محميات عزل طبيعية لأهالي جنوب البحر الأحمر.. "من غير كورونا"

كتب: شاذلي عبدالراضي

محميات عزل طبيعية لأهالي جنوب البحر الأحمر.. "من غير كورونا"

محميات عزل طبيعية لأهالي جنوب البحر الأحمر.. "من غير كورونا"

يعيش أهالي جنوب البحر الأحمر في عزلة طبيعية في مكان بعيد آمن من إصابتهم بأي عدوى من فيروس كورونا المستجد وذلك وسط أحضان المحميات الطبيعية والمراعي الخضراء بجوار آبار المياه ، محافظين على تراثهم الثقافي في معيشتهم متنقلين داخل الوديان بحثا عن المراعي الخضراء وآبار المياه محافظين على زيهم الموحد وأكلاتهم الشعبية ولغتهم التي تتوارثها أجيالهم.

يحيا سكان جنوب البحر الأحمر في صحاري مثلث حلايب وشلاتين وذلك على بعد مئات الكيلو مترات في جنوب الصحراء الشرقية بالبحر الأحمر حياة طبيعية وصحية بعيداً عن مخاوف إصابتهم بأي أمراض معدية ولا يوجد لديهم وساوس من كورونا، حيث لم تصل إليهم ولا يعرفون عنها شيئا ويعيشون في عزلة تامة في عالمهم الخاص.

يقول بشار أبوطالب نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، لـ"الوطن"، إن سكان الجنوب يقيمون داخل الصحاري الشرقية جنوب البحر الأحمر ويعملون بالمرعى، ودائمو التنقل بين الجبال والشعاب والأودية للبحث عن غذاء للغنم والإبل ودائما يختار الناس الأماكن القريبة من آبار المياه كلما ارتفعت درجات الحرارة..

ويضيف أبو طالب: توجد لديهم حزمة قوانين مسنونة منذ آلاف السنين يتم تطبيقها حتى وقتنا الحالي، وفيها من الإجراءات العقابية الصارمة، وفيها الثواب أيضا، ولهم طريقتهم الخاصة في حل القضايا الاجتماعية، وعقد المجالس العرفية، من خلال نظام هرمي يتشكل من زعماء القبائل.

وأشار إلى أن المشروب الرسمي هو (الجبنة) وهي عبارة عن حبيبات البن الخضراء المحمصة ثم تطحن ويضيف إليها الحنزبيل وتسوى على الفحم، وأن الأكلة المفضلة هي السلات وعيش الجابوري و(السلات) هي لحوم الضأن مشوية على "الزلط" الساخن، لافتا إلى أن أطفالهم وشبابهم ينتشرون في الصحاري والمراعي الواسعة ويلعبون الهوسيت وهي رقصة بالسيف وتدل على الشباب والقوة مفادها أن سكانهم أقوياء ومستعدون للدفاع عن نفسهم وأرضهم ضد أي عدوان خارجي.

ويقول محمد عثمان من أهالي جنوب البحر الأحمر، إنهم في مأمن من إصابتهم بفيروس كورونا، حيث الحياة عندهم بسيطة جدا فالأجيال تتوارث الثقافة وتحافظ على تراثهم ولغتهم وعاداتهم ومعتقداتهم وألعابهم الشعبية، وسيرة حياتهم الأولى تتوارثها القبائل ويرفضون التخلي عنها، حيث لا تزال مهنة رعي الإبل والأغنام أوسع المهن انتشارا في هذه البلاد، موضحا أن الأحكام العرفية وتقاليد القبيلة هي دستورهم الخاص المتفق عليه، والذي يعمل على تنظيم الحياة بين جميع القبائل.


مواضيع متعلقة