دراسة: كمية فيروس كورونا في الجسم تحدد شدة الأعراض

كتب: مصطفى الصبري

دراسة: كمية فيروس كورونا في الجسم تحدد شدة الأعراض

دراسة: كمية فيروس كورونا في الجسم تحدد شدة الأعراض

توصل مجموعة من العلماء إلى أن كمية فيروس كورونا المستجد التي تدخل إلى جسم المصاب به هي التي تحدد شدة الأعراض التي تظهر عليه، أي أن الحمل الفيروسي العالي مرتبط بأعراض أسوأ.

ويقول العلماء إن إجراءات العزلة الاجتماعية ربما تحد من خطر انتشار الفيروس التاجي وحدته، لأنه يمكن أن يجعل أعراض الناس أكثر اعتدالًا إذا أصيبوا بالمرض.

ويرى العلماء الذين أجروا الدراسة، التي نشرت في مجلة "لانسيت" الطبية"، أن وجود حمولة فيروسية عالية في الجسم يعطي "بداية سريعة" لظهور الأعراض، ويزيد من خطر أن يصبح الجهاز المناعي للمريض مثقلًا في معركته ضد "كوفيد-19".

وبحسب الدراسة، يمكن للناس أن يقللوا فرصهم في الإصابة الأولية الضخمة من خلال الابتعاد عن الآخرين الذين قد يكونون مرضى، والالتزام الصارم بالقواعد ضد الاتصال الشخصي الوثيق.

واعتمدت الدراسة على 76 مريضًا بفيروس كورونا في نانتشانغ، الصين، وكتب الباحثون، بقيادة الدكتور وي تشانج، في الدراسة "متوسط ​​الحمل الفيروسي للحالات الشديدة كان أعلى بحوالي 60 مرة من الحالات الخفيفة، ما يشير إلى أن الأحمال الفيروسية الأعلى قد تكون مرتبطة بالنتائج السريرية الشديدة".

ويُعتقد أن 80 % على الأقل من مرضى الفيروس التاجي يعانون من مرض خفيف مثل البرد، بينما قد يعاني البعض من مشاكل تنفس أكثر حدة، وينتهي بالأكثر خطورة في المستشفى بالالتهاب الرئوي، وفي وحدات العناية المركزة بمعدل نجاة يبلغ حوالي 50%.

ويضرب الخبراء المثل بأن الشخص المصاب بشكل غير مباشر عن طريق لمس مقبض الباب، يمكن أن ينتهي في نهاية المطاف بأعراض أكثر اعتدالًا من شخص يستنشق سعال شخص مصاب، وذلك لأنه يمنح الجهاز المناعي المزيد من الوقت للتعامل مع العدوى قبل أن تغمره وتبدأ الأعراض في الظهور.

لذلك، فإن الأطباء، الذين يمكن أن يتواصلوا وجهًا لوجه مع المرضى المصابين بأمراض خطيرة، هم أكثر عرضة للإصابة بمرض خطير لأنهم يتعرضون لكميات أعلى من الفيروس عن طريق التنفس المصاب في وجوههم.

ويمكن أيضًا لرجال الدين المسيحي أن يكونوا أكثر عرضة للمرض الذي يهدد حياتهم، لأنهم متقدمون في السن، ويقتربون أيضا من المرضى، إذ يوجد 60 كاهنًا، و60 طبيبًا، من بين ضحايا كوفيد-19 في إيطاليا.

ويقول البروفيسور ويندي باركلي، خبير الأمراض المعدية في "امبريال كوليدج" في لندن: "بشكل عام مع فيروسات الجهاز التنفسي، يمكن تحديد نتيجة العدوى، سواء الإصابة بشدة أو إذا الإصابة بنزلة برد خفيفة، في بعض الأحيان من خلال كمية الفيروس التي دخلت الجسم بالفعل وبدأت العدوى".

ويؤكد الخبراء أن الإصابة بكمية صغيرة من الفيروسات يمكن، نظريًا، أن تسهل على "جيش" جهاز المناعة في الجسم التعامل مع العدوى المبكرة وصدها، وبالنسبة لفيروسات كورونا، يبدو من المرجح أن الغالبية العظمى من المرضى يمرضون في ظل هذه الظروف، وبسبب هذا، يبدو أن الناس ينشرون "كوفيد-19" على نطاق أوسع.

وذكر الدكتور مايكل سكينر، من "إمبريال كوليدج" أيضًا، أنه إذا أصيب شخص ما بكمية هائلة من الفيروس، فقد يؤدي إلى زيادة قدرته على هزيمة جهاز المناعة، وهنا الفيروس يحصل على "بداية سريعة" ويكون قادرًا على التراكم بشكل أسرع قبل أن يتاح للجسم الوقت للاستجابة.

وأضاف الدكتور سكينر: "يجب أن نكون أكثر قلقًا بشأن المواقف التي يتلقى فيها شخص جرعة كبيرة من الفيروس، خاصة من خلال الاستنشاق، وليس لدينا بيانات عن كمية الفيروس في هذه الحالة، ولكن السوائل الجسدية من المصابين بفيروسات أخرى يمكن أن تحتوي على مليون أو ما يصل إلى 100 مليون فيروس لكل مليلتر".


مواضيع متعلقة