كورونا تجبر الكنيسة على قصر صلوات ذكرى وفاة البابا شنودة على الرهبان

كتب: مصطفى رحومة:

كورونا تجبر الكنيسة على قصر صلوات ذكرى وفاة البابا شنودة على الرهبان

كورونا تجبر الكنيسة على قصر صلوات ذكرى وفاة البابا شنودة على الرهبان

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الثلاثاء، الذكرى الثامنة لوفاة البابا شنودة الثالث، البطريرك الـ117 للكنيسة الذي توفي في 17 مارس 2012.

وقرر دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، لأول مرة، قصر صلوات الذكرى على الرهبان فقط، نظرا للإجراءات الحكومية والكنسية المتخذه لمواجهة فيروس كورونا المستجد ومنع التجمعات.

والبابا شنودة اسمه الحقيقي "نظير جيد" ولد في قرية سلام بمحافظة أسيوط، في 3 أغسطس 1923، توفيت والدته بعد أيام من ولادته بحمى النفاس، فتولت شقيقته الكبرى رعايته، قبل أن ينتقل معه شقيقه الأكبر روفائيل جيد إلى مدينة دمنهور في البحيرة حيث حصل على تعليمه الابتدائي هناك، وفي الثانوية العامة تعلم "نظير" الشعر وتنظيم أبياته، قبل أن يبدأ في عام 1939 بالخدمة فى مدارس الأحد بكنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا وكان عمره ستة عشر عاما.

تخرج بكلية الآداب قسم التاريخ جامعة القاهرة، وفى عام 1947 التحق بالكلية الإكليريكية القسم المسائي وكان فى السنة النهائية بكلية الآداب، قبل أن يحصل على بكالوريوس اللاهوت عام 1950 ويكون الأول على دفعته ويعين مدرسا بالكلية الإكليريكية نظرا لنبوغه وتفوقه.

وترهبن في دير العذراء السريان بوادي النطرون تحت اسم "الراهب أنطونيوس السرياني" في 18 يوليو 1954، حيث سيمه الأنبا تيوفيلي أسقف الدير، واهتم بعدها "أنطونيوس" بمسئولية مكتبة الدير وطبع ونشر مخطوطاته وشرح الدير للسائحين الأجانب وخدمة الرهبان من كل ناحية وكان مسؤولا عن المرضى وتضميد جروحهم، قبل أن يخرج من الدير ويعيش في مغارة على بعد ثلاثة كيلومترات ونصف من الدير لعدة سنوات.

أحب "أنطونيوس" الوحدة، فترك المغارة الأولى وذهب لأخرى تبعد 12 كيلو مترا عن الدير، فكان يجلس بها بالأسابيع لا يرى وجه إنسان، لينظم فيها أشعاره، ويألف أول كتاب له وهو شريعة الزوجة الواحدة.

تتلمذ "أنطونيوس" على يد الأب متى المسكين، وذهبا معا في دروب الرهبنة، وترشحا سويا إلى الكرسي البابوي عام 1956، قبل أن يتم استبعادهم ويأتي البابا كيرلس السادس بطريركا للكنيسة، والذي قرر الأخير في 10 مايو 1959 تعيين القس أنطونيوس السرياني في سكرتاريته وبعدها بسنوات وتحديدا في 30 سبتمبر 1962 سيمه أسقفا للتعليم باسم "الأنبا شنودة".

سار شنودة في طريق التعليم، حتى وصل به في 1971 جالسا على الكرسي البابوي، واهتم بعدها بالرهبنة والأديرة، فعمر الكثير من الأديرة الأثرية والقديمة، وامتدت الكنيسة في الداخل والخارج، ولحبه للدير لم يكن يستطيع ألا يذهب إليه مرة أسبوعيا على الأقل ليهرب من صخب المدينة متمثل في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بل واتخذ مقرا بابويا له في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.

دخل البابا شنودة في صدام مع الرئيس السادات وصل إلى حد عزله من منصبه في 1981 وتحديد إقامته في دير الأنبا بيشوي لمدة 5 سنوات، حتى الغى الرئيس مبارك قرار عزله عام 1985 وعاد إلى المقر البابوي.


مواضيع متعلقة