فيديو.. قراءة في رسالة وزير الدفاع الإسرائيلي للشعب بشأن فيروس كورونا

08:43 م | السبت 21 مارس 2020

بث وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي نافتالي بينيت، رسالة متلفزة إلى الشعب الإسرائيلي ينصحهم فيها بشأن التدابير المثلى الواجب اتباعها لمواجهة انتشار فيروس كورونا في الداخل الإسرائيلي.

وأوضح "بينيت"، في كلمته أن أهم عنصر يجب الاهتمام به هو مراعاة فصل كبار السن عن الشباب، مضيفا أن هذا لإجراء يعد أهم من مراعاة عدم المخالطة الاجتماعية، أو إجراء الفحوصات الطبية، واصفا أياه أنه بمثابة المعادلة الأكثر تدميرا.

وتابع في كلمته المتلفزة أن الفيروس يتميز بأنه أكثر فتكا بكبار السن عن فئة الشباب، ففي العديد من الدول كانت نسب الوفيات من الشباب في الفئة العمر ما بين الـ20 والـ30 معدومة أي 0%، أما بالنسبة لكبار السن بالغين من العمر ما بين 60 و70 عاما، فقد أصيب 1 من كل 5-7 بالفيروس وأدى ذلك للوفاة.

وأكد وزير دفاع الاحتلال أنه ما يتوجب القيام به في الوقت حالي هو الاعتناء بالأجداد في العائلات، ولكن مع على بعد باستخدام "الوتس آب" أو "السكايب"، أو غيرها من وسائل التواصل، وترك الأطعمة لهم في أغطية وأغلفة نظيفة أمام منازلهم، وهم سياخذون هذه الأطعمة إلى داخل المنزل، مؤكدا على عدم الدخول لمنازلهم أو مصافحتهم أو معانقتهم، لأنه بذلك سيتعرضون للخطر.

وأشار إلى أن الفيروس ينتشر بشكل تدريجي بين الناس، وأغلب المواطنين سوف يصابون به دون علم، وسيمر أكثر من 3-4 أسابيع دون أن يكتشفوا ذلك، وبنهاية هذه الفترة يكونوا قد اكتسبوا مناعة طبيعية من الفيروس.

ما وراء الرسالة المصورة "لماذا الخطاب باللغة الإنجليزية وليست العبرية"

إن أول ما نستطيع ملاحظته هو أن الخطاب رغم أنه موجه للداخل الإسرائيلي، إلا أنه يختلف عن كل الكلمات التي يلقيها كل المسؤولين الإسرائيليين، بما فيهم رئيس الوزراء نتنياهو ذاته، في أنه منطوق ومترجم أيضا في أسفل الشاشة بالإنجليزية، على الرغم من الحاجة إلى ذلك لغة التحدث عن نص الترجمة، ولذلك عدة دلالات منها:

- على أن الرسالة موجهة إلى الخارج تماما مثلما هي موجهة إلى الداخل، وربما بدرجة أعلى من توجيهها للداخل.

- احتوت الرسالة على فسلفة إسرائيل في مواجهة فيروس كورونا المستجد، وما يعرف بـ"المناعة الجماعية"، وهو يعد أسلوب معروف في مواجهة الأوبئة التي لم يستدل على علاج لها كما هو الحال في فيروس كورونا المستجد.

مستهدفات داخلية

يبرهن أسلوب الرسالة للمواطن الإسرائيلي على أن الحكومة تضعه دائما في قلب اهتمامتها، وربما كانت الوصايا الواردة في إجراءات العزل المتبعة عالميا، ولكن أسلوب الرسالة ومفرداتها ترغب في إبراز جوانب الروابط الاجتماعية للداخل الإسرائيلي والتأكيد عليها.

كما يقوم بنوع من التسويق للمجتمع الإسرائيلي في الخارج بعيدا عن صورة الشعب الذي يسكن أرضا لا يملكها.

كذلك استهدف الخطاب بمفرداته التقرب من فئة الشباب بين صفوف المواطنين، بالتأكيد على أهميتهم وعلى دورهم العظيم في حماية باقي الفئات المجتمع "كفئة كبار السن على سبيل المثال"، وهو نوع من استمالة هذا الطرف بشكل غير مباشر، وفهم الجيل الذي تعتمد عليه إسرائيل لكي تزدهر وتبقي.

ونلاحظ من الرسالة أن وزير الدفاع الإسرائيلي يتمتع بصلاحيات واسعة، فمحتوى الخطاب من المفترض أن يلقيه المسؤول عن وزارة الصحة، وربما يأتي ذلك في إطار إعداد هذه الشخصية لدور سياسي ما يضطلع به قريبا.

ومن مزايا الخطاب أنه يصرف الانتباه عن حالة المناوشة بين كل من وزارتي الصحة والمالية الإسرائيليتين وذلك على خليفة المخصصات المالية لتوفير بعض التجهيزات الطبية، كأعواد القطن المستخدمة في الفحوصات على سبيل المثال.

مستهدفات دولية

تظهر الرسالة في محتواها أن إسرائيل تتبع كل ما توصل إليه العلم، كما أنها تعلمت من تجارب الأخرين، ومن تجاربها الذاتية، أيضا فقدت إسرائيل حوالي 15 شخصا مسنا من ذوي الإعمار فوق الثمانين عاما.

والرسالة التي تم بثها باللغة الإنجليزية تظهر الاهتمام الحكومي البالغ بالمواطن الإسرائيلي، لدرجة النص والمفردات التي استخدمها الوزير في خطابه، والتي تتسم بالتقارب الشديد من تصرفات وطقوس المجتمع اليومية، والتي استهدفها الوزير بالنصائح.

في الوقت الذي يتصاعد فيه فيه غضب بعض شعوب العالم تجاه السياسيين مثل غضب بعض الفئات الأمريكية تجاه ترامب، وغضب معظم البريطانيين من جونسون على خلفية تصريحاته الصادمة بشأن كورونا حيث قال "ستفقدون أحباءكم"، يحرص وزير الدفاع الإسرائيلي بهذا التسجيل أن يروج ويسوق نموذج رجل الدولة الذي ليس له فقط يتخذ كل الإجراءات الاحترازية، بل يمتلك أيضا القدرة على مخاطبة الشعب بأسلوب سلس وبسيط.