هل يسبب القلق والخوف نقص المناعة لدى الإنسان ضد كورونا؟

هل يسبب القلق والخوف نقص المناعة لدى الإنسان ضد كورونا؟
حالة من القلق والرعب تسيطر على العالم جراء انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، والذي بلغ عدد المصابين به 221,290 مصابًا، والوفيات بسببه 8,997، بينما تعافى منه 85,785 فردًا، ما دفع المئات في مصر إلى إجراء تحليل "PCR"، والتكدس بمستشفيات الحميات إثر مواجهتهم لأي من أعراض الإنفلونزا.
ورغم إعلان وزارة الصحة وجود 210 حالة إصابة مؤكدة في البلاد، وفرض الحجر الصحي بمصنع "تي سي أي سينمار" لإنتاج الكيماويات بجنوب بورسعيد، لوجود حالة إيجابية لعامل هندي مصاب بفيروس كورونا، إلا أن حالة من الخوف البالغ سادت بين المواطنين في مختلف أنحاء الجمهورية، شاركوها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينما ظهرت بشدة من خلال زيارة المئات للمستشفيات وطلب إجراء التحاليل الخاصة بالفيروس المستجد، فور ظهور أي من أعراض الانفلونزا العادية.
وتؤثر تلك الحالة من الخوف والقلق المنتشرة لدى المصرين على المناعة، وأكد ذلك الدكتور عبدالهادي مصباح، أستاذ المناعة، بقوله إن التوتر يمكن الفيروس من الدخول للجسم، والذي يفاقم من أعراض غير محسوسة للبرد، ويجعلها خطيرة تحتاج للدخول إلى الرعاية المركزة.
مصباح: الجهاز العصبي يرتبط بالمناعي.. ويجب التفاؤل والضحك يوميًا لربع ساعة
وأوضح "مصباح"، لـ"الوطن"، أن هناك ارتباط وثيق بين الجهاز العصبي المركزي والمناعة، فكل ما يؤثر بالسلب على الحالة النفسية من القلق والرعب وانتظار الأسوأ يؤدي إلى إفراز هرمونات هدامة تنعكس على المناعة وتجعلها في حالة غير متكافئة في مواجهة الفيروس.
ولتقوية المناعة، أوصى أستاذ المناعة بالتغذية السليمة لما يحتوي على فيتامينات ومعادن مضادة للأكسدة مثل "فيتامين ألف ودال"، والزنك والسلينوم، أو من خلال الأقراص والمكملات الغذائية، ومن الأطعمة معلقة عسل أبيض على كوب مياه دافئة مضاف لها ليمونتين، إضافة إلى البليلة والمكسرات والقراصية والمشمشية والزبيب والجوافة والبرتقال واليوسفي والليمون والفلفل والخضروات الورقية والزنجبيل والكركم والشاي الاخضر والرمان والكيوي والأفوكادوا والثوم والبصل.
وفيما غير ذلك، لفت أيضا "مصباح" لأهمية النوم لمدة 7 ساعات على الأقل يوميًا، باعتبار أن قلة النوم تؤثر بالسلب على المناعة، إضافة للبعد عن التوتر والضحك والتفاؤل لربع ساعة يوميًا والابتعاد عن التدخين والمنبهات.
بدران: التوتر يسبب 40 مرضًا.. والقراءة والنوم الأفضل للتخلص من القلق
وشاركه في الرأي، الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، مؤكدًا أن التوتر يسبب 40 مرضًا للإنسان، حيث لوحظ أنه مع نشأة الفيرسات المستجدة مثل السارس والإيبولا والإيدز، زيادة حالة المرض والوفاة نتيجة ظهور الهلع والخوف غير المبرر أحيانًا.
وتابع، أن التوتر والخوف يسبب زيادة كيمياء الغضب التي تقلل مناعة الانسان، وبالتالي يجب طمأنة المواطنين بكل الوطن العربي والعمل على الاسترخاء، خاصة تمكنت الصين من شفاء 70% من المرضى والقضاء على الفيروس في بؤرة انتشاره بمدينة ووهان.
وللتخلص من تلك الأعراض السلبية، أوصى "بدران" بأهمية التحدث مع المقربين أو الله عز وجل "الفضفضة"، والبعد عن الأخبار السلبية عبر التلفزيون أو مواقع التواصل الاجتماعي والتركيز على الجيد منها، وممارسة الرياضة، إضافة للنوم الجيد الذي يعتبر أحد مزايا احتجاز المصابين أو المشبته بهم في الحجر الصحي، حيث أنهم ينامون لساعات محددة.
وشدد عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة على أهمية سماع الموسيقى الهادئة، وممارسة هواية جديدة مثل تعلم لغة أو قراءة كتاب، وكلها أمور تساهم في التخلص من التوتر، مشيرًا إلى أنه اكتشف حديثًا أن القراءة أقوى من الموسيقى في تهدئة الذين يعانون من التوتر، إضافة إلى التغذية الجيدة لأطعمة تكسب الهدوء والاسترخاء مثل اللبن والينسون والبصل بأنواعه والأسماك والمكسرات والروز ماري.
كيف تعمل المناعة؟
وتوصلت دراسة أسترالية أجراها الباحثون في معهد بيتر دوهرتي للأمراض والمناعة في ملبورن، إلى الطريقة التي يعمل بها جهاز المناعة ضد كورونا، وخلصت أن الجهاز قادر على القضاء على الفيروس بالطريقة ذاتها التي يعمل بها لصد الإنفلونزا العادية، وفقا لموقع "سكاي نيوز".
وتوصل الباحثون إلى اكتشاف الخلايا من خلال معالجة مريضة قدمت من ووهان الصينية إلى أستراليا، وكانت مصابة بالفيروس إصابة خفيفة إلى معتدلة، ولاحظوا ظهور خلايا مناعية معينة في دمها، قبل تماثلها للشفاء بثلاثة أيام، حيث إن هذا النوع من الخلايا، يظهر أيضا عند المصابين بالإنفلونزا وفي نفس مرحلة المرض، مما يؤكد أن المصابين بفيروس كورونا، ممن لا يعانون أعراضا حادة، يتماثلون للشفاء بالطريقة نفسها التي يتماثل بها المصابون بالإنفلونزا العادية.
وبحسب الخبراء فإن اكتشاف نوعية خلايا المناعة التي تظهر بعد الإصابة بفيروس كورونا، قد يساعد في تطوير لقاح ضده، وفي التعرف على مراحل تطور الفيروس، وهو اكتشاف وصفه خبراء بأنه اختراق علمي حقيقي.