متعافون من "كورونا" يروون تفاصيل الأيام الحرجة في العزل الصحي

متعافون من "كورونا" يروون تفاصيل الأيام الحرجة في العزل الصحي

متعافون من "كورونا" يروون تفاصيل الأيام الحرجة في العزل الصحي

لحظات هلع عاشها المصابون بفيروس كورونا المستجد بعد اكتشاف إصابتهم بالفيروس، سيطرت عليهم مشاعر الخوف وهم فى طريقهم إلى مستشفيات العزل، راودت الأفكار المتشائمة عقولهم بشأن مصير غامض ينتظرهم.. هل سيعودون للحياة الطبيعية مرة أخرى بين أسرهم وأبنائهم، أم أن الفيروس كتب نهايتهم، قضوا ليالى الحجر المقررة بين الأمل والرجاء حتى حانت لحظة السعادة والفرح بمجرد إعلان الأطقم الطبية تعافى الحالة إثر تأكيد التحاليل سلبيتها.. الناجون من الفيروس يروون لـ«الوطن» اللحظات الحرجة منذ إعلان إصابتهم حتى بشرى تعافيهم من هذا الوباء.

فى محافظة القليوبية، وتحديًدا قرية «بطا»، علم «حاتم سعد» موظف بالتربية والتعليم إصابته بالفيروس إثر عودته من أمريكا، وحينها لجأ إلى العزل المنزلى بعيداً عن أهله ثم جرى نقله لأحد مستشفيات العزل ليتلقى العلاج، ووفق ما أعلنه «حاتم» على صفحته على الفيس بوك فإنه يتعافى من المرض، مؤكداً أن وزارة الصحة والحكومة تقومان بجهد جبار للسيطرة على الوباء.

"حاتم" يوثّق للحظات الحجر بمنشورات على صفحته الشخصية بـ"الفيس بوك"

«حاتم» حاول التغلب على يومه الطويل فى الحجر بنشر تدوينات على صفحته بالفيس بوك من داخل الحجر الصحى، رافضاً الإعلان عن اسم المستشفى، يوضح فيها حالته الصحية وحالة رفقائه بمستشفى العزل ويبشر المواطنين بأن الزغاريد داخل المستشفى لا تنقطع فرحاً بخروج حالات جرى شفاؤها.

ظل «حاتم» على هذا الحال طوال فترة الحجر إلى أن أعلن فى إحدى تدويناته أن المستشفى أجرى تحليلاً له وبعض رفقائه أثبتت سلبيتها وأنه يخضع لعزل إضافى لمدة يومين إضافيين للتأكد من شفائه التام، وأوضح «حاتم» أن كافة أطقم التمريض والأطباء بالمستشفى كل نتائج تحاليلهم الخاصة بالفيروس سلبية ولا توجد إصابات بينهم.

"صابرة": "الأطقم الطبية ملائكة تمشى على الأرض وأشكر كل من شارك فى علاجى"

وفى دمياط، روت صابرين محمد غنيم، ٤٦ عاماً، ممرضة بمستشفى دمياط العام قصة إصابتها بالفيروس قائلة: «بدأت العمل بالمستشفى قبل ٣١ عاماً حيث عملت بقسم جراحة السكر وكنت سهرانة فى شيفت ليل ولم تظهر علىّ أى أعراض وخلال تحليل تم إجراؤه لعدد من طاقم التمريض، وكنت أنا واحدة منهن فوجئت بنتيجة التحليل الإيجابية يوم السبت قبل الماضى وبالفعل ذهبنا لمستشفى العزل بالعجمى أنا و٢ من زميلاتى، وهناك تلقينا أحسن معاملة واستقبال ورعاية فائقة ومديرة المستشفى كانت فى استقبالنا وجرى احتجازنا ٨ أيام، وبعد خضوعنا للعلاج تم سحب عينات منى وجاءت نتائج التحاليل سلبية.

«أحمد على»، 36 عاماً، مقيم فى دمياط ويعمل سائقاً اضطرته ظروف عمله إلى السفر لمطار برج العرب قبل ثلاثة أسابيع: «كنت أوصل مسافر ودخلت أحد الكافيهات لتناول مشروب القهوة وكان هناك أجانب كثيرون، وبعد عودتى ارتفعت درجة حرارتى، فتوجهت لمستشفى صدر دمياط وتم إجراء أشعة أظهرت إصابتى بالتهاب رئوى مزدوج وتم حجزى بالمستشفى وتم عمل مسحة لى فى نفس اليوم ليتبين إصابتى بالفيروس وبعدها تم نقلى لمستشفى العزل»، وأشار لحسن المعاملة والرعاية الصحية داخل الحجر الصحى.

«لم تظهر علىّ الأعراض وحمدت ربنا لما علمت بإصابتى أنا وزميلاتى ولكن قدر الله وما شاء فعل وجدت اهتماماً ورعاية غير مسبوقين من قبل الطاقم الطبى بمستشفى العزل دول ملائكة يمشون على الأرض فعلاً ربنا يجازيهم عنا خير الجزاء»، بتلك الكلمات بدأت السيدة صابرة السعيد، 53 عاماً، ممرضة بقسم القدم السكرى بمستشفى دمياط العام حديثها بعد بداية إصابتها بالفيروس، وأضافت: «أنا أم لولدين وبنت، وولادى تم إجراء التحليل لهم ولزوجى نظراً لمخالطتهم لى وجاءت نتائجهم سلبية، أما ابنتى فلم تكن قد زارتنى قبل الإصابة بشهر، مشيرة إلى المعاملة الحسنة من الأطباء والتمريض والعاملين بمستشفى العزل وتقديم أفضل رعاية طبية ممكنة، انتهت بظهور نتائج التحليل السلبية، ووجهت «صابرة» رسالتها للمواطنين، قائلة: «حافظوا على بيتكم وأولادكم، لا تتخيلوا منظرنا ونحن منقولون للعزل، رعب والله ربنا ما يكتبه على أحد حافظوا على صحتكم وعليكم بالالتزام بتعليمات الدولة».

فيما سرت فرحة عارمة بين العاملين بأحد المنتجعات السياحية جنوب مدينة الغردقة، عقب انتهاء مدة الحجر الصحى طبقاً لقرار محافظ البحر الأحمر، وعبروا عن سعادتهم بانقضاء فترة الحظر بالنزول إلى شاطئ الفندق، وقال مصدر طبى إن الإدارة الصحية بسفاجا أنهت إجراءات انقضاء مدة العزل للعاملين بأحد المنتجعات السياحية بمنطقة خليج مكادى بيتش بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لـ١٥٠ عاملاً وظهور جميع النتائج سلبية والسماح لهم من قبل الجهات المعنية بمغادرة الفندق صباح أمس.

وقال «م. ص»، أحد العاملين بالفندق من محافظة قنا: «لا أصدق نفسى سأغادر إلى بلدى وسألتقى بأهلى وسأسافر مباشرة إلى قنا بعد حصولى على إذن السفر.. كنا حريصين على الالتزام داخل الغرف بالفندق طول فترة الحجر والحمد لله انتهت ١٤ يوماً على خير».

وأضاف مسئول بالفندق أن لجنة من الإدارة الصحية وقعت الكشف الطبى على جميع العاملين المحتجزين، بالإضافة إلى ٢٠ نزيلاً، جميعهم مصريون، وسحبت عينات منهم لتحليلها وجاءت نتائج التحاليل سلبية، فيما أكد تامر مرعى، وكيل وزارة الصحة بالبحر الأحمر، فى تصريح خاص لـ«الوطن»، أن عدداً كبيراً من فنادق البحر الأحمر يخضع للحجر الصحى لمدة ١٤ يوماً كإجراء احترازى للوقاية من فيروس كورونا مع عدم السماح للعاملين بالمغادرة إلا بعد ١٤ يوماً من تاريخ خروج آخر سائح من الفندق، طبقاً لقرار اللواء عمرو حنفى، محافظ البحر الأحمر.


مواضيع متعلقة