النص الكامل لعظة البابا تواضروس الثاني الأسبوعية

النص الكامل لعظة البابا تواضروس الثاني الأسبوعية
- عظة
- عظة الأحد
- فيروس كورونا
- كورونا
- البابا تواضروس
- تواضروس
- عظة
- عظة الأحد
- فيروس كورونا
- كورونا
- البابا تواضروس
- تواضروس
قال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إنّ الكنيسة القبطية تحتفل هذا الأسبوع بالأحد الخامس في آحاد الصوم الكبير، مشيرًا إلى أنّ هذا الأسبوع هو أحد المخلع.
وفي هذا الإطار، تقدم "الوطن"، الكلمة الكاملة، للبابات تواضروس في عظة الأحد الأسبوعية، والتي تناول فيها أزمة انتشار فيروس كورونا.
وقرأ البابا تواضروس خلال "العظة الأسبوعية"، إحدى معجزات السيد المسيح في أورشليم، في عيد اليهود، حيث صعد يسوع إلى أورشليم عند ذات الضأن، بركة يقال لها بالعبرانية بيت حسدة لها 5 أروقة، حيث كان مقيمًا جمهور كثير من المرضى وعمي معُرج يتوقعون تحريك الماء، لأن ملاكا كان ينزل أحيانا ويحركها، ومن كان نزل بعد تحريكها كان يبرأ من أي مرض اعتراه.
وتابع البابا تواضروس، أنّ رجلا مرض طوال 38 سنة، وعلم يسوع أنّ له زمانا كثيرًا، وقال له: "قم احمل سريرك وامشي"، فشفي، وقال اليهود إنّه سبت لا يحل له أن يحمل سريره، وقال: "إن الذي أبرأني قال لي احمل سريرك وامشي"، فسألوه عنه، ولكنه لم يكن يعلم من هو.
وواصل: "بعدها وجده يسوع في الهيكل، قال له ها أنت قد برأت"، ومضى الإنسان وقال لليهود إن يسوع هو الذي أبرأه، لهذا كانوا يريدون قتل يسوع لأنه عمل في سبت، فأجابهم يسوع: "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل، فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون قتله لأنه قال إنّ الله أبوه معادلًا نفسه بالله".
وأشار تواضروس، إلى أن أحد المخلع الذي يحتفل به المسيحيون اليوم له معانيه الروحية التي يمكن الاستفادة منها.
وأوضح، أنّ بركة حسدة، التي كان يعالج فيها المرضى، كانت فيها 5 أروقة، أي أرصفة، وكان المرضى يطرحون عليها وحولهم المياه، في انتظار تحريكه من قبل ملاك ليمنحه قوة شفاء، والأول يحصل على الشفاء.
وتابع: "في هذا الزمن لم يكن هناك علاج أو أطباء أو مستشفيات أو تمريض، ولكن كان هناك مريضا بداء طوال 38 سنة دون معين له، وصار إنسانًا مشلولًا بلا أحد".
وأردف: "رغم إنه كان وقت عيد عند اليهود، ويوم سبت، وهي تعني الراحة بالعبرانية لم يكن مرتاحًا، ولم يكن بلا أمل أو رجاء أو صحبة أو عائلة أو أسرة، ولكن في عمق اليأس يوجد ضوء للأمل، حيث أتى المسيح إليه، في البركة، ولم يكن بجواره أحد يستطيع أن يدفعه إلى المياه لكي يشفى".
وواصل: "المسيح سأله سؤالًا لم يخطر على بال إنسان، رغم أن هذا أمر طبيعي، وهنا يحاول السيد المسيح أن يرشدنا إلى معنى مهم جدًا، حيث كان هناك في العهد القديم ارتباط بين المرض والخطية، في زمن اليهودية والسيد المسيح".
وتابع: "كانوا يعتقدون أنّ من كان مريضًا بمرض بسيط فخطيئته صغيرة، ومن كان مريضًا بمرض خطير فخطيئته كبيرة، وهذا رجل مريض بالشلل منذ 38 عامًا ولم يكن يتحرك، معنى هذا أن خطيئته كبيرة، ولكن السيد المسيح وسألنا جميعًا، أتريد أن تبرأ؟!، وهنا السؤال فيه احترام المريض".
وأشار البابا تواضروس، إلى إنه دائمًا يوجد ما يسمى إرادة الشفاء، مؤكدًا أنها موجودة حتى اليوم، حيث يتحدث الأطباء عن أهميتها.
وأضاف خلال "العظة الأسبوعية": "قد يكون هناك شخصان مصابان بنفس المرض وفي نفس الظروف، ولكن هناك شخص يشفى أسرع من الآخر، لأنه تتوفر لديه إرادة الشفاء، والحقيقة، أن حضور الإرادة هو بداية النجاح في العمل".
وتابع البابا تواضروس، أن بالرغم من أن أسابيع الصوم كثيرة وهناك فترات انقطاع وتناول الطعام النباتي، لكن الهدف من كل هذا تقوية إرادة الإنسان.
وأردف، أن أحد أسباب الصوم، أن الإنسان تتقوى إرادته، لأنها إذا توفرت يستطيع الإنسان رفض أي خطيئة، حيث أن ضعفها أو عدم وجودها يتسبب في ارتكاب الخطايا.
وواصل: "المريض كان صورة قاتمة للتعاسة وكان مشلولًا منذ 38 عامًا، وكان يزداد كل مرة بالتعاسة وكان يصاب بخيبة الأمل لأنه كان لا يتمكن من النزول إلى المياه أولًا للشفاه، وهو ما يقدم لنا صورة واضحة عن الألم الذي كان يعانيه، ولكنه كان لديه بعض الجوانب المضيئة، حيث كان مثابرًا ورغم الألم الشديد إلا إنه رد على المسيح أن ليس له إنسان عندما سأله عن رغبته في الشفاء".
وأكد، أن إجابته كانت رقيقة بالنسبة لشخص يعاني هذا الألم على مدار 38 عامًا، وكان يبحث عن أي إنسان يساعده.
وتابع تواضروس، أنّ العالم كله مشغول في هذه الأيام بوباء كورونا: "كل أخبار العالم صارت تدور حول انتشار الفيروس، ونصلي لكي يحمي الله العالم العالم، وبلادنا وكنيستنا وكل إنسان، في كل مكان".
وأكد البابا تواضروس، أنه ينظر إلى وباء كورونا سريع الانتشار، على أنّه حركة من الله لكي يستيقظ الإنسان.
وأضاف، أنّ العالم بات مليئًا بالحروب والأوبئة واستعراض القوة وتخزين الأسلحة، والتهديدات بين الدول الكبيرة والصغيرة، وصار جمع المال والثروات ونعم الله التي أعطاها الإنسان كالبترول، جعلها الإنسان مسارا للحروب والعنف والإرهاب.
وتابع: "انتشرت الضعفات الأخلاقية، وجنح العالم إلى الضعفات الأخلاقية الفاسدة، أشهرها الإلحاد والشذوذ الجنسي، وصار العالم يجعل الشر عنوانًا له، والعالم بهذا الشكل جعل الإنسان ينصرف عن الله، ولم يكن أحد يتوقع أن يحدث الفيروس تأثيرًا كهذا، حيث أصاب العالم بحالة من الهلع والخوف، وبدأت الحكومات والبلاد اتخاذ إجراءات حاسمة وضرورية".
وأشار تواضروس، إلى أن الإنسان يجب أن يكون مطمئنًا حيال انتشار فيروس كورونا، مؤكدًا أنّ الله لن يتخلى عن الإنسان والعالم، فهو يحب البشر.
وأضاف خلال "العظة الأسبوعية": "الله ما زال يخلق بشر، ويحب العالم، ولكن لا يحب البشر الذي في العالم، والشر الذي صنعه الإنسان، وكل الشرور في العالم صنعها الإنسان، ومحبة المال أصل كل الشرور في العالم، مثلما جاء في المسيح".
وأوضح البابا تواضروس، أن مصر اتخذت إجراءات قوية وحاسمة منذ بداية أزمة انتشار فيروس كورونا.
وأشار، إلى أنّ الجميع يعمل من أجل حفظ هذا البلاد من شر فيروس كورونا: "بعض البلاد وصل بها الحال إلى أمور رديئة جدًا وإمكانياتها الصحية باتت محدودة".
وواصل: "أتمنى أن يمد السيد المسيح يده وأن يرفع هذا الوباء عن العالم وبلادنا الحبيبة وعن كل الشعب المصري".
ووجه البابا تواضروس، الشكر الله على التقدم العلمي الذي يعيشه العالم في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا.
وأضاف خلال "العظة الأسبوعية": "الله أعطانا أن نفكر بالعقل، وكل الإجراءات الصحية لسنا معتادين عليها، أو ظهور وباء بهذا الحجم، ونشكر الله أنّ مصر من أوائل الدول التي تنبهت لهذا الفيروس وبدأت اتخاذ الإجراءات الحكومية، من أول القيادة السياسية، الحكومة، وزارة الصحة، وكل الأطباء".
ووجه البابا تواضروس الثاني، التحية والتقدير للأطباء والممرضين والعاملين بالمجال الصحي، مؤكدًا أنّهم خط الدفاع الأول وجنود بواسل في مواجهة فيروس كورونا وحماية الشعب منه.
ووجّه قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، باتخاذ الإجراءات البسيطة لمكافحة فيروس كورونا.
وقال تواضروس خلال "العظة الأسبوعية": "من فضلك اقعد في البيت، لأن هذا يكسر سلسلة الانتشار، وهو إجراء مش واخدين عليه لكنه في غاية الأهمية، وابعد عن أي تجمع، ويكفي تجمع أسرتك، لأن أي تجمع كفيل بنشر عدوى واسعة جدًا".
وأضاف: "متلمسش أي أسطح، حتى الكيس اللي بتمسكه، اغسل ايدك بالمياه والصابون باستمرار، وهي أأمن وسيلة دفاعية ضد الفيروس لأن ده بيساعد على إن العدى لا تنتقل، واستخدم المطهرات ولكن بحكمة".
وواصل: "لما تتواجد مع أي إنسان، خلي في مسافة بين متر ونصف ومترين، وخليك بعيد عن مجال النفس لأي إنسان آخر".
وحذر قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، من عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لكبح جماح انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأضاف: "المشكلة إن مفيش دواء ومفيش مكان في مستشفى ومفيش عدد كاف من الأطباء لمتابعة كل حالات والمستشفيات تعالج أمراض أخرى كثيرة، ونحن في حاجة إلى الأطباء في كل التخصصات والأمراض والرعاية الصحية الأولية والدائمة والمستدامة وكورونا مرض مضاف إلى المرضى".
وأوضح، أنه من تحنن الله على الإنسان، أنّه جعل انتصاره على فيروس كورونا بأمور بسيطة مثل التزام المنزل، وغسيل اليدين، وعدم وضع اليد على الوجه.
وأردف: "متلمسش عنيك لأن الفيروس ممكن يتنقل، متلمسش أسطح، ابعد عن التجمعات، وعن الإنسان اللي شاكك إن ممكن يكون عنده أعراض، والانعزال في حالة الشعور ببعض الأمراض فيه حماية للأسرة".
وأكد البابا تواضروس الثاني، أنّه لا يوجد أغلى من الصحة للإنسان، لافتًا إلى، أن الله يحفظ الجميع، وما الفائدة من وجود مجتمع من المرضى، بلا عمل أو حياة أو إنتاج، وأدعو لكم جميعًا بالصحة.
وتابع: "نشكر الله، أننا في زمن توجد فيه التكنولوجيات الحديثة، لدينا وسائل التواصل وقنوات التلفزيون، ووسائل متعددة نستطيع التواصل من خلالها".
ووجه تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، رسالة إلى كل الآباء في الكنائس خلال العظة الأسبوعية.
وقال تواضروس: "قرار غلق الكنائس ودور العبادة صعب ولكن ضروري للحفاظ على صحة الجميع، أنا شخصيًا قرأت كتب التاريخ لمعرفة الإجراءات المتخذة في ظل هذه الظروف".
وأوضح: "قرأت في بعض القرون، إن الكنائس ودور العبادة كانت تغلق لفترة طويلة جدًا، وأرجوكم نتحمل قليلًا من أجل الوقاية".
وأكمل: "ممكن من خلال الوسائل الحديثة السؤال عن الأسر، وبعض الكنائس بدأت تمارس سر الاعتراف من خلال التليفون وبعض اجتماعات الصلاة والتسبحة، ونسأل الله أن تمر هذه الفترة، ومتطولش".
دعا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، الله على الهواء، لمرور هذه الفترة بسلام، وألا تطول فترة انتشار فيروس كورونا.
وقال خلال "العظة الأسبوعية": "يا رجاء من ليس له رجاء، ومعين من ليس له معين، عزاء صغيري القلوب وميناء الذين في العاصفة، يا رب إننا في عاصفة، ولكن أنت هو ميناء الخلاص، وواثقين في الله، وأن بلادنا محفوظة، ولا تنسوا الوعد بأن مصر محفوظة ومباركة، تاريخها وجغرافيتها محفوظتين في يد الله القوي".
وتابع: "الله يحفظكم جميعًا وينهي هذه الأزمة عاجلًا وسريعًا وواثقين أنه ضابط الكل ويدبر كل الأمور، ونصلي من أجل المسؤولين والأطباء والمستشفيات وكل من له علاقة بالحقل الصحي، أن يقويهم على هذا العمل، وكل ما نقعد في البيت يقدروا يمارسوا شغلهم، ولو كسرنا هذا الشرط الضغط هيبقى عليهم تقيل ومش هيقدروا يقوموا بالدور المنوط بيه، وأرجو للجميع السلامة والوقاية".
والتحق البابا تواضروس الثاني، بكلية الصيدلة جامعة الإسكندرية حيث حصل على بكالوريوس الصيدلة عام 1975، واستكمل الدراسات العليا وحصل على زمالة الصحة العالمية بإنجلترا عام 1985.