بعد تجربة التابلت.. هل ينجح الطالب المصري في الدراسة عن بعد؟

كتب: كريم عثمان

بعد تجربة التابلت.. هل ينجح الطالب المصري في الدراسة عن بعد؟

بعد تجربة التابلت.. هل ينجح الطالب المصري في الدراسة عن بعد؟

هل سينجح الطالب المصري في الدراسة عن طريق الإنترنت بعيدًا عن المدرسة؟، سؤال تم طرحه في الساعات الأخيرة، بعدما قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي، تعليق الدراسة في الجامعات والمدارس بجميع أنحاء الجمهورية، لمدة أسبوعين اعتبارًا من يوم غدٍ الأحد الموافق 15 مارس 2020، وذلك كإجراء احترازي للحد من مخاطر انتشار فيروس كورونا.

تأتي تلك الخطوة بعد فترة من توفير التابلت لطلاب المدارس، وهو ما لم يحقق نجاحا كبيرا، لذا تواصلت "الوطن" مع أساتذة في مجال التربية، ليوضحوا السبل التي يجب توافرها لنجاح العملية التعليمية خلال الأسبوعين القادمين، ومدى النجاح المتوقع لها، خاصة في ظل توصية الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم بإغلاق المراكز التعليمية الخاصة.  

وتعليقًا على هذا الشأن، قالت الدكتورة محبات أبو عميرة، أستاذ المناهج والعلوم التربوية بجامعة عين شمس، وعميد كلية البنات الأسبق، إن مصر تعيش ظروف تقتضي بعض الإجراءات الاحترازية، من أجل الوقاية من كورونا، لذا لا توجد مشكلة تربويًا حال تلقي الطالب المناهج عن بُعد وليس من المدرسة.

وأضافت "أبو عميرة" لـ"الوطن"، أن هناك عد عوامل يجب أن تتوافر حتى ينجح الطالب في الدراسة عن بعد، أولها جهد المدرس في تسجيل الدرس بالصوت والصورة وعرضه على "يوتيوب" أو في جروبات تعليمية خاصة، ومنها يحصل الطالب على المعلومة عن طريق الموبايل أو اللاب توب.

كما أشارت أستاذ المناهج والعلوم التربوية، إلى أن ثاني تلك العوامل، هي التقنيات الحديثة سواء في المدارس أو الجامعات، وهو ما سيتم اتباعه في الفترة المقبلة، حيث من المقرر عمل شيء أشبه بقناة داخل كل كلية من خلال سي دي أو فلاشة للطلاب، يشرح عليها الدكتور المختص المنهج للطالب، وكأنه داخل المدرج.

كما أوضحت أن العائق الذي سيواجه الطالب في التعلم عن بُعد، سيتمثل في ثقافة التعليم الـ"أون لاين"، والتي يختلف فيها عن الطالب الأجنبي، وهو ما يمكن تجاوز عن طريق التخفيف بعض الشيء من المواد، وترحيل الأجزاء الزائدة من المنهج للعام القادم، حتى لا يتم التأثيرعلى البنية المعرفية للطالب.

من جانبها، قالت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبيرة التربوية، إن عدم النجاح الكبير لتجربة التابلت يرجع لأنها وسيلة إليكترونية وليست وسيلة للتعليم، وجهود التعليم المشكورة حاولت السير بخطى متوازية، ولكن الأمر هنا يختلف فالتعليم عن بعد تلك المرة لفترة قصيرة وقد تعود المدارس بعد ذلك. 

وأضافت "عبد الرؤوف" لـ"الوطن"، أن الطالب المصري سيلقى صعوبة حينما يجد المادة العلمية كثيفة، حيث إنه لم يتعود في المراحل الصغرى ابتدائي وإعدادي على التعليم عن بُعد وكيفية اتخاذ المواقع الإلكترونية للتعلم، خاصة في ظل اهتزاز شبكات الإنترنت والمحمول بسبب الطقس السييئ. 

وأكدت الخبيرة التربوية، أن أولياء الأمور لهم دور كبير في نجاح عملية التعلم عن بُعد خلال الأسبوعين القادمين، خاصة بعد مطالبتهم بالإجازة خوفًا من كورونا، وذلك من خلال منع أبنائهم من الذهاب للمراكز التعليمية، وإلزامهم بالمذاكرة عبر الإنترنت وتشجيعهم على استذكار دروسهم وعدم الارتكان إلى تعطيل الدراسة.

وتابعت أنه يجب إعادة القنوات التفزيونية التعليمية من جديد، والتي ستؤهل الطالب لاستيعاب المعلومة بشكل أيسر، حيث تمثل درسا خصوصيا فرديا، كما يجب الترويج لها من خلال القنوات المصرية، لأنها الوحيدة التي لديها قدرة الوصول لكل الأماكن، دون التأثر بالإنترنت.


مواضيع متعلقة