بعد إعلان الصحة العالمية.. ما الفرق بين الوباء والجائحة؟

كتب: دينا عبدالخالق

بعد إعلان الصحة العالمية.. ما الفرق بين الوباء والجائحة؟

بعد إعلان الصحة العالمية.. ما الفرق بين الوباء والجائحة؟

بعد محاولة احتوائه لعدة أشهر والقضاء عليه، إلا أنه سرعان ما انتشر من الصين ليصل إلى أكثر من 114 دولة، بينما يسيطر القلق والخوف على العالم، لتعلن منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا المستجد (COVID-19) يمكن وصفه بأنه "جائحة".

وقال الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسوس، المدير العام للمنظمة، إن الأسبوعين الماضيين شهدا زيادة في عدد حالات الإصابة بالفيروس خارج الصين بـ 13ضعفا، وزاد عدد البلدان المتضررة ثلاثة أضعاف، مشيرا إلى أن هناك الآن أكثر من 118،000 حالة في 114 دولة، وفقد 4،191 شخصا حياتهم، فيما يصارع آلافٌ آخرون من أجل حياتهم في المستشفيات.

وأعرب المسؤول الأممي عن قلق عميق إزاء كل من المستويات المقلقة للانتشار وشدته، والمستويات المقلقة للتقاعس عن العمل، مشددا على أن وصف الوضع بأنه جائحة لا يغير تقييم منظمة الصحة العالمية للتهديد الذي يمثله هذا الفيروس، ولا يغير ما يجب على الدول فعله.

وأضاف أن عدة دول أثبتت أنه يمكن قمع هذا الفيروس والسيطرة عليه، مشيدا بالتدابير التي يجري اتخاذها في إيران وإيطاليا وجمهورية كوريا لإبطاء الفيروس والسيطرة على الأوبئة، داعيا جميع البلدان إلى تفعيل وتوسيع آليات الاستجابة لحالات الطوارئ الخاصة بها، من خلال التواصل مع الناس حول المخاطر وكيف يمكنهم حماية أنفسهم، البحث عن كل حالة وعزلها واختبارها وعلاجها وتتبع كل اتصال، تجهيز المستشفيات، وحماية وتدريب العاملين الصحيين.

 

ما هو الوباء؟

وبذلك الإعلان، انتقل كورونا من وصفه بوباء إلى جائحة، حيث تعرف الصحة العالمية فإن الوباء هو وعندما ينتشر مرض جديد، لا يتمتع فيه الناس بالحصانة، في جميع أنحاء العالم بما يفوق التوقعات، في نفس الوقت.

ويتمثل الوباء في زيادة مفاجئة في الحالات المرضية أو في المرض الذي يمكن أن يكون متفردا في دولة واحدة أو مجتمع واحد، ويجب أن يكون المرض معديا لتحقيق شروط وصفه بالوباء، فانتشار النوبات القلبية مثلا لا يعد وباء.

وتعتبر الصحة العالمية هي المنوطة بإعلان الوباء العالمي، بيد منظمة الصحة العالمية، حيث إن الأمر ليس مقتصر على عدد الإصابات والوفيات، وإنما بموجة ثانية من العدوى من شخص لآخر في جميع أنحاء المجتمع، وفي هذه الحالة، تحتاج الحكومات والأنظمة الصحية إلى ضمان استعدادها لتلك المرحلة من انتشار العدوى.

ولذلك لم تعلن منظمة الصحة العالمية عن فيروس كورونا سارس، الذي تفشى عام 2003، وباء على الرغم من إصابة 26 دولة به، حيث تم احتواء انتشاره بسرعة، ولم تتأثر به سوى مجموعة من الدول بشكل كبير، بما في ذلك الصين وهونغ كونغ وتايوان وسنغافورة وكندا،  بينما في 2009، أعلنت المنظمة فيروس أنفلونزا الخنازير "إتش 1 إن 1" وباء، بالإضافة لوباء الانفلونزا عام 1918 الذي وصل عدد وفياته إلى 50 مليون شخص، وأصاب نحو 500 مليون شخص، ووباء الإيبولا عام 2012، وتسبب في وفاة حوالي 6000 شخص.

 

ماذا عن الجائحة؟

عرفت الصحة العالمية الجائحة بأنه: "عندما يظهر فيروس جديد وينتشر في جميع أنحاء العالم، ومعظم الناس ليس لديهم مناعة، وإن الفيروسات التي سببت جائحات ماضية نشأت ـ عادة ـ من فيروسات إنفلونزا حيوانية، وبعض جوانب جائحات الإنفلونزا يمكن أن تظهر مشابهة للإنفلونزا الموسمية، في حين قد تكون خصائص أخرى مختلفة تماما".

وعلى سبيل المثال، يمكن لكل من الإنفلونزا الموسمية والجائحية أن تسبب عدوى لدى جميع الفئات العمرية، ومعظم الحالات سوف تؤدي إلى علة محدودة ذاتيا يتعافى فيها الشخص تماما دون معالجة.

بالنسبة لكل من الإنفلونزا الموسمية والجائحية، يمكن أن يختلف العدد الإجمالي للأشخاص الذين يعتلُّون بشدة، ومع ذلك، فإن التأثير أو الشدة تميل إلى أن تكون أعلى في الجائحات، ويرجع ذلك ـ جزئياً ـ إلى العدد الأكبر من الأشخاص الذين يفتقرون إلى مناعة موجودة مسبقا ضد الفيروس الجديد بين السكان، بجسب الصحة العالمية.

وقسمت المنظمة الجوائح من خلال تصنيف مكون من 6 مراحل، ليصف العملية التي من خلالها الفيروس الجديد من كونه مرض أصيب به أفراد قلة، إلى نقطة تحوله إلى جائحة، ومن الجوائح التي شهدها العالم عبر التاريخ، هو الطاعون الأسود في الفترة ما بين 1330 و1350، ليسقط حوالي 75 مليون فردا ضحايا له، وتجدد المرض مرة أخرى بعد 800 عام، وتسبب في وفاة ما يقدر بحوالي 20 إلى 30 مليون أوروبي في 6 أعوام.

الإنفلونزا الإسبانية، ظهرت بين أعوام 1918و1920، أصيب بها 500 مليون فرد حول العالم، وتسببت في وفاة ما بين 50 إلى 100 مليون شخص، ما يعني وفيات أكثر مما أحدثته الحرب العالمية الأولى.

جائحة أخرى شهدها العالم، هي الكوليرا التي انتشرت في القرن التاسع عشر، وتسببت في مقتل عشرات الملايين من الأفراد، حيث شهدت 7 جوائح في أوقات مختلفة، وتسببت في وفاة أكثر من 37 مليون شخص، بالإضافة لجائحة الإيدز بين 1966 و1972، الذي وصل عدد ضحاياه لأكر من 100 مليون شخصا في أفريقيا.


مواضيع متعلقة