"مدبولى".. إدارة الأزمات بـ"العلم"

كتب: محمد مجدي

"مدبولى".. إدارة الأزمات بـ"العلم"

"مدبولى".. إدارة الأزمات بـ"العلم"

بترقب حذر، استقبل تقارير هيئة الأرصاد الجوية، ووزارة الموارد المائية والرى بتعرض البلاد لموجة أحوال جوية وطقس غير مستقر لم تشهده البلاد منذ قرابة 35 عاماً، خلفيته الهندسية دفعته بالتأكيد لحساب حجم الضرر المتوقع، فإذا به يستقر على التحرك قبل حدوث الأزمة من الأساس، هكذا أدار الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، أزمة مياه الأمطار، وجاءت ضربة البداية بقرار إعلان الخميس إجازة رسمية للجميع، وتفعيل غرفة لإدارة الأزمات بمجلس الوزراء بمشاركة 13 جهة رسمية، كل منها مسئول عن التنسيق بوزارته لتتكامل جهود الحكومة فى مواجهة الأزمة.

4 أيام من الصمت تابع خلالها رئيس الوزراء استعدادات مجابهة مخاطر السيول دون أن يشعر أحد؛ فتم توزيع سيارات شفط وكسح المياه على المحاور والطرق الرئيسية، وتوفير الإمكانيات المتاحة للمواجهة.

لم يتحرك «مدبولى» وحده، وإنما توجه لوزراء حكومته ليتفق معهم على إعلان الحقائق للمواطنين تزامناً مع الإجازة، ليوجه مدبولى بإخبارهم بكل التفاصيل، ما أسهم فى تجهيز الكثير من الأسر لاحتياجاتها، وتوفير مساحات لتعامل فرق الطوارئ مع الأزمة.

ومع استمرار العمل، لم يكتفِ «مدبولى» بالتقارير الدورية التى تقدم له بشأن التعامل مع أزمة السيول الكثيفة، بل تواصل عبر هاتفه الشخصى مع المسئولين، والتزاماً بسياسة الشفافية خرج ليعلن للمواطنين حقيقة أن الأمطار المقبلة أكثر كثافة من الماضية، وعليهم تقليل تحركاتهم قدر الإمكان، وهو ما تم، كما خرج ليعتذر عن اضطرار الحكومة لقطع المياه فى بعض الأماكن لاستيعاب مياه الأمطار الساقطة.

رئيس الوزراء أعلن أيضاً خلال متابعته للأزمة مع المحافظين والمسئولين أن هناك خسائر لحقت بأبراج الشبكات، وعقب قرب انتهاء الأزمة قال إننا بحاجة لإعادة تخطيط شبكات الصرف لدينا لتستوعب كميات الأمطار غير المسبوقة الناتجة عن «التغيرات المناخية»، ليستعيد بذلك ذاكرة «التخطيط العمرانى»، التى احترفها لسنوات طويلة قبل أن يصبح رئيساً للحكومة.

ولد «مدبولى» فى 28 أبريل 1966، وتخرج فى كلية الهندسة عام 1988 فى تخصص الهندسة المعمارية، ثم درس تخطيط المدن فى الماجستير والدكتوراه ودبلومة متقدمة من هولندا، قبل أن يتولى منصب مدير معهد التدريب والدراسات الحضرية بوزارة الإسكان، ونائب ثم رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمرانى، ثم المدير الإقليمى للدول العربية ببرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، قبل أن يتم اختياره وزيراً للإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ثم رئيساً للوزراء، ليكون بحق «مهندس الحكومة»، الذى يُدير أزماتها بـ«العلم».


مواضيع متعلقة