فواعلية وعمال مطاعم وديليفري وكافيهات وأكشاك.. بيّاعين العَرَق طابور الخاسرين

فواعلية وعمال مطاعم وديليفري وكافيهات وأكشاك.. بيّاعين العَرَق طابور الخاسرين
- فيروس كورونا
- كورونا
- كوفيد 19
- العمالة غير المنتظمة
- عمال اليومية
- الفواعلية
- فيروس كورونا
- كورونا
- كوفيد 19
- العمالة غير المنتظمة
- عمال اليومية
- الفواعلية
أحوالهم ليست على ما يرام منذ شهور، لكنهم ظلوا متشبثين بالأمل حتى ظهر وباء كورونا، ومنعهم من الحلم فى غد ترتاح معه الأبدان، طيلة الأعوام السابقة تحملوا الكثير فى سبيل قوت يومهم، لم يجبرهم أحد يوماً على ترك عملهم هذا، فظروف الحياة القاسية دائماً ما كانت أقوى منهم، لكن اليوم ظهر الأقوى، الذى استطاع أن يقعدهم فى البيت عاجزين عن توفير نفقات أسرهم.
«الوطن» تفتح ملف عمال اليومية فى مختلف المهن وترصد أوضاعهم بعد تفشى وباء كورونا، وما آلت إليه الأمور بعد قرارات رئيس الوزراء الأخيرة، بعدما تقرر غلق المحال التجارية والمطاعم فى السابعة، فكيف لهم أن يدبروا أحوالهم.
سويعات تمر وأيام تهرب وبطون جاعت وأيادٍ تكاسلت مرغمة بعدما نحتت أعواماً فى الصخر لجلب الرزق، فبعد أن كان الرصيف ملاذاً لهم فى نهارهم يلجأون إليه كلما ضاقت بهم الحال، ربما يرزقون بعمل يكفل لهم أمان يومهم، حُرموا من تلك المهنة التى لا يعرفون غيرها، وكُتب عليهم أن يمكثوا فى بيوتهم حتى انتهاء الأزمة.. عمال اليومية والذين كان يومهم يبدأ مع صلاة الفجر، حيث ينتشرون فى شوارع العاصمة طامحين فى لقمة عيش لهم ولذويهم أصبحوا الآن حبيسى منازلهم، لا عمل لهم بعد أن انتشر فيروس كورونا بآثاره السيئة والمدمرة وأوقف معه عملهم.
"مصطفى": "بقالى ١٥ يوم من غير شغل"
مصطفى عبدالوارث، ٤٥ سنة، أحد هؤلاء الذين قرروا العودة إلى ديارهم بدلاً من المكوث فى القاهرة دون جدوى، منذ ٢٠ عاماً ترك قريته الصغيرة فى محافظة أسيوط وقرر أن يسعى بعيداً عنها، وجاء إلى العاصمة آملاً فى حياة جديدة سعيدة تضمن له قوت يومه وتؤمّن ذويه: «اتجوزت وجيت على هنا، ووقتها الأمور كانت ماشية وربنا كان ميسّرها وأول فلوس مسكتها فى إيدى كانت ١٥ جنيه وده كان مبلغ محترم فى التسعينات، وفضلت شغال وبنقل من شارع لشارع ومن حى لحى، طول السنين دى، لكن للأسف ماعرفتش أوفر حاجة لظرف زى ده»، معاناة الأربعينى لا تقتصر على مكوثه فى بيته بدون عمل ولكن وجود التزامات عليه لا بد له أن يقوم بدفعها: «حمدت ربنا إن العيال أخدت إجازة من المدرسة، قلت لنفسى يا فرج الله هرتاح من المصاريف شوية لحد ما ربنا يفرجها، والأحوال تتصلح».
"عبدالوارث": "باكل بـ10 جنيه فى اليوم"
ويتابع بصوت ممزوج بالحزن، ويقول إنه عاش سنوات عديدة على رغيف خبر وقرص طعمية فقط حتى يوفر لأبنائه مصروفهم اليومى: «كنت باكل فى اليوم بـ١٠ جنيه بس، بجيب الصبح بجنيه عيش وبجنيه طعمية، وبالليل أشترى كيس كشرى، وكنت عايش فى البخارى فى مدينة نصر فى أوضة فى بير السلم، وراضى وشاكر ربنا ومبسوط بحياتى كده، لحد ما بدأ الفيروس ينتشر»، لم يكن «عبدالوارث» يدرك طبيعة هذا الفيروس، كل ما يعرفه عنه أنه مرض خطير قد يؤدى إلى الوفاة، وفى خلال تلك الأنباء ومع بداية انتشاره ظل يعمل يومياً حتى انقطع العمل بشكل كامل بعدما قلت الأعمال الخرسانية وأصبح المواطنون حريصين على عدم دخول أغراب إلى منازلهم خشية انتقال العدوى.
قصته لا تختلف كثيراً عن «عبدالوارث» ولكنه كان يستعد لحفل زفافه بعد عيد الفطر، حسام علاء، ٢٧ سنة عامل محارة، من محافظة سوهاج، ظل لسنوات عديدة يدخر الأموال حتى يتمكن من تجهيز «عش» الزوجية ولكن شاءت الأقدار أن تتبدل الأحوال وأصبح الآن فى حيرة من أمره فكيف له أن يكمل تجهيز شقته وهو لا يعمل منذ ٢٠ يوماً، ورغم ذلك فهو ما زال يتمسك بالأمل، ويدعو الله أن تنفرج تلك الأزمة ويعود الحال كما كان حتى يتمكن من الزواج فى الوقت الذى حدده سابقاً: «قبل موضوع الفيروس ده، كنا بنشتغل يوم وبنقعد يوم لأن شغل المعمار مش مستمر، لكن أهو على الأقل كان فيه شغل والدنيا ماشية، لكن دلوقتى الحال واقف ومش عارفين هنعمل إيه فى بكرة، فجأة كده الدنيا اسودت فى وشى، ومابقتش عارف أتصرف إزاى، رجعت بلدى وقُلت أوفّر فلوس السكن وأقعد وسط أهلى اليومين دول ما أنا طول عمرى متغرب».
"عادل": "مش طالب غير الرحمة"
ويمسك بطرف الحديث محمود عادل، ٣٦ سنة، عامل بناء من محافظة المنيا، يقول إنه لا يعرف الكثير عن فيروس كورونا غير أنه أرغمه على الجلوس فى المنزل، مشيراً إلى أنه لا بد من النظر بعين الرحمة لأحوال عمال اليومية والأعمال الخرسانية نظراً لأنهم الفئة التى لا تجد لها دخلاً يؤمّن مستقبل أبنائها، وأنه يتمنى أن يزول هذا البلاء وتعود الأمور كما كانت سابقاً.
اقرأ أيضًا:
عمال المطاعم: "الشغل مش جايب همّه.. والزباين بتخاف تاكل"
قرارات الإغلاق تضرب المقاهي والملاهي والسينمات.. والعمال: مين هيصرف علينا؟
الفيروس يغلق سوق الدروس الخصوصية.. والسناتر "تشميع بأمر الحكومة"