقبل، ولا يدرون ما إذا كان الفيروس موسميا.
وفي غضون ذلك، قال الباحث في مركز بحوث الأمراض المعدية بجامعة هارفارد، مارك ليبستيش، إن البيت الأبيض "تواصل معنا يوم الثلاثاء، خلال الأسبوع الماضي، وطلب منا أن نقدم أجوبة في يوم الخميس، أي في غضون 24 ساعة، وأجبتهم بأننا لا نستطيع إنجاز الأمر بهذه السرعة".
وأضاف الأكاديمي الأمريكي "في نهاية المطاف، قدمنا لهم بعض الأرقام بشأن بعض الحالات الخاصة جدا"، فيما قال باحثون آخرون إن إدارة ترامب لم تحدد ما إذا كان هؤلاء الضحايا، وهم كثيرون، سيلقون حتفهم خلال الأشهر القليلة القادمة، أم إن الأمر يتعلق بالعدد الإجمالي للوفيات قبل التوصل إلى لقاح ناجع ضد الوباء.