كورونا والثقافة اليابانية

المشهد التاريخى الحالى بين شعوب العالم حول فيروس كورونا ( كوفيد ١٩) ، و التى افرزت اثار سلبية ضخمة اقتصاديا واجتماعيا ومعنويا ومنها الانهيار الشرس فى اسهم الشركات بالبورصات العالمية ، وخسائر متعددة فى مجالات الحياة المختلفة والتى تأثرت بشكل ملحوظ داخل وخارج بلاد العالم تجاريا وتعليميا وسياحيا ورياضيا وغيرها بنسب متباينة.

وهناك بعض الآثار القليلة التى يمكن أن تسمى بالايجابية ، مثل المحاولات الطبيعية للغالبية من الافراد للسعى نحو المعرفة والتثقيف السلوكى والوعى الوقائي من المرض ، ويلاحظ ذلك فى مظاهر متعددة منها البحث عن معلومات بشأن المرض وتبادل نشرات التوعية والوقاية عبر وسائل التواصل الالكترونى ، وروح الجماعة فى التعاون وقت الأزمات ، وهى امور فى حد ذاتها تعد قيم ثقافية واجتماعية مضافة للمجتمع .

ولاشك ان ذلك ينعكس على تنمية حالة الوعى العام والشعور بالمسؤولية التشاركية مجتمعيا بين أفراد المجتمع المصرى ، لاسيما أن الشهامة والمروءة هى بالأساس داخل تكوين الشخصية المصرية فى الغالب ، والتى ظهرت بازمات متعددة عبر التاريخ اخرها خلال ظروف الطقس والامطار الأخيرة التى مرت بها البلاد ،

وفى اطار الثقافات والسلوكيات لشعوب العالم نجد أن الثقافة اليابانية هى العدو الأول لفيروس كورونا ، نظرا لأن الإجراءات الوقائية من الأمراض بصفة عامة لاسيما الفيروسية تتفق بشدة مع العادات السلوكية الطبيعية للشعب اليابانى ، وتنادى حكومات ومؤسسات دول العالم شعوبها بارشادات ونصائح تثقيفية هى ذاتها بنسبة كبيرة السلوك المعتاد سابقا وحاضرا ومستقبلا للمجتمع باليابان .

وباستعراض العادات والتقاليد الثابتة بالمجتمع اليابانى يتبين ذلك ومنها طريقة السلام والتحية دون ملامسة اليدين او الاحضان والقبلات ، وتجنب اليابانيون إظهار مشاعرهم في الأماكن العامة سواءً للتعبير عن الحزن أو الفرح ، ويمكنهم التعبير عن مشاعرهم داخل منازلهم . ويُعدّ التلويح باليد أو النقاش بصوت مرتفع من العادات التي تدلّ على ذوق غير سليم عند المجتمع الياباني.

وباليابان ايضا يجب على الابنة أو السيدة وضع يدها على فمها أثناء الضحك لأنّه من غير اللائق عندهم ظهور الأسنان أثناء الضحك ، وعند إصابة اليابانيين بالإنفلونزا أو مجرد الشكّ بأعراضها فإنّهم يحرصون على شراء غطاء للفم والأنف ، حيث تُعدّ هذه العادة من العادات الشائعة في المجتمع خصوصاً في فصل الشتاء.

وبالنهاية لاشك أن تعاليم وثوابت ومسلكيات الالتزام الديني بصفة عامة هى الاساس الوقائي الحصين ضد الأمراض ، و التى تتضمن ماتم اكتشافه منها وما لم يتم حتى الان و التى يوضحها الإعجاز الطبى للقرآن والسنة والكتب السماوية .

وحسنا مافعلت سياسة الدولة المصرية خلال السنوات القصيرة الماضية نحو مزيد من تعميق التعاون والشراكة مع اليابان بمجالات مختلفة ومنها إنشاء مدارس للتعليم اليابانى بمصر ، لما له من آثار ايجابية مضافة لدى مجتمعات الشعبين ، حفظ الله مصر. والله الموفق والمستعان .