أحمد ماهر: لن أعتزل التمثيل إلا بالموت.. وأتمنى أن أنهي حياتي على خشبة المسرح

أحمد ماهر: لن أعتزل التمثيل إلا بالموت.. وأتمنى أن أنهي حياتي على خشبة المسرح
- أحمد ماهر
- تطوير سينما ريفولي
- مسرح مصر
- محمد رمضان
- فارس المسرح العربي
- أحمد ماهر
- تطوير سينما ريفولي
- مسرح مصر
- محمد رمضان
- فارس المسرح العربي
طبقات صوته أهلتّه لأن يؤدى أدواراً لم يستطع أحد مجاراته فيها، تارة تجده «قائداً للتتار»، وأخرى «صعيدياً» بـ«الجلباب والنبوت»، أو مؤدياً لدور الأسد «ملك الغابة» بمسلسلات الأطفال فى التسعينات، وبالرغم من شراسة حنجرته وقوتها، قد تجد عينيه تلمعان بالدموع عندما يذكر اسم الله، مردداً «صلى على النبى» طيلة لقائنا معه داخل مقر «سينما ريفولى»، الذى يعد جزءاً أصيلاً من عملية التطوير مع الملاك للسينما، التى كانت قد تعرضت للحريق منذ عامين بـ«فعل فاعل»، كما أكد هو.
الفنان أحمد ماهر، الذى كان يجلس بالسينما وحوله «بقية الأثاث» الذى لم تأكله النيران، ويزين مكتبه بـ«دروع» التكريمات التى حظى بها فى مشواره الفنى، شن هجوماً حاداً خلال حواره لـ«الوطن» على نجوم «مسرح مصر»، والفنان أشرف عبدالباقى، ولم يسلم الفنان محمد رمضان من الانتقادات اللاذعة، وتأكيده أن التفاف الجمهور لا يعنى التميز، خصوصاً أن من يعمل بـ«الدعارة والمخدرات» لهم جمهورهم أيضاً.
ماذا عن أخبار عملية تطوير سينما ريفولى فى الوقت الراهن؟
- من عامين حدثت كارثة بـ«ريفولى»، جزء كبير من أسهم السينما ملك للأمير طلال بن عبدالعزيز، وشريكى خالد بطاح تاجر إكسسوارات، له فى ملكية السينما، إذا كان الأمير طلال يملك 80% من الأسهم، «بطاح» يملك 18%، هناك سهمان حائران بين الورثة وأصحاب الملك الحاليين، السينما كانت مهجورة لفترة طويلة، سكنتها «القطط والكلاب والخفافيش» والتراب بها أصبح بودرة، بدأ «بطاح» عملية التطوير، لعقد نشاطات بها، والعيد كان على الأبواب، وكنا سهرانين بالسينما، ونستعد للعشاء، فجأة وجدنا لساناً من الدخان وألسنة من النار تشبه التنين تشعل السينما، وتم الاتصال بالمطافئ للسيطرة على الحريق.
هل ترى أن هذا الحريق تم بفعل فاعل؟
- بالتأكيد، ولكن لم نتهم أحداً فى تحقيقات النيابة، الحادث كان قبل الافتتاح بـ4 أيام، كنت أشعر بالعجز القاتل حينما رأيت «فلوسنا بتتحرق قدامنا»، الخسائر كانت بالملايين، وفلوسنا اللى اتصرفت فى التجديد كل ده راح على الأرض.
وماذا عن إجراءات الوقاية والتطهير داخل «ريفولى» فى ظل انتشار فيروس كورونا؟
- لا يوجد نشاط حالياً داخل السينما، لا يوجد إلا بعض العمالة الخاصة بالتنظيف، كل واحد فيهم يغسل إيديه ويأمن نفسه، ولا يوجد هنا تجمعات أنا «مش ميكروباص ولا سنتر»، وحالة الهلع الموجودة «too mush».
يعنى مش خايف؟
- من إيه، العالم حولنا، نظراً لأنهم يلتقون فى أماكن تجمعات، فلابد أن يكون هناك عدوى بينهم، لا يؤمنون أنفسهم ويقومون بمصافحة بعضهم البعض، الفيروس بيموت فى درجة 30، مجرد دخول الصيف، سينتهى الأمر بفضل الله، دون إجراءات احترازية.
كيف ترى تأثير الفيروس على أنشطة السينما والمسرح؟
- كارثة، هناك آثار كارثية على كافة القطاعات، مثل السياحة، كل ده خراب، خصوصاً أن السياحة ربنا نجانا، المنطقة كلها «حمامات دم» إلا احنا، كنت بشوف حجم الإشغالات فى الفنادق أقول «يا فرج الله»، ولكن الله فعال لما يريد.
البعض يقول إن 2020 عام قاس، هل أنت من النوع الذى يتشاءم؟
- لا أفعل ذلك، أترك أمورى لله، لا أحد يملك فى نفسه شيئاً، لم نأت للدنيا بإرادتنا، ولكن بتفاءل، بدليل كان لا بد أن أدخل القوات المسلحة، الظروف حكمت، لأن سنى كبر، وكنت مقدم للفنون المسرحية اللى هموت عليها، ولكن بسبب التمثيل مكثت فى الثانوية 4 أعوام، أبويا يدفع فلوس وأنا أسقط، الامتحان يبقى السبت، الجمعة واقف على المسرح، كان لدىّ حالة هوس بالتمثيل، وعندما كُتب لى النجاح، كان يجب الالتحاق بالجيش، ذهبت لمكتب وزير الثقافة ثروت عكاشة، وقلت للسكرتير وأنا تلميذ «ادخل قوله أحمد ماهر»، والوزير خارج، قلت له «أنا قعدت فى الثانوية 4 سنين عشان التمثيل، ولما آجى أقدم فى الفنون المسرحية، يقولوا لى هتدخل الجيش، فيه كده»، هو كان «برنس»، قال «يا حبيبى، روح قولهم إنك مقدم فنون مسرحية، ومعاك ما يثبت إنك مقدم بالفعل، وهيأجلولك عشان الدراسة»، قلت له «لو رفضوا ذنبى فى رقبتك»، ابتسم وقال متخافش.. ذهبت إلى مكتب التجنيد، وكل مكان به أجد «ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب»، كأن ربنا بيكلمنى، وذهبت للتقديم بالفنون المسرحية فى اللحظات الأخيرة، وصعدت بالتصفيات وكنت بين أكثر من ألف شاب وشابة من المتقدمين.
ماذا عن لقبك بـ«فارس المسرح العربى»؟
- المسرح حياتى، هو البداية، «ربنا يجعل خاتمتى على المسرح»، هو العشق، قبل ما أعرف ربنا عرفت المسرح، لأن والدى كان يصطحب أمى إلى المسارح، رأيت معهم «شكوكو، نجاة الصغيرة» على المسرح وأنا طفل كنت أقوم بتقليد ما أراه على المسرح لأشقائى، «وغصب عنهم يصقفوا»، وأطلق علىّ «فارس المسرح»، لأنه ليس هناك فنان فى تاريخ المسرح اعتلى خشبة المسرح بـ«فرس» غير العبدلله، الفروسية هنا ليست صفة ولكن فعل حقيقى وأعتز بهذا اللقب جدًا وينادوننى فى الوسط بـ«أبيه أحمد».
هل الفنان حتى يكون ممثلاً جيداً عليه الوقوف على خشبة المسرح أولاً؟
- نعم، المسرح أبوالفنون، ومن لا يتعلم فى المسرح «يفشل فى الميديا، ممكن يِسلك فى التليفزيون، لكن مش هيعرف يشتغل مسرح»، نجم المسرح «يِسلك فى أى حاجة»، يمر بتجارب يومية وعليه أن يتصرف، ويتعلم لغة العيون بين الممثلين وبعضهم البعض، هناك محمد صبحى، عظيم، وعملاق، وفؤاد المهندس الأستاذ الرقيق صاحب الكوميديا النظيفة، وسمير غانم عملت معه فى «المتزوجون»، فنان يُضحك طوب الأرض.
كيف ترى تقديم سمير غانم عملاً مسرحياً حالياً؟
- لم أر هذه التجربة حتى أحكم عليها، ربنا يديله طولة العمر والصحة «يموت الزمار وصوابعه بتلعب»، لا يستطيع شخص الابتعاد عن مهنة يعشقها، سمير غانم اتولد فنان مسرح.
رفضت عرضاً من مؤلف وقلت له "اتفضل اخرج من الباب اللى جيت منه" بسبب "اسكريبت رخيص"
هل ترى قامتك فى عالم الدراما الآن كما كانت فى التسعينات؟
- لا، استحالة، عندما يعرض علىّ «اسكريبت رخيص ومتدنى، ملىء بالألفاظ النابية والجارحة والخادشة للحياء»، كيف أحملها على لسانى، أنا اتربيت على دراما المارون جلاسيه كيف أستبدلها بـ«الخيار»، أرفض هذه الأعمال، وقلت لأحدهم «اتفضل اخرج من الباب الذى أتيت منه، امشى»، ما بُنى على باطل فهو باطل، المسألة أصبحت توليفة إما من المغامرات النسائية، أو المعارك، والمطاردات، لكن بلا موضوع.
كيف ترى مسلسلات الفنان محمد رمضان؟
- عمرى ماشفتها، لكن فوجئت به على الشاشة.
لكن من باب الفضول كفنان لماذا لم تحاول رؤية أعمال نجم بكل هذه الضجة لتقييمه، خصوصاً أن لديه جمهوراً عريضاً؟
- متى ظهرت هذه الشخصية بالساحة الفنية فى غياب الرقابة؟ والتفاف الجمهور، ليست أمارة، لأن من يعملون بـ«الدعارة، والمخدرات» لديهم جمهور، أنا رجل متخصص وأكاديمى و«جواهرجى»، أقوم بوزن الأمور بميزان من ذهب.
هل محمد رمضان فنان جيد ولكن اختياراته قد تكون خاطئة؟
- ليس فناناً جيداً «مش كويس»، التخصص مطلوب، فاقد الشىء لا يعطيه، كيف له أن يبدع ويقدم إفرازاً فنياً؟ وهو فاقد للقواعد، القضية ليست محمد رمضان فقط، ولكن اختيار ممثلين بلا مضمون وإن كان يزعم بأنه «نمبر وان» فلن يكون «فارس المسرح» مثلى.
"مش واخد بالى" من ياسمين صبرى
وماذا عن الفنانة ياسمين صبرى؟
- «مخدش بالى منها»، هل هى درست الفن؟ طب أعتمدها بأمارة إيه؟ الفنان يجب أن يكون دارساً، وليس موهوباً فقط، يجب أن يتم صقل الموهبة بالدراسة، التمثيل عزف على أدوات الفنان، من حيث النطق الجيد والسليم، التعبير بتفاصيل الوجه ولغة الجسد، للتواصل الجيد بين المؤدى والمتلقى، كيف أصدق هذا الفنان أو ذاك، وهو شخصياً لا يصدق نفسه، الفن عِلم، لكن ما يقدم الآن اسمه «علمى علمك».
هل ترى أن النجومية الآن أصبحت أسهل وتذهب لأى شخص؟
- لا نقول نجومية، ولكن «مفسدة» للذوق العام، بالرغم أنا خريج ومعايا شهادة، أحصل على أدوار صغيرة، لكن أستفيد من الوقوف بجوار العمالقة، وأرى مختلف التجارب الفنية، وكيفية الهيمنة على التفاصيل والعيش مع الشخصية، «وإزاى ألبس الدور».
بصراحة هل عندما ترى نجومية البعض الآن والأجور المرتفعة لهم، تشعر بـ«غُصة» لعدم حصولك على مثل هذه الفرص؟
- أمى علمتنى «اللى ميرضاش بنصيبه عايب»، لا بد أن نرضى بقضاء الله، «نصيبى كده»، هو «مين حظه بإيديه، مين بجاهه أو بماله غيّر الريح فى اتجاهه، غيّر المكتوب عليه»، لا أحد يملك صُنع مستقبله.
لكن ليس هناك لحظات تشعر فيها بـ«الظلم»؟
- الظلم من مين؟ من ربنا؟ يجب ترك الأمور لله.
هل فكرت يوماً فى الاعتزال؟
- أعوذ بالله، «مش أنا اللى أعتزل، ده لمّا ربنا ياخدنى، أبقى خلاص بطلت»، لا أضع يدى على خدى، ولكن حالياً بشتغل مسرح سواء للدولة، أو للقطاع الخاص، للموسم الرابع أقوم بجولة بالمحافظات بعروض خاصة بالطفولة، لإنقاذ هذا الجيل من التلوث الفنى، وأكون حائط صد للفن الهابط، أقدم روايات لتوعية الأجيال الجديدة للتفرقة بين الغث والسمين، إن لم أكسب فناناً من بينهم، على الأقل سيكون ذواقاً، ومستقبلاً يعلم أبناءه الفرق بين الجيد والردىء.
شباب فرقة مسرح مصر "مكسّحين"
فى رمضان الماضى، شاركت مصطفى خاطر مسلسل «طلقة حظ»؟
- يقاطعنى ويخبط بيديه على المكتب، قائلاً: للأسف، فوجئت بـ«المكسحين»، نماذج «تياترو مصر، اللى معرفش مصدرها إيه»، اتخانقت مع نفسى بعد إذاعة المسلسل، كان لا بد أن أتبصّر.
هل دراما زمان تختلف عن الآن؟
- الدراما لم تعد مؤثرة، لأن الحوار غير جيد وساذج، كان هناك كُتاب يهتمون بقضايا المجتمع، حتى يستفيد المتفرج، ويرى نفسه داخل العمل الدرامى، لا بد أن يكون هناك خطاب ورسالة فى الدراما للارتقاء بالذوق العام، وخلق حالة للمشاهدين، بعيداً عن «الاستظراف».
كيف ترى تجربة شباب مسرح مصر؟
- من الذى علمّهم؟
أشرف عبدالباقى "بصمته إيه؟ لم يتعلم من الأساس عشان يعلّمهم"
الفنان أشرف عبدالباقى؟
- رضى الله عنه وأرضاه، أين تعلم هو؟ كان بيعمل أدوار «قد كده -مشيراً بيده إلى صغر حجم الأدوار» وكان بيمر علىّ وأنا كنت بعمل مسرحية «المتزوجون» على مسرح الهوسابير، ويقابل بعض الفنانين ويقولهم «كنت بصور» فرحان أسوة بأى شاب بيشتغل سينما، لكن «بصمته إيه، اتعلم فين؟»، «عشان يطلع أسطى، يجب أن يتعلم فى ورشة، عشان يشرب الصنعة»، لم يتعلم هو من الأساس، «عشان يعلّم، ولمّا علّم، علّم إيه؟».
لكنه ساعد فى خروج مجموعة من الممثلين مثل «على ربيع، أس أس» لديهم بطولات بأسمائهم؟
- بانفعال شديد: أية أعمال؟، وأى أثر؟ أتحفظ على ما يقدمونه، وكممثلين، تكرار لما يقدمون، لا تنظرى إلى الشاشة، واسمعى ما يقولونه، ستجدى الأداء واحد، قولى اسم واحد فيهم، بيركز ويصنع لحظة تخطفنى وأعيش معاه، هما بيأخذوا المجتمع لفين؟، إيه العمل اللى قدموه بيقول رسالة أو خطاب؟
"تلت" الموجودين بالساحة الفنية من تلاميذى وينادوننى فى الوسط بـ"أبيه أحمد"
لماذا لم تحاول أنت أيضاً أن يكون لك تجربتك فى اكتشاف مواهب جديدة؟
- لدىّ المسرح الذى أقدمه، وألف به على المحافظات، ضعى فى اعتبارك أن أحمد ماهر، بفضل الله على مدار حياتى، تقريباً «تلت» الموجودين فى الساحة الفنية تلامذتى، من ألمع الأسماء التى أذكرها حالياً، حسن يوسف، كان مديراً للمسرح القومى للطفل، أشرف طلبة، مدير المسرح القومى حالياً، المخرج حسام الدين صلاح، محمد الشرقاوى، الله يرحمه، دكتور أيمن الشيوى، تلميذى، وتابعت رسالة الدكتوراه الخاصة به فى إيطاليا، وهناك وكيلة وزارة خرجت على المعاش، هؤلاء اتعلموا صح.
منعت دخول ابنى مجال التمثيل فى البداية "خُفت ليعرّنى"
ما النصيحة التى قدمتها لنجلك محمد عند التحاقه بالتمثيل؟
- كنت رافض عمله بالتمثيل، هو فاجأنى بقوله «أنا عايز أمثّل»، أخبرته أنى لم أر منه أى علامة تدل على أن لديه هذه الموهبة، بعد ذلك عرفت أنه قدم أوراقه فى الفنون المسرحية، وقمت بدورى بسحب أوراقه.
ولماذا تقدم على مثل هذه الخطوة وتحجر عليه قبل أن يحصل على فرصته؟
- أى فرصة؟ أنا بقيس بخبرتى وتجربتى، «ولمّا يعرنى ويفضحنى» وأنا مقدم للوسط الفنى «تلت شبابه، ابنى أنا اللى يعرنى»، ولذلك أصررت على الرفض، وقام بدوره وأقنع والدته أنه سيلتحق بكلية الإعلام، ودرس الإخراج، وفوجئت بوالدته تقول لى بعد تخرجه «مينفعش يبقى أبوه على وش الدنيا، وهو داير يتسول الشغل»، وفى يوم ما كنت فى حفلة عيد ميلاد، وجدت المنتج الصديق إسماعيل كتكت، الله يرحمه، يقول لى «ممكن أستاذ أحمد، تسمح لنا إن ابنك يشتغل فى المسلسل»، وأنا كنت أشارك فى هذا العمل، قلت له «أنا اللى المفروض أترجاك تشغل ابنى»، طبعاً الحكاية مقروءة، والدته ألحت على زوجة المنتج، التى قامت بدورها بالحديث إلى زوجها، وكان دوره صغيراً، ولكن فوجئت به يقول لى «أنا مش هبدأ صغير»، وقلت له أنت لم تبدأ من الأساس، وصفعنى بقوله «حرام عليك تساعد طوب الأرض، وتيجى عند ابنك وتحرن»، واتحبست فى البيت 16 يوم لتدريبه وتقديم كل ما تعلمته من علم وخبرات.
وكيف ترى خطواته بعد دخول الساحة؟
- ولا أعرفه، خلاص أنا اتطمنت، لكن مش متابع بقى، مش رايق له عندى مشكلاتى.