مسئول ملف مصر بـ«معهد واشنطن» بعد لقاء المشير: قائد منضبط وصاحب كاريزما
قال الباحث السياسى عادل العدوى، مسئول ملف مصر بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أحد أهم مراكز الأبحاث الأمريكية، إن الهدف من زيارته الأخيرة لمصر ولقائه مع عدد من المسئولين والسياسيين المصريين، من بينهم المشير عبدالفتاح السيسى، هو قراءة الواقع المصرى بدقة فى هذه المرحلة الحرجة والاستماع إلى رؤى مختلفة تجاه المستقبل مع اقتراب أحد أهم الاستحقاقات السياسية وفق خارطة الطريق، وهو انتخابات الرئاسة.
وأوضح «العدوى»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن لديه امتناناً شديداً للقائه مع «السيسى» لأنه اللقاء الأول للمشير مع أى من الباحثين السياسيين فى الولايات المتحدة، مضيفاً أنه «على المستوى الإنسانى، السيسى قائد عسكرى منضبط يعى جيداً الكلمة التى تخرج من فمه، صاحب كاريزما خاصة مفعمة بالتواضع». وتابع أن «اللقاء استمر نحو ساعة ونصف الساعة استمع خلاله لرؤية أحد أهم الشخصيات على الساحة السياسية العالمية حالياً، وكباحث سياسى سأترجم الانطباعات التى خرجت بها من اللقاء خلال أوراقى البحثية المقبلة بمعهد واشنطن، وأبرزها أن المشير السيسى يدرك جيداً المشاكل التى تعانى منها مصر الآن وقادر على التعامل معها. وبالنسبة لحملته الانتخابية فالمشير يُعد استثناء، فهو لا يملك حملة انتخابية بالشكل المتعارف عليه، لكن شعبيته هى حملته الحقيقية، والشعب المصرى فى غالبيته يؤيده بشكل واضح، وتستطيع أن تعتبر مؤيديه أعضاء بالحملة».
وعن رؤية «السيسى» للعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة «أوباما»، قال «العدوى» إن «المشير» له تصور واضح للسياسة الخارجية المصرية فى المرحلة المقبلة ليس فقط تجاه الولايات المتحدة، لكن تجاه دوائر التحرك التقليدية للسياسة الخارجية المصرية، سواء فى المنطقة العربية والشرق الأوسط أو أفريقيا، وما تمثله من عمق للأمن القومى المصرى وكذلك تجاه الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، فضلاً عن الاتجاه الذى طرأ بعد ثورة 30 يونيو، وهو تحرك السياسة الخارجية المصرية تجاه الشرق نحو روسيا والصين، وأضاف «العدوى» أن هذه الرؤية تعكس الرغبة فى إقامة علاقات قوية مع مختلف دوائر القوى العالمية بما فيها الولايات المتحدة بشكل يتسم بالندية والاحترام المتبادل. وأوضح «العدوى» أن لقاء «السيسى» تصدّر اهتمام دوائر عديدة داخل واشنطن وفى مقدمتها الدوائر البحثية والسياسية، فالكل يريد أن يعرف ما يدور فى ذهن هذا الرجل وتصوره للعلاقات مع أمريكا فى الفترة المقبلة لا سيما أن الإدارة الأمريكية اتخذت مواقف لم تكن داعمة فى مجملها للتحول السياسى الذى فرضته ثورة يونيو وبلغت مداها فى حجب مساعدات عسكرية كانت مصر فى حاجة إليها وهى تواجه حرباً شرسة مع الإرهاب، إضافة إلى تصريح سابق لـ«السيسى» بأن «مصر لن تنسى من دعمها ومن تخلى عنها»، ما زال عالقاً فى بعض الأذهان السياسية والبحثية فى واشنطن.
وشدد «العدوى» على رؤيته التى تناولها فى مقاله الأخير لشبكة «سى إن إن» العالمية، وتتلخص فى أنه ليس هناك خيار أمام كثير من المصريين سوى انتخاب المشير عبدالفتاح السيسى رئيساً للجمهورية، لأنه يمثل الأمل والضوء المقبل من نهاية النفق.