«الفقى» و«المناوى».. وأسرار الإعلاميين الفاشلين

أحمد الخطيب

أحمد الخطيب

كاتب صحفي

مما لا شك فيه فإن أداء الوزير أنس الفقى، خلال توليه وزارة الإعلام، أحد أسباب سقوط نظام الرئيس مبارك، فالرجل -سامحه الله- غاب هو ووزارته وتليفزيونه عن جميع المعارك الوطنية التى خاضتها مصر، وتفرغ لمهاجمة القنوات الخاصة والتضييق عليها، بينما «الجزيرة» تنتهك الدولة المصرية وتعبث بها.. فلم نشاهد «الفقى» يشتبك فى أى قضية وطنية مطروحة على الشاشات، وإن كنت أقدر له تلك المكالمة التى أجراها بعد خروجه من الوزارة مع الإعلامى الثورى حالياً محمود سعد، والتى كشف فيها أموراً لم يكن الشعب المصرى يستوعبها آنذاك، مثل لهث «سعد» الحميم إلى إجراء حوارات مع جمال مبارك وحواره السابق مع علاء مبارك وزوجته وسعيه وراء زيادة مرتبه. أفضل ما فى ثورة 30 يونيو أنها كشفت الكثيرين من الرموز المزيفة الذين تواروا خلف «25 يناير» ليقدموا أنفسهم كثوار، بينما الحقيقة الغائبة أن كثيرين ممن يعملون فى مجال الصحافة والإعلام كانوا يبحثون عن وظيفة فى عهد الوزير أنس الفقى، وكان مكتب الصديق الأستاذ والكاتب الصحفى الكبير عبداللطيف المناوى لا يخلو من المشتاقين ولاعقى الأحذية، سواء كمذيعين على التليفزيون المصرى الأكثر مشاهدة فى تلك الفترة أو البحث عن منصب فى القناة الإخبارية التى كان يخطط لها، ثم انقلب هؤلاء بعد «25 يناير» ليصبحوا معارضين وثوريين، بل الأغرب أن بعضهم يهاجم «الفقى» و«المناوى» كنوع من التزيد الرخيص.. وإذا كانت هناك بقية من هؤلاء لم تكشفهم ثورة 30 يونيو حتى الآن، فإن هذا الدور منوط بـ«الفقى» والأستاذ «المناوى»، خاصة أن الأول ليست لديه قضايا تخيفه، ويكون بذلك قد كفّر عن ذنوبه السابقة، لأن هذا العمل يعتبر وطنياً وبجدارة، والثانى رجل وطنى وشريف بامتياز، حتى لا يضحك هؤلاء على الشعب المصرى مرة أخرى بعد أن ظلوا طوال الثلاث سنوات الماضية يرفعون شعارات الثورة ويتكسبون منها. العجيب أن هؤلاء معظمهم من الفاشلين مهنياً ويبحثون عن طموحات أكبر من قدراتهم، سواء كمذيعين أو مديرين لقنوات، فلم نرَ أى نجاح لأى منهم بعد «نكسة يناير»، سيما أن نظام «مبارك» الذى كانوا يعلقون عليه شماعة فشلهم سقط ورحل ولم نرَ لهم أى نجاح أو تميز يُذكر، فى الوقت الذى توجد فيه القنوات الخاصة مفتوحة أمام أى موهبة أو ناجح مهنياً سواء المصرية أو العربية، لكن معظم هؤلاء إما فشل فى الالتحاق بها أو دخل وفشل وغادرها خائباً، ولو كان مبنى «ماسبيرو» يتحدث فربما نطقت مكاتب الوزير «الفقى» والصديق «المناوى» عمن كانوا يحجون إليهما طلباً لوظيفة أو رضا حكومى.. ورغم أننى رأيت هؤلاء بأم عينى يتراقصون كالغوانى لـ«المناوى» عندما كنت أعمل معه فى القناة الإخبارية فإننى أتمنى على الصديق الدكتور عبدالرحيم على الذى يملك مكالمات مسجلة لهؤلاء وبها فضائح يندى لها جبين كل حر وسمعتها بأذنى أن يقدمها للرأى العام حول من هادنوا نظام «مبارك» وكرروا ذات السيناريو مع «الإخوان» حتى تأكدوا من عدم وجود فرص لهم وقرب انتهاء النظام فقفزوا وركبوا الثورة ليقدموا أنفسهم بشكل جديد تحت اسم الثورة. الأغرب أن هؤلاء الآن يتوددون إلى «السيسى» من خلال تحذيره من اقتراب «إعلاميى مبارك» منه رغم أن أصحابنا لم يقدموا «أمارة» مهنية على مدى 3 سنوات، لذا يجب على «الفقى» و«المناوى» كتابة مذكراتهما عن هؤلاء، ليعرف الشعب المصرى والمشير «السيسى» كم تاجر هؤلاء بالمهنة والثورة من أجل البحث عن وظيفة.. وإلى مقال قادم عن هؤلاء بالأسماء من واقع المشاهدة.. والمكالمات!