الأم المثالية بكفر الشيخ لـ"الوطن": ربيت أولادي بـ248 جنيهاً معاش والدهم

كتب: سمر عبد الرحمن

الأم المثالية بكفر الشيخ لـ"الوطن": ربيت أولادي بـ248 جنيهاً معاش والدهم

الأم المثالية بكفر الشيخ لـ"الوطن": ربيت أولادي بـ248 جنيهاً معاش والدهم

"توفى زوجي، وكان موظف فى الضرائب العقارية، بعد 10 أعوام من الزواج، تركنى بلا أى شئ ومعي 3 أطفال، ولم أكن أعمل بسبب عدم استكمال تعليمى، وترك لنا فقط معاشاً قدره 248 جنيهاً، وكان أكبر أولادي فى الصف الثانى الابتدائي وأصغرهم عمره 6 أشهر، بكيت بكاءً لم أبكيه في حياتي، وجلست مع نفسي وفكرت كيف أربي أبنائي وأعلمهم، توكلت على الله، وبدأت في البحث عن عمل"، بهذه الكلمات بدأت حورية يوسف مغازي عياد، البالغة من العمر 50 عاماً، والمقيمة بقرية شباس الملح التابعة لمركز دسوق، والفائزة بلقب الأم المثالية الأولى على مستوى محافظة كفر الشيخ، حديثها.

وقالت حورية  لـ"الوطن": "لم يكن أمامي سوى البحث عن العمل، عملت في حضانة واشتغلت في الحياكة، أخذت ماكينة خياطة من والدتي وبدأت في تفصيل الملابس والعمل في حضانة حتى أستطيع تربية أبنائي وتعليمهم، خاصة أن اثنين منهم التحقا بالأزهر، تركتني حماتي ولم تتحمل مسئولية أطفالي معي، عقدت العزم على تعليم أبنائي بشكل جيد، فركزت معهم في الدراسة برغم حصولي على الثانوية العامة فقط وعدم استكمالى تعليمي، بسبب وفاة والدي وتصميم والدتي وشقيقي على زواجي، حرمت نفسىي من كل شئ من أجل أبنائى حتى صاروا يُضرب بهم المثل، تخرجت ابنتي الكبرى دعاء، 25عاماً، من كلية العلوم، ومحمد من طب الأسنان، ويدرس مصطفى في كلية الطب البشري بجامعة الأزهر، وكان حاصلاً على المركز الثاني بالثانوية العامة على مستوى الجمهورية".

أضافت الأم المثالية:"أمي كانت في ضهري لكن اعتمدت على نفسي، وكان أمامي خيارين الأول أن أترك أولادي وأعمل كثيراً والثاني أن أرضى بقليلي واشتغل إلى جوارهم كي أرعاهم، فاختارت الثاني حتى أسهر على تعليمهم، وقلت أعيش معاهم ونمشى على قدنا من أجل التركيز في تعليمهم، حرصت من الأول على تحفيظهم القرآن، حفظوه وجودوه وحصلوا على إجازات مختلفة في تلاوته، أبنى محمد كان بيساعدني وبيشتغل في الصيف في مزارع دواجن وجني القطن ومحل نظارات، حتى يساعدني، والحمدلله زوجت أبنتي وتخرج محمد من بكالوريوس طب الأسنان بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ولا زال يدرس ابني الأصغر في الطب البشري".

وعن التقديم للمسابقة، قالت دعاء محمود، ابنتها،" لم نكن نعلم شيئاً عن المسابقة، وأحد أقاربنا صمم على التقديم لوالدتي بمساعدتي لأنها تستحق الكثير، وشجعنا مدير وحدة الشؤون الاجتماعية بالقرية على ذلك، جهزت الورق المطلوب وحملته مع والدتي وذهبنا للتقديم، تفائلت خيراً ودعوت الله ان أعوضها عن الأيام القاسية التى رأتها في حياتها من أجلنا، رأيتها تبكى كثيراً من ضيق الحال، لكننا كنا جميعاً نلجأ إلى الله بالدعاء، واجتهدنا جميعاً حتى وصلنا لدرجة جيدة من العلم، أنا فخورة بوالدتي التى ربتنا من معاش والدى الـ248جنيهاً، المعاش وصل لـ1800جنيه حالياً لكنها كافحت لأجل تربيتنا، تمنيت الفوز لإسعادها".

وبدموع لم تنقطع من الفرحة، فور إعلامها بفوزها من قبل"الوطن"، أطلقت الأم لمثالية الزغاريد، وبكت فرحاً لتكليل مشوار حياتها الصعب بفوزها باللقب الذى اعتبرته هدية من ربنا بعد وفاة زوجها  .

 

 


مواضيع متعلقة