كورونا وانعزال الدول عن بعضها.. هل هي نهاية العالم؟

كتب: آلاء عوض

كورونا وانعزال الدول عن بعضها.. هل هي نهاية العالم؟

كورونا وانعزال الدول عن بعضها.. هل هي نهاية العالم؟

في ظل المساعي الدولية لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي انتشر في العديد من الدول وحصد أعدادا كبيرة من الأرواح في فترة قصيرة، مما أدى إلى قلب العديد من الموازين في العالم، وأحدث تغيرًا ملحوظًا في سماء العلاقات الدولية، بينا يتخلل تلك الأحداث تنبؤات بإعادة علاقات قد انقطعت بسبب التحدي العالمي الجديد وهو ما قاله بعض الخبراء لـ"الوطن"، فهل من شأن الفيروس الجديد أن يحول العالم إلى جزر منعزلة أم سيدفع الدول إلى التكاتف؟

بهاء محمود: الانعزال جاء بدافع الوقاية وليس العداء.. وكورونا فرصة ذهبية لعودة العلاقات بين الدول

شهد العالم حالة شديدة من التخبط نتيجة لحالة التأهب التي اتخذتها الدول في الأيام القليلة الماضية، خشية من تفشي المرض، وبحسب شبكة "سكاي نيوز" أعلنت طيران الخليج البحرينية، اليوم، تعليق جميع الرحلات من وإلى السعودية، فيما أعلنت الكويت حظر الطيران من وإلى 5 دول، وعن هذا القرار وما صدر مثله في الأسابيع والأيام الأخيرة من بعض دول العالم، أكد الدكتور بهاء محمود الباحث في العلاقات الدولية، أن هذا لم يكن بدافع العداء، لكنها مجرد إجراءات لضمان سلامة الشعوب كافة.

وقال لـ"الوطن"، إن كورونا سلاح ذو حدين، فعلى الرغم من حالة الهلع التي تسبب فيها، إلا أنه يعتبر سبيل لازدهار العلاقات مرة أخرى مع الدول التي بينها خلاف قائم، مشيرًا إلى الدعم الإماراتي لإيران، قبل أسبوع، في إطار جهودها لاحتواء فيروس كورونا المستجد، بواسطة منظمة الصحة العالمية، لافتًا إلى ضرورة استغلال الفرصة لعودة الدفئ في العلاقات الثنائية بين الدول.

وأضاف أن زيارة وزيرة الصحة للصين في خضم الأزمة يعتبر بمثابة تعزيز قوي للعلاقات الصينية المصرية.

محمد صادق إسماعيل: ركود نوعي في التجارة العالمية يؤثر على الدول الكبرى والنامية على حد سواء

ويتوقع دكتور محمد صادق مدير المركز العربي للدراسات السياسية، أن إغلاق كل دولة على نفسها ووقف الاستيراد والتصدير سيشكل معضلة كبيرة، وخاصة الدول التي تعتمد على الخارج وليس لديها اكتفاء ذاتي من السلع الغذائية والمستلزمات الطبية، وأضاف أن فرصة انعزال كل دولة عن الأخرى بشكل دائم خوفا من كورونا سيناريو مستبعد، ربما سيقتصر فقط على وقف الطيران سعيا للحفاظ على سلامة الشعوب، ويتوقع ركود نوعي في التجارة العالمية سواء كانت دول متقدمة أو نامية.

محمد البنا: كورونا ليس نهاية العالم.. ولاداعي لسياسة الانعزال

وقال الدكتور محمد البنا أستاذ الاقتصاد في جامعة المنوفية، إن هناك تأثير سلبي على الكثير من الاقتصادات وبخاصة على حركة التجارة العالمية وحركة السياحة، فهناك دول كثيرة سوف تتضرر بسبب إعلان وقف رحلات الطيران والسفر الجماعي، وعلى سبيل المثال، السعودية من أكثر الدول التي ستتضرر اقتصاديا نتيجة لوقف "العمرة" التي تعتبر مصدر دخل أساسي لها.

وفي حالة عدم التحكم في انتشار الفيروس، أكد "البنا" أنه ستسود حالة من الركود في كل الدول نتيجة لتأثر المستثمرين، فعلى الرغم من أن العالم بصدد مشكلة تعوق التجارة العالمية، إلا أن هناك توقعات أقرب إلى اليقين تؤكد أن المشكلة لن تتفاقم لتصل إلى أزمة تجعل العالم عبارة عن جزر منعزلة.

وأشار إلى تصرف بعض الدول التي انتهجت سياسة الانغلاق، لافتًا إلى أنها ليست نهاية العالم فهناك جهود من قبل منظمة الصحة العالمية للسيطرة على الوباء، آملًا أن تنجح في انحساره قبيل الصيف.


مواضيع متعلقة