رئيس حزب حماة الوطن :كنت أتمنى أن أصبح ضابطاً بالقوات المسلحة ولهذا التحقت بـ"الحربية"

رئيس حزب حماة الوطن :كنت أتمنى أن أصبح ضابطاً بالقوات المسلحة ولهذا التحقت بـ"الحربية"
- رئيس حزب حماة وطن
- السادات
- الرئيس محمد أنور السادات
- الرئيس عبد الفتاح السيسي
- السيسي
- الصاعفة
- قوات الصاعفة
- الاحتلال الإنجليزي
- جلال الهريدي
- الأردن
- بورسعيد
- العدوان الثلاثي
- جمال عبد الناصر
- المشير عامر
- القوات المسلحة
- رئيس حزب حماة وطن
- السادات
- الرئيس محمد أنور السادات
- الرئيس عبد الفتاح السيسي
- السيسي
- الصاعفة
- قوات الصاعفة
- الاحتلال الإنجليزي
- جلال الهريدي
- الأردن
- بورسعيد
- العدوان الثلاثي
- جمال عبد الناصر
- المشير عامر
- القوات المسلحة
90 عاماً من العمل العسكرى والثورى والسياسى؛ حيث البداية مناضلاً ضد الإنجليز منذ الطفولة ويخرج فى مظاهرات تهتف ضد الملك والإنجليز حتى التحق بالكلية الحربية ثم انضم للضباط الأحرار بعد أن تم تجنيده من خلال الصاغ عبدالحكيم عامر، وزير الحربية فيما بعد. وألحق الفريق جلال الهريدى، رئيس حزب حماة الوطن، ومؤسس جهاز الصاعقة المصرية بالعدو الإنجليزى والإسرائيلى هزائم متتالية بمدن القناة ببورسعيد وعدد من مدن مصر. وقاده عشقه للعمل الوطنى والعام لتأسيس حزب حماة الوطن ليقوم بدوره فى تشريع القوانين والرقابة على الحكومة ورفع وعى المواطنين.. وإلى نص الحوار
التحقت بالكلية الحربية في عهد الملك دون أي وساطة
نريد أن نتعرف على أيام الطفولة والدوافع وراء التحاقك بالكلية الحربية.
- أنا من مواليد القاهرة ولكن الأسرة من الإسكندرية وعائلة الوالدة هانو التى سميت باسمها منطقة «هانوفيل» بالإسكندرية ووالدى من السيالة فى الأنفوشى ومحرم بيه، ووالدى كان يعمل مدير جمرك القاهرة ووالدتى أنجبتنى 5 سبتمبر 1930 والتحقت بمدرسة شبرا الابتدائية ومدرسة إعدادى بشبرا ثم بالتوفيقية الثانوية، وكنت أتمنى أن أصبح ضابطاً بالقوات المسلحة ولهذا التحقت بالكلية الحربية، وأنا طفل صغير كنت أحلم أن أكون ضابط طيار ولكن تم قبولى بالكلية الحربية عام 1948 وتخرجت عام 1950.
من توسط لك للقبول بالكلية الحربية؟
- التحقت بالكلية الحربية من غير تدخل أى وسيط وكنت رياضياً جداً، ومن ضمن الذكريات الطريفة كنت أنا وزملائى نتسلق المواسير للوصول للدور الرابع بدلاً من السلم، حيث كنت أقيم فى الدور الرابع، وعندما أصبحت مقيماً فى الدور الأول أصدقائى غضبوا للغاية وكنا رياضيين.
وهل قبل دخولك الكلية الحربية شاركت فى أى عمل سياسى ضد الاستعمار الإنجليزى؟
- نعم كنا فى التوفيقية الثانوية ننظم مظاهرات ضد الإنجليز وندعو المدارس الأخرى للمشاركة فى تلك المظاهرات بالأعلام ونهتف: «مصر والسودان لنا وإنجلترا إن أمكنا»، وكنا نعنى بهذا الهتاف أننا سنناضل إلى أن تتحرر مصر، وطبعاً كان نضالى ضد الاستعمار والملك أحد أسباب انضمامى للضباط الأحرار فيما بعد.
ما ذكرياتك فى الكلية الحربية وبعد التخرج؟
- أتذكر أن قائد السرية الثالثة زكريا محيى الدين، عضو مجلس قيادة ثورة يوليو، وقائد سريتى الفريق أول محمد فوزى، وقائد فصيلتى كان شعراوى جمعة، الذى تولى منصب وزير داخلية فيما بعد، ومن الذكريات الطريفة والتى لن أنساها حيث كنت أذهب للكلية الحربية بـ«البسكلتة» وقمت بتهريبها ووضعها فوق سطوح العنبر وكنت «بزوغ» أنا وزملائى بهذه الدراجة وأتركها لمن يريد زيارة أهله من زملائى الطلاب.
وهل مارست العمل السياسى فى مواجهة الإنجليز مثل بعض الضباط الذين كانت لهم ميول يسارية أو ليبرالية؟
- لم أمارس عملاً سياسياً وكان ممنوعاً على طلبة الكلية الحربية الاشتغال بالسياسة ولكن كنا نقوم بعد التخرج من الكلية عام 1950 ببعض العمليات الفردية الوطنية للانتقام من الإنجليز وأتذكر ضابطاً دفعتى اسمه عبدالحميد زيدان وكان صعيدى و«يضرب حد كف يضيع»، فكنت أنا و«عبدالحميد» نأخذ سيارتين وعندما نشاهد جنوداً أو ضباطاً إنجليز «سكرانين» يومى السبت والأحد يقوم زميلى «عبدالحميد» بضربهم بالقلم ونهرب حتى يشعروا بالإهانة ولم يقبضوا علينا مطلقاً.
متى تم تجنيدك فى تنظيم الضباط الأحرار؟
- كنت ضابطاً برفح وكان ممنوعاً لبس «الصندل» بديلاً عن البيادة فذهبت فى مأمورية لرئاسة الفرقة لكى أصدق على طلبات ففجأة وجدت رئيس أركان الفرقة فى هنجر المظلات وآخر يقف على مصطبة عالية وعرفت أنه رئيس الأركان فهممت بالدخول لكى أصدق على الطلبات فسألنى رئيس الأركان بغضب لماذا يا حضرة الضابط ترتدى «صندل» فى قدمك؟ والغريب أنه أيضاً كان يرتدى «صندل» فدخل علينا الصاغ عبدالحكيم عامر وقال لرئيس الأركان «جرى إيه يا سعادة الباشا ما سعدتك لابس صندل»، ثم نظر لى بابتسامة، وقال: هيا بنا يا حضرة الضابط، وأخذنى على مكتبه وبجواره الصاغ صلاح سالم ووقع على الورق دون أن ينظر فيه، ثم قال «هما دول الضباط اللى قارفينا فى حياتنا ولازم نخلص منهم»، وكان يقصد بكلامه رئيس الأركان، ثم استكمل كلامه لى، وقال «بتعرف تلعب طاولة؟»، فقلت له أعرف ألعب شطرنج يا فندم، ففرح، وللحقيقة عبدالحكيم عامر كان ضابطاً «جدع جداًً» وطلب منى أن نلتقى فى النادى بعد الظهر وبالفعل التقيت مع عبدالحكيم عامر ولعبنا «شطرنج» وجندنى لتنظيم الضباط الأحرار بعد مناقشة طويلة حول السياسة وفساد الملك ورغبتهم فى التخلص من الاستعمار، وقال لى هناك ضابط سيتصل بك اسمه أحمد عبدالله طعيمة، وتحدثت بعد ذلك فى لقاءات أخرى مع عبدالحكيم عامر كأخ أكبر عن الاستعمار الإنجليزى وحادث 4 فبراير وأخطاء الملك فاروق وقال لى إننا لا بد أن نتخلص من الإنجليز والملك معاً، وبالمناسبة أنا لم أكن خائفاً لأن والدى توفى فى مكتبه فأدركت «أنى أموت جدع بدل ما أموت جبان»، ولهذا كنت سعيداً بانضمامى لهؤلاء الأبطال.
ما ذكرياتك يوم ثورة يوليو؟ وما كانت مهمتك؟
- كنت أعمل فى السويس وأنتمى عضوياً للصف الثالث للضباط الأحرار وجاء لنا رائد اسمه أحمد عبدالله طعيمة وقائد الكتيبة أحمد عبدالعزيز مصطفى ووضعت مع أحمد عبدالله طعيمة قائد الكتيبة فى السجن وأحمد عبدالله طعيمة تولى مسئولية قائد كتيبة وأنا أركان حرب الكتيبة وكان كل كتيبة فيها ضابط من الضباط الأحرار وكانت الخطة موضوعة على مستوى الجمهورية وجندت خلال عملى بالكتيبة زميلى وكنت أعرفه جيداً وكنا نخشى تجنيد من لا نعرفهم حتى لا يبلغوا عن التنظيم أو من الممكن أن يكونوا جبناء فيعترفون فى حال القبض عليهم أو يشعرون بالخوف عند تنفيذ المهمة وكنا 5 فى الكتيبة تم تجنيدهم ونحمد الله نجحت مهمتنا ونجحت الثورة.
ما شعورك كأحد هؤلاء الضباط عندما علمت بتولى الضباط الأحرار الحكم؟
- انتابتنى لحظة سعادة كبيرة وطبعاً كنا فى الظلمات وخرجنا للنور وخلصنا مصر من ملك فاسق، وهناك واقعة شاهدتها بعينى عندما كنت أنفذ مهمة ولن أنساها حيث أسسنا الصاعقة فى إنشاص وكانت هناك فيلا خاصة بالملك فاروق وحمام سباحة وعندما قمنا بفتح الفيلا وجدنا صورة زوجة طبيب الملك واسمه رشاد يوسف «عريانة ملط» وكانت معلقة فى الفيلا لأن زوجته كانت عشيقة الملك فاروق واسمها ناهد رشاد وهذه الواقعة أثبتت لى أكثر وأكثر أننا حققنا إنجازاً كبيراً عندما تخلصنا من الملكية والاستعمار، والملك فاروق كان فاسداً للغاية ومن يهاجم ثورة يوليو لم يعيشوا كل هذه الحياة قبل الثورة ومن ضمن القيادات وكنت أحترمه جداً وأحبه فى تنظيم الضباط هو خالد محيى الدين وكان من الضباط الجدعان جداً وكان يقول رأيه بحرية وجمال عبدالناصر لم يكن يرغب فى أن يتحدث أى ضابط بحرية أو يعارض.
وأنا شخصياً حدث خلاف بينى وبين الرئيس عبدالناصر ولكن الحقيقة لا أريد التحدث حول تفاصيل هذا الخلاف ولهذا طلب منى المشير عبدالحكيم عامر أن أسافر إيطاليا عام 1962 وكنت أعمل هناك مع ملحقنا الحربى وحيد حلمى وكل يوم الساعة 7 الصبح كان يأتى لحجرتى، ففى مرة غضبت وقلت له: «انت بتراقبنى ولا إيه يا حلمى؟»، فرد قائلاً: «لا والله أبداً يا جلال أنا لا أنام وحجيت أربع مرات حتى يغفر لى ربى ولكنى لم أهدأ حتى الآن».
ولماذا كان يريد أن يغفر له ربه؟
- حيث كان العضو الشمال فى محاكمة «خميس والبقرى»، وقال لى نصاً: «هؤلاء العمال لم يفعلوا شيئاً على الإطلاق لكى نحكم عليهم بالإعدام» وهؤلاء حكم عليهم بالإعدام بسبب مظاهرات خرجت من كفر الدوار كانوا هم قادتها.
وأتذكر بعد ذلك أصبحت ملحقاً عسكرياً فى الولايات المتحدة الأمريكية واستقريت هناك عاماً ثم أصبحت ملحقاً حربياً فى الأرجنتين وشيلى والأورجواى وملحقاً حربياً فى إسبانيا وعدت مرة أخرى للصاعقة المصرية.
متى قمت بتأسيس الصاعقة المصرية؟ ومن أين جاءت لك الفكرة؟
- أنا قمت بتأسيس سلاح الصاعقة بعد حصولى على فرقة صاعقة فى أمريكا عام 1955 وعندما عدت لمصر قائد كتيبتى فى الماضى كان اسمه على عامر وهو قائمقام يعنى «عقيد» وبعد ذلك اترقى وأصبح لواء وقائد القيادة الشرقية وقلت له يا فندم أنا حصلت على فرقة صاعقة فى أمريكا وأريد أن أنشئ وحدة صاعقة بمصر، وحصلنا على موافقة الفريق أول محمد إبراهيم وحصلنا على تصديق بإنشاء الفرقة.
وقلت لعلى عامر الفرقة ستحتاج ترتيبات إدارية معينة وكتيبتنا فى منطقة أبوعجيلة وكان قائد الكتيبة السابعة البكباشى أركان حرب أحمد إسماعيل، الذى أصبح بعد ذلك المشير أحمد إسماعيل، وزير الدفاع فى حرب أكتوبر.
وفى النهاية استطعنا تأسيس فرقة صاعقة قبل الإعلان عنها رسمياً فى عام 1957 وكان الضباط والجنود عام 1955 يحصلون على فرقة الصاعقة ويعودون لوحداتهم مرة أخرى، وأتذكر عندما حصلت على فرقة صاعقة فى أمريكا كان الأمريكان بيستعجبوا واتكتب فى تقريرى مدرسة الصاعقة الأمريكية لم تر مثل هذا المستوى من قبل، وحصلت على المركز الأول على الأمريكان أنفسهم وكنا 3 أنا ونبيل شكرى ومصطفى شكرى.
مجند "أخرس" عاد يتحدث بطلاقة بعد تنفيذ مهمة تدريب صاعقة.. وخلال المهمة وجدنا شلال مياه فى وسط الجبل بعد أن فقدنا الأمل فى الحياة.. وعلاقتى بالرئيس "السيسى" جيدة
ومن هم أبرز من قمت بتدريبهم؟ والعمليات التى قمتم بتنفيذها بعد تأسيس السلاح؟
- أول فرقة فى الصاعقة حصل عليها الشهيد إبراهيم الرفاعى، بطل عمليات الاستنزاف، وحجزته معلماً مساعداً فى الفرقة الثانية، وآخرون وهم أحمد عبدالله وأحمد عبدالعزيز منتصر وكان «مدنى»، وكنا نعطى هذه الفرق فى أبوعجيلة وفتحناها للمواطنين وانضم لنا عبدالعزيز منتصر كمدنى، وكان هناك مجند مدنى آخر أخرس انضم للصاعقة وكنا بمهمة تدريب فى منطقة جبال ونفدت المياه التى كانت معنا وكنا سنفقد حياتنا جميعاً وفجأة وجدنا شلال مياه وسط الجبل وفوجئنا أن زميلنا المجند الأخرس نطق من قسوة التدريب وأصبح يتكلم ويسمع مثلنا وكانت المياه باردة وجميلة كأنك تشرب كوب مياه من الثلاجة.
دخلنا بورسعيد متخفين في ملابس صيادين وأخفينا جهاز اللاسلكي في "القلة"
هل كانت عمليات الصاعقة خلال العدوان الثلاثى عام 1956 السبب فى اعتراف القيادة بسلاح الصاعقة فيما بعد عام 1957؟
- هذا صحيح، فأنا أتذكر بعد العدوان الثلاثى على مصر سنة 1956 طلب المشير عبدالحكيم عامر لقائى وطلب منى دخول بورسعيد عن طريق بحيرة المنزلة لتنفيذ عمليات عسكرية ضد العدو وسألنى عن طلباتى فقلت له كل ما أريد والضباط الذين سأحتاج لهم فى تنفيذ العملية، وبالفعل دخلنا بورسعيد ونحن متنكرون فى زى الصيادين وأدخلنا ذخيرة ومدافع رشاشة وألغاماً وإشارات خداعية، وللحقيقة أحيى أهالى بورسعيد الناس كانوا شجعان ورجالة فوق ما تتصور ولم يكن هناك بيت بورسعيدى إلا وفيه فرد صاعقة أو جيش وأدخلنا جهاز لاسلكى عن طريقهم فى صينية قلل وأخفيناه فى البلكونة وكان ناقصنا فقط الشفرة حتى يعمل الجهاز وكانت القيادة تخاطبنا عن طريق الراديو بلغة الشفرة وخصصوا لنا برنامجاً لأهالى بورسعيد وكانوا مثلاً يقولون لنا «سلم على عمى وعلى خالى وأبويا كعملية خداع» ثم يضع لك الرسالة فى منتصف الجملة.
وفى مرة أثناء وجودنا فى بورسعيد جاءت لنا رسالة من أحد مديرى مكتب المشير عبدالحكيم عامر اسمه توفيق عبدالفتاح وكانت كالتالى «من توفيق إلى جلال إحنا بخير يا جلال وسلم على الأهل واتوصى بيهم وخلى بالك منهم»، وهذه الجملة معناها نفذ عملية عسكرية ضد العدو.
ضابط سودانى أبلغنى برسالة وزير الدفاع بالعكس غضباً من عدم تنفيذ عملية الصاعقة ضد الإنجليز.. وعندما عرفت الحقيقة وافقت على تنفيذ المهمة رغم رفض"عامر وعبدالناصر"
وكان يعمل معى ضابط سودانى اسمه حسين عبدالله مختار، وهو سودانى الأصل ولكن مولود فى مصر وكان قريباً منى لأن أثناء التدريب هو الوحيد الذى عاش بينما ثلاثة مصريين آخرين ماتوا فأصبح قريباً لقلبى جداً وعندما انتهى التدريب دخل المستشفى والمهم فى مرة وجدته يقف غضبان وحيران فسألت الضابط ما بك؟ فقال لى يا فندم «أنا تانى مرة يتحدد موعد كتب كتابى ويتأجل فقلت له أنت تريد أن تتزوج فقال لى ياريت يا فندم فقلت له أنا مراتى مع مامتها وهعطيك المفتاح واختار بدلة من بدلتين فى البيت ولا بد أن تاخذ إجازة وتتزوج».
فسألت الضابط حسين كم عدد الأيام النى كنت تريدها؟ فقال لى 5 أيام، فأعطيته 7، ولكن طلبت منه يزور القيادة العامة للجيش ويعود ومعه رسالة الشفرة بعد الزواج لتنفيذ المهمة بتعليمات نهائية فالمشير عامر عرف بوجود حسين فى القيادة وطلب لقاء حسين وسأله هل أنت سودانى يا حسين؟ طيب سلم على جلال وقل له لا تنفذ العملية لأن الإنجليز هينسحبوا خلاص وعاد حسين بورسعيد وقال لى يا فندم المشير بيبلغك «سلم على جلال وخليه يسلم على الأهل» فقلت له قال لك خليه يسلم على الأهل؟ فأكد أنه قال كذلك، وهذا معناه نفذ العملية، طبعاً حسين كان بيكذب، وعرفت ذلك فيما بعد، والمهم نظمت القوات ووضعت خطة لسحب اللورى وضرب الدبابات الإنجليزية وقبل بدء تنفيذ العملية اعترف حسين مختار وقال لى «عبدالحكيم عامر قال لى قل لجلال ميعملش حاجة لأنهم هينسحبوا خلاص، فقلت له ليه عملت كده؟ قال لى الحقيقة يا فندم صعب عليا نفسى ندخل كل السلاح والذخيرة دى ومنعملش حاجة»، والغريب أن «حسين» يريد أن يشتبك مع العدو ويغامر بمخالفة قرارات القيادة وهو عريس جديد وسودانى وليس مصرياً وأخذ أوامر من الوزير مفادها لا يقوم بأى مهمة ويغامر بكل ذلك من أجل الانتقام من الأعداء. وللحقيقة أنا رغم علمى برفض القيادة للعملية قلت له «حسين يلا نعمل العملية» وبالفعل نفذنا العملية ودمرنا 7 دبابات بها أطقم ضباط وجنود إنجليز كاملة وكان أول شهيد للصاعقة فى هذه العملية الجندى رمضان صبحى وتم ترقيته لرتبة ملازم، وفى اليوم الثانى للعملية جاءت رسالة عبر الراديو «من توفيق لجلال بتزعجوا الأهل ليه؟ من فضلكم إحنا كويسين متزعجوش الأهل».
وما العقاب الذى كان ينتظركم لمخالفة الأوامر؟
- عدنا القاهرة والتقينا بالرئيس جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر وكان هناك فرح من القيادة بالعملية ولكن أيضاً وجهوا لنا عتاباً لأننا خالفنا الأوامر وغير معقول ضابط صغير مثلى يخالف قرار القيادة حتى لو كان انتقاماً من الاعداء وكانت القيادة سعيدة لأننا أعطينا الإنجليز «علقة حلوة» ولولا هذه العملية لما تقرر إنشاء الصاعقة بشكل علنى فى فبراير عام 1957 لأن فرقة الصاعقة تم تجريبها من خلال هذه العملية ويعتبر جهاز الصاعقة السلاح الوحيد فى الجيش الذى تم تجريبه قبل إنشائه بشكل رسمى.
وهل حصلت على ترقية بعد نجاح العملية؟
- المشير عبدالحكيم عامر أراد أن يرقينى من رتبة يوزباشى لبكباشى وهذا معناه أننى سأتولى مسئولية سلاح ورفضت وقلت للمشير يا فندم هذه الترقية أنا أعتبرها مكافأة على نجاح العملية وللحقيقة وأنا أقوم بتأسيس سلاح الصاعقة لا أريد أن يكون المقابل لنجاح أى عملية عسكرية هو الترقية بل يكون المقابل القيام بعمليات أخرى ولهذا أنا أرفض هذه الترقية.
والأهالى تفاجأوا بوجود فرقة صاعقة واحتفلوا معنا بعد انسحاب الإنجليز في عدوان 1956
ألم يغضب المشير من رفضك؟
- لم يغضب ولكنه كان «مستغرب»، وكان المشير يقول «واحد أقوله أرقيك يقول لى لأ»، ولكن دعنى أتحدث معك عن الاستقبال الرائع لأهالى بورسعيد لنا بعد نجاح العملية وانسحاب الإنجليز وارتدينا الزى الرسمى العسكرى وغنى المواطنون معنا وسرنا فى طابور عسكرى فى بورسعيد والأهالى عرفوا أن مصر فيها جيش بيحميهم وكنا 200 مقاتل متخفين ثم ظهرنا للمواطنين.
مهمتى قبل نكسة 1967 تدمير طيران العدو من خلال وجودى بالأردن.. وعندما غامرت لتنفيذ العملية رغم رفض عبدالمنعم رياض بسبب النكسة جاءت رسالة من الراديو "لجلال وحلمى عودوا لقواعدكم" واحترمنا الأوامر
هل شاركت بعد عودتك من الخارج فى أى عمليات عسكرية خلال النكسة عام 1967؟
- نعم، حيث ذهبنا الأردن تحت قيادة عبدالمنعم رياض لتنفيذ عمليات عسكرية وضرب المطارات الإسرائيلية وذلك قبل النكسة وكان هناك 3 مجاميع للصاعقة ومكلفون تحت قيادتى لينفذوا العمليات والتقينا حينها الملك حسين واتخذنا عدداً من الرجال الأردنيين كدليل لنا للطرق وفى إحدى المرات فوجئنا بالطيران الإسرائيلى والدبابات الإسرائيلية والجيش الأردنى لم يضرب طلقة واحدة وانسحب الجيش الأردنى، وعبدالمنعم رياض قال لى يا جلال مطاراتنا انضربت قلت له إيه يعنى لما تنضرب أنا عندى مهمة وهنفذها، وقال لى هتنفذها على مسئوليتك، فقلت له سأنفذها على مسئوليتى، وحينها عرفنا بحدوث النكسة. وعندما غامرت لتنفيذ العملية جاءت رسالة من الراديو «لجلال وحلمى عودوا لقواعدكم» وفعلاً لم ننفذ العملية وكنا مستهدفين ضرب مطارات العدو الإسرائيلى وغضبت غضباً شديداً.
هل كنت على علاقة السادات؟
- عندما تم القبض علىّ بعد النكسة بتهمة قلب نظام الحكم بسبب خلافات سياسية مع «عبدالناصر» وأخذت العقوبة إعداماً ثم تم تخفيفها لأشغال شاقة مؤبدة أقمت فى السجن منذ عام 1967 وحتى 1974، وحب أقارب «السادات» وأصدقائى يتوسطوا له للإفراج عنى بحجة أن أشارك فى حرب أكتوبر وقالوا للرئيس السادات إذا كنت ستأخذ قرار الحرب فعليك بالإفراج عن كل من «جلال الهريدى وأحمد عبدالله»، فـ«السادات» قال لهم أحمد عبدالله دا إخوانجى ملعون، أما جلال الهريدى أنا لو من «عبدالناصر» كنت أعدمته فى أكبر ميدان عام ورميته بالرصاص، ولا أعلم لماذا قال عنى ذلك.
أول لقاء بينى وبين الرئيس السيسى كان فى أحد الأفراح.. وتحدثنا فى أمور احترافية خاصة بـ"الصاعقة"
كيف تعرفت على الرئيس السيسى؟
- الرئيس عبدالفتاح السيسى أول معرفتى به كنا فى أحد الأفراح وقال لى أنا اللواء أركان حرب عبدالفتاح السيسى وحصلت على فرقة صاعقة ولدى بعض الملحوظات أحب أناقشها معك وكان بيناقشنى فى الصاعقة وأمور احترافية وحدثت محبة بينى وبينه وكانت هناك جمعية صاعقة أنا أترأسها ووظيفتها بناء مساكن لضباط الصاعقة وعائلاتهم وقال الرئيس السيسى أحب أن أشاهد هذه المبانى والشقق، فقلت له لو سمحت قابلنى وسنذهب سوياً لرؤيتها، وبالمناسبة أنا لا أذهب مع أى ضابط لمشاهدة هذه المبانى ولكن أنا حبيت الرئيس السيسى وأصبحت علاقتنا جيدة كما أنه أعجب بهذه الشقق جداً وسألنى عن الأسعار فقلت له 50 ألف جنيه مقدماً والباقى على أقساط ففوجئت رغم منصب الرئيس الكبير فى جهاز المخابرات إلا أنه قال لى المبلغ كبير علىّ ولن أستطيع أن أدفع كل هذه الأموال، وهذا دليل على أنه نزيه شريف وعف اللسان وطاهر اليد. والتقيت به بعد أن أصبح رئيس جمهورية فى لقاءاته مع رؤساء الأحزاب وأول اجتماع اقترحنا عمل قائمة انتخابية موحدة، والرئيس السيسى قال لهم أسسوا هذه القائمة وللأمانة هو يحترم كل الآراء ومستمع جيد.
"السادات" لم يكن يحبني
"السادات" أخرجني من السجن عام 1974 بعفو رئاسي وطلبت مقابلته وقابلني فقال لي يا جلال العمليات لم تنته وأنا سأحتاج لك وسوف تعود للقوات المسلحة، فرديت عليه قائلاً لن أعود للقوات المسلحة مرة أخرى، فرد "السادات" علىّ قائلاً "أيوه كده برضو أحسن" وفهمت أنه لا يحبنى.
و"السادات" لا شك أنه بطل الحرب "دى مش عاوزة كلام" إنما أنا كنت ضد السلام مع الصهاينة وكنت ضد اتفاقية السلام، لا بد أن تكون هذه الاتفاقية عادلة وتضمن حقوق الشعب الفلسطينى.
- رئيس حزب حماة وطن
- السادات
- الرئيس محمد أنور السادات
- الرئيس عبد الفتاح السيسي
- السيسي
- الصاعفة
- قوات الصاعفة
- الاحتلال الإنجليزي
- جلال الهريدي
- الأردن
- بورسعيد
- العدوان الثلاثي
- جمال عبد الناصر
- المشير عامر
- القوات المسلحة
- رئيس حزب حماة وطن
- السادات
- الرئيس محمد أنور السادات
- الرئيس عبد الفتاح السيسي
- السيسي
- الصاعفة
- قوات الصاعفة
- الاحتلال الإنجليزي
- جلال الهريدي
- الأردن
- بورسعيد
- العدوان الثلاثي
- جمال عبد الناصر
- المشير عامر
- القوات المسلحة