بريد الوطن.. بين تعلُّم السلوك وتعديله
![سلوك الأطفال](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/13094447621585327528.jpg)
سلوك الأطفال
أحياناً يذهب ولى الأمر إلى أخصائى لتعديل سلوك طفله ثم يتلقَّى الطفل جلسات لعدة أشهر متتالية، وتظل شكوى ولى الأمر قائمة من نفس السلوك: فلماذا يحدث ذلك؟! هناك فهم مغلوط عند البعض يخلط بين تعلم السلوك وتعديله، فقد يتعلم الطفل سلوكاً جديداً من الأخصائى والمعالج الخاص ثم يمارس ذلك السلوك الجديد الذى اكتسبه فى مركز التأهيل النفسى فقط وبمجرد عودته إلى المنزل مرة أخرى عاد لسابق سلوكه، ويسمى ذلك الأمر بـ«الارتباط الشرطى المكانى» ومعنى هذا أنه قد تعلَّم السلوك فقط ولكنه لم يستطِع تعميم أثره، أما تعديل السلوك فيعنى ببساطة انتقال أثر التدريب على السلوك إلى داخل المنزل وخارجه أيضاً، ويحدث ذلك بالربط ما بين المؤسسة العلاجية وولى الأمر والذى يأتى دوره هنا فى تحفيز الطفل على تعميم فعل السلوك الذى تعلمه فى الجلسات.
نحتاج هنا إلى تعزيز ودعم الطفل بالمدح والتشجيع والمكافآت، أما الاعتماد على الأخصائى النفسى بمفرده فإنك بذلك تهدر الكثير من الوقت والجهد والمال فى عدة محاولات ضعيفة ويائسة ليصبح طفلك بذلك على قدر كبير من الإدراك والمعرفة بالسلوكيات الجيدة السليمة، ولكنه غير قادر على تطبيقها، فدور ولى الأمر المساعدة فى تعميم تعديل السلوك، وهو بذلك يفوق دور الأخصائى الذى يعلّم ويتابع فقط.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com