«ترامب» يتصدى لتداعيات «كورونا» بـ 2000 مليار دولار

كتب: محمد حسن عامر، ووكالات

«ترامب» يتصدى لتداعيات «كورونا» بـ 2000 مليار دولار

«ترامب» يتصدى لتداعيات «كورونا» بـ 2000 مليار دولار

سيطرت التطورات المتعلقة بانتشار فيروس كورونا المستجد داخل الولايات المتحدة الأمريكية على اهتمام وسائل الإعلام العالمية، مع إقدام الرئيس الأمريكى على تخصيص ميزانية هى الأكبر فى تاريخ البلاد لمواجهة تداعيات الفيروس، فى وقت يواصل فيه «كوفيد 19» حصد الأرواح والضحايا على الصعيد العالمى.

وبأغلبية ساحقة، أقر مجلس الشيوخ الأمريكى، مساء أمس، خطة «تاريخية» بقيمة تريليونى دولار أو ألفى مليار دولار، لدعم أكبر اقتصاد فى العالم فى مواجهة التداعيات الكارثية لفيروس كورونا المستجد، الذى حصد حتى اليوم أرواح أكثر من ألف شخص فى الولايات المتحدة. وتهدف الخطة، التى تشتمل على مشروع قانون، إلى مساعدة العمال العاطلين والصناعات المتضررة من وباء «كوفيد 19»، وكذلك توفير مليارات الدولارات لشراء المعدات الطبية التى تشتد الحاجة إليها. والخطة المدعومة من الرئيس دونالد ترامب ثمرة مفاوضات شاقة بين مجلس الشيوخ والبيت الأبيض، ولا تزال بحاجة لإقرارها فى مجلس النواب، الذى يسيطر عليه الديمقراطيون، فى جلسة تصويت مقررة اليوم قبل أن يحيلها «الكونجرس» إلى الرئيس لنشرها.

وأعلن الرئيس الأمريكى، مساء أمس، حالة طوارئ كبرى فى «نيويورك وتكساس وفلوريدا» بسبب فيروس كورونا المستجد، مشيراً إلى أن بعض المناطق فى الولايات المتحدة يمكنها العودة للعمل قبل أخرى.

وأكد «ترامب»، خلال المؤتمر الصحفى اليومى لخلية أزمة مواجهة «كورونا»، أن حزمة التحفيز أمام «الكونجرس» هى الأكبر فى تاريخ البلاد، مضيفاً أنه «إذا اضطررنا للعودة إلى الكونجرس لمساعدات إضافية سوف نفعل». وتابع: «مشكلتنا الأكبر هى نيويورك فى مجال مكافحة كورونا. ينتظرنا الكثير من العمل لمكافحة هذا الوباء». وشدد الرئيس الأمريكى على إبقاء الشركات الأمريكية قوية ومستمرة فى العمل، موضحاً: «نركز حالياً على دعم الشركات الأمريكية». وقالت مصادر لقناة «سكاى نيوز»، اليوم، إن الولايات المتحدة تعتزم سحب جنودها من عدة قواعد فى العراق.

فيما أجبر الانتشار السريع لفيروس كورونا الجيش الأمريكى على تقييد حركة آلاف العسكريين فى مناطق ما وراء البحار الأكثر عرضة للفيروس مثل آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، وفقاً لقيادات عسكرية.

وأعلن «البنتاجون» أنه جمَّد لمدة شهرين كل تنقلات العسكريين الأمريكيين حول العالم، بما فيها عمليات إرسال الجنود إلى مناطق القتال أو إعادتهم إلى وطنهم، وذلك فى إطار مساعيه لكبح وباء كورونا المستجد.

وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية، فى بيان، أن وزير الدفاع، مارك إسبر، أمر بوقف تنقلات كل موظفى «البنتاجون» الموجودين فى الخارج، من مدنيين وعسكريين، لمدة 60 يوماً، مشيرة إلى أن التجميد يشمل أيضاً أفراد أسر هؤلاء الموظفين إذا كانوا يعيشون معهم فى الخارج. وأوضح البيان أن قرار التجميد الذى سيسرى على نحو 900 ألف عنصر فى القوات المسلحة الأمريكية منتشرين فى الخارج «سيكون له أثر على عمليات التدريب والانتشار وإعادة الانتشار وتحركات أخرى للقوات».

وناشدت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب دولاً عدة حول العالم، منحها أو بيعها مستلزمات طبية، مثل مطهر اليدين وأجهزة التنفس، لمكافحة الفيروس.

وفى قائمة حصلت عليها شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، حددت وزارة الخارجية 25 مستلزماً، وطلبت من الدبلوماسيين أن يطلبوا من دولهم المضيفة الحصول على هذه الإمدادات. وذكرت الشبكة أن الولايات المتحدة طلبت من الدول التى ناشدتها «كل شىء»، بداية من المطهر اليدوى إلى أجهزة التنفس، للمساعدة فى مكافحة فيروس كورونا.

وليس من الواضح عدد الدول التى ناشدتها الولايات المتحدة، لكن هذه القائمة تأتى فى الوقت الذى يشيد فيه «ترامب» باستجابته المحلية لمحاربة فيروس كورونا، وتفعيله قانون الإنتاج الدفاعى. وتشمل القائمة مجموعة من المعدات التى تسعى المستشفيات الأمريكية المثقلة بالأعباء للحصول عليها، ومنها أكياس النفايات الطبية، وأقنعة «إن-95»، والقفازات، والأثواب الطبية، وقبعات الجراحة، وأغطية الأحذية، والحاويات، والنظارات الواقية، ومعقم اليدين، وسترات الحماية. كما تضم القائمة أجهزة الاستنشاق المخصصة لمرضى الربو، وأجهزة التنفس الصناعى.

"الأمم المتحدة" تطلق "خطة إنسانية عالمية"

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، مساء أمس، أن وباء كوفيد-19 «يهدد الإنسانية برمتها»، وذلك خلال إطلاقه «خطة رد إنسانى عالمى»، تستمر حتى ديسمبر، مع دعوة إلى تلقِّى مساعدات بقيمة مليارى دولار.

وقال «جوتيريش»، فى مداخلة عبر الفيديو، إن هذه الخطة «تهدف إلى السماح لنا بمكافحة الفيروس فى الدول الأشد فقراً فى العالم، وتلبية حاجات الأشخاص الأكثر ضعفاً، وخصوصاً النساء والأطفال والمسنين والمعوقين ومن يعانون أمراضاً مزمنة». وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت، يوم الثلاثاء الماضى، من تفشِّى فيروس كورونا بشكل عام يزيد على نحو متسارع للغاية، وتوقعت زيادة كبيرة فى عدد الإصابات والوفيات عن معدلها الراهن.

عالمياً، يواصل فيروس كورونا المستجد حصد الأرواح والإصابات، إذ أعلنت إيران ارتفاع عدد الوفيات بفيروس كورونا إلى 2234 من بين 29406 إصابات، فيما أعلن البنك المركزى وفاة 30 من موظفى البنوك الإيرانية جراء إصابتهم بالفيروس.

وأعلنت الشرطة الفرنسية، اليوم، تسجيل أول وفاة بفيروس كورونا بين صفوفها. وأعلنت الفلبين تسجيل 7 وفيات جديدة بالفيروس ليصل الإجمالى إلى 45 حالة وفاة، وفى الهند ارتفع عدد الإصابات أيضاً إلى 649 مقابل 13 وفاة، وارتفعت الإصابات فى ألمانيا إلى 36508 والوفيات إلى 198.

وأعلنت هيئة الطيران المدنى فى روسيا تعليق جميع الرحلات بدءاً من الجمعة لمنع تفشِّى الوباء فى البلاد. وسجلت تايلاند، اليوم، 111 إصابة جديدة مما يرفع عدد الإصابات إلى 1045. وسجلت كوريا الجنوبية 104 إصابات جديدة بالفيروس، ليصل إجمالى الحالات إلى 9241 إصابة.

فيما أعلنت السلطات الفلسطينية، اليوم، تسجيل 10 إصابات كورونا جديدة على أراضيها، حيث بلغ إجمالى الإصابات 83 حالة، وحالة وفاة وحيدة. فى السياق أيضاً، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلى، اليوم، تسجيل 126 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا لترتفع حصيلة المرضى بذلك إلى 2500 شخص تقريباً.

وأوصى مجلس الدفاع اللبنانى، اليوم، الحكومة بتمديد الإغلاق أسبوعين فى إطار مساعى الحد من انتشار الفيروس. وقرر مجلس الوزراء العراقى تمديد حظر التجوال حتى 11 أبريل المقبل. وأعلنت وزارة الصحة الكويتية، اليوم، تسجيل 13 إصابة جديدة بالفيروس خلال الـ24 ساعة الماضية، كما أكدت تماثل 6 حالات للشفاء ليرتفع عدد المتعافين إلى 49.


مواضيع متعلقة