كل الطرق تؤدى إلى "كورونا"

كل الطرق تؤدى إلى "كورونا"

كل الطرق تؤدى إلى "كورونا"

بعد نقص الكحول الإيثيلى من الصيدليات، ومعاناة عدد من المواطنين فى سبيل الحصول عليه، قام محمد أبوليلة، صاحب مصنع ورق، بشراء كميات كبيرة من الكحول وتوزيعها على غير القادرين فى بيوتهم مجاناً: «بعض من مرضى القلب والسكر اللى كنت باساعدهم بدأوا يتواصلوا معايا عشان مش لاقيين الكحول أو سعره غالى عليهم، بكاؤهم فى التليفون واستنجادهم بيا وجع قلبى، فقلت لازم أتصرف».

توزيع 400 زجاجة كحول على كبار السن ومرضى القلب والسكر

يعمل «أبوليلة» فى العمل الخيرى منذ 5 سنوات: «إحنا فى أزمة ولازم كلنا نساعد بعض، وطالما قدرت أوصل للكحول يبقى لازم أساعد، جبت 400 عبوة وهجيب أكتر، أنا لو استغلالى هبيعهم بسعر أعلى وأكسب فيهم آلاف». أخذ عبوات الكحول ووقف فى شارع البحر بطنطا لتوزيعها على المارة دون تفرقة: «اللى مش معاه فلوس بديهاله واللى معاه ومحتاجها برضو بديهاله، بس اهتمامى فى الأول بالمرضى والأطفال والناس الكبيرة، ولازم أتأكد فى الأول منهم، مش بوزع عشوائى».

ركود فى سوق الشيشة: المبيعات صفر

كانوا يتوقعون زيادة المبيعات مع اقتراب شهر رمضان، كعادة كل عام، حيث الخيم الرمضانية وإقبال الناس على تدخين الشيشة، ليأتى فيروس كورونا، ويصيب مبيعات الشيشة فى مقتل، فى ظل غلق كثير من المقاهى، وتصنيف الشيشة كأحد أبرز الوسائل المتسببة فى نقل العدوى وضعف المناعة.

حالة من الركود تشهدها سوق الشيشة، مع زيادة عدد المصابين بالفيروس المفزع، أعرب عنها التجار، وأبدوا استياءهم من تراجع المبيعات، من بينهم مدحت الخونجى، صاحب محلات لبيع الشيشة فى منطقتى الحسين ومدينة نصر: «مفيش مقارنة بين حركة البيع قبل وبعد ظهور كورونا».

البعض قرر شراء شيشة خاصة بالمنزل، ولكن عددهم يظل محدوداً، مقارنة باستهلاك المقاهى، الذى لم يعد موجوداً، وفقاً لـ«مدحت»: «شرب الشيشة فى البيت له ضوابط، ومش سهل زى القعدة فى القهوة، لأن ربما الزوجة ترفض، أو يتراجع الأب خوفاً على صحة الأطفال».

يحكى «مدحت» عن اتصال تلقاه مؤخراً من تاجر شيشة فى منطقة حلوان، يندد بالوضع الحالى، ويردد بغضب: «أنا فى النازل، مفيش مبيعات، والوضع شكله هيطول». وحسب «مدحت»، معظم محلات الشيشة تعتمد فى مبيعاتها على أصحاب المقاهى، هم زبائنها الدائمون والأساسيون، بينما قطع قليلة تباع للأفراد بين الحين والآخر، لذلك فقرار غلق المقاهى، ومصادرة الشيشة، أضر بها بشكل جذرى.

«الدنيا وقفت خالص»، يقولها بأسى بالغ أشرف صلاح، صاحب محل لبيع الشيشة ومستلزماتها، فالقلق من الإصابة بفيروس كورونا، والتحذيرات المستمرة من الشيشة تحديداً، أدت إلى عزوف الناس عنها، وعن المقاهى بشكل عام.

 الكلور.. بديل شعبى لحل أزمة نقص الكحول: اشترى بالعقل

بعد النقص الشديد للكحول الإيثيلى من الأسواق نتيجة الإقبال المكثف عليه، اتجه المواطنون إلى مادة الكلور كبديل شعبى للقضاء على فيروس كورونا، ما يعرضه للنقص هو الآخر لسحب كميات كبيرة منه يومياً.

كمية كبيرة من الكلور نفدت من محل أحمد شعيب للمنظفات، نتيجة الإقبال الشديد من المواطنين عليه: «بيجيلى زباين كتير عاوزين كلور، اللى كان بياخد نص كيلو بقى بياخد كيلو، وفيه ناس بتيجى تشترى بالأربعة كيلو، وفيه بياعين زودوا سعره من جنيه ونص لـ3 و4 جنيه». حالة من الهلع والخوف يراها «شعيب» فى عيون زبائنه، جعلته يبتعد عن فكرة رفع سعره: «فيه إقبال كبير على الكلور بس مارضتش أرفع سعره، بأراعى ربنا فى شغلى دايماً وإحنا فى أزمة ولازم نقف مع بعض، وكل ما أبيع كتير بعتبره مكسب».

حسام الحجرى، كيميائى، ويمتلك محل منظفات، قام بزيادة تركيز الكلور من 6 إلى 9% ليصبح أقوى فى القضاء على الفيروس: «بتركيز 7% بس ممكن تقضى على الفيروس، بس أنا زودته أكتر من المطلوب وبعرّف الناس كده عشان فيه ناس بتتخنق من ريحته». مخزن «حسام» فرغ بالكامل من كميات الكلور التى كانت به، فهو يبيع أضعاف ما كان يبيعه مسبقاً: «الكلور رقم واحد فى نسب شراء المنظفات والمطهرات لأنه مطهر قوى جداً، ومش محتاج أزود سعره، ده بتاع الغلابة».

يشرح طاهر الديب، صيدلى، كيفية استخدام الكلور لتعقيم المنازل والأسطح، موضحاً أنه أفضل وأرخص الطرق: «كوب كلور 200 مللى على 10 لتر مياه ونمسح به كل الأسطح ونتركها حتى تجف، ومن الممكن ملء غطاء زجاجة كلور مع كوبين من الماء ونضعها فى عبوات بخاخة ونرشها على الأسطح». مؤكداً أن هذه الطريقة تتبع فى تعقيم غرف العمليات والمستشفيات، ويتم تكرارها كل 24 ساعة تجنباً لانتهاء مفعوله.

مبادرة "جعفر وعلياء": "هاند جيل" فى المترو

على الرغم من حالة الذعر التى يعيشها العالم خلال هذه الأيام، ومن بينهم المصريون بسبب فيروس كورونا، فهناك من تعامل مع انتشار هذا الوباء بحكمة، من خلال تقديم توعية للمواطنين وحمايتهم، منهم جعفر حسنى وعلياء بخيت، اللذان قررا توعية ركاب المترو.

«جاتلى الفكرة لما شفت زحمة الناس البسيطة فى المترو، بيجروا على أكل عيشهم ومش مهتمين بحماية نفسهم»، قالتها «علياء»، ربة منزل، عقب مشاهدتها لزحام الجماهير داخل المترو، ولذا بادرت بالمساهمة فى زيادة الوعى لدى الكثيرين من البسطاء، بشراء كميات كبيرة من الكمامات الطبية و«الهاند چيل»، ووضعها أمام نوافذ بيع التذاكر بعدد من محطات المترو.

استطاعت «علياء» وزميلها «جعفر»، محاسب، فى الحصول على كميات كبيرة من الكمامات الطبية ومعقمات الأيدى، ووضعها فى محطات المترو: «جمعت الفلوس من أهلى فى البيت وصحابى، وقدرت أزود أعداد الكمامات على قد ما أقدر، وزميلى جعفر ساعدنى بعد كده فى توزيعها».


مواضيع متعلقة