كارولين المصرية تهزم السرطان بمحاضرات لايف كوتشينج في لندن: بحب الحياة

كارولين المصرية تهزم السرطان بمحاضرات لايف كوتشينج في لندن: بحب الحياة
لم تستقم الحياة دوما للجميع، ولكن "في اللامبالاة فلسفة، إنها صفة من صفات الأمل"، ربما كانت مقولة شاعر المقاومة محمود درويش، هي النهج الذي سارت عليه كارولين إميل، في رحلتها للتعافي من سرطان الثدي، لم يتسرب إلى روح السيدة التي تنتقي الألوان الفاقعة لملابسها حبا في الاختلاف، ظلام اليأس والحزن، تتذكر جيدا حين علمت موعد أول جلسة كيماوي لها كيف باتت ليلتها تفكر في أناقتها و"قلم الروج الأحمر" الذي لا يفارق حقيبتها لتظهر في أبهى صورها، وقطعت بدعم من أسرتها وأصدقائها أشواطا في مقاومة المرض الخبيث حتى وجدت ذاتها في محاضرات التنمية البشرية وما تبثه في نفوس الآخرين من أمل وسعادة.
بين السعودية وبريطانيا، قضت كارولين إميل (44 عاما) حياتها بعد أن غادرت مصر في السادسة من عمرها مع أسرتها، ولم تعد إليها إلا فترات قليلة للعمل هنا في إحدى الشركات الكبرى بمجال التسويق والإدارة، ومنها عادت لتستقر في لندن، بعد أن شغفها مجال التنمية البشرية أو "اللايف كوتشينج" حبًا، قبل أن تكتشف إصابتها بالسرطان في أبريل 2017، "وقتها ماكنتش عارفة أنا هعيش ولا هموت وقررت أعمل أي حاجة بحبها مش فارق معايا الناس هتقول إيه"، ومن هنا قررت الاتجاه إلى هذا المجال الذي تجد ذاتها فيه ويشحن طاقتها ويجدد بها الأمل، تقول لـ"الوطن".
كارولين أعدت حفلة للاحتفال ببدء أول جلسة كيماوي ووثقت رحلتها بالصور
على غير ما يفعل الكثير، استعدت كارولين لأول جلسة كيماوي بحفلة كبيرة دعت إليها أصدقاؤها المقربون، أخبرتهم فيها أنها الخطوة الأولى في رحلة طويلة قد تنجو منها أو تُهزم ولكن لا شيء تغير، لا داعي للحزن والقلق فهي وحسب روايتها، اختارت ألوانا زاهية ولم تتخل عن صباع الروج الأحمر كعادتها وذهبت لتتلقى أول جرعة كيماوي في أحد مستشفيات لندن وحرصت على توثيق كل جلسة بالصور لترى الرحلة كاملة في نهايتها.
خلال رحلة علاجها من سرطان الثدي طورت كارولين مهاراتها في مجال"اللايف كوتشينج" في لندن، لتصبح أكثر قدرة على المواجهة، "مش هفضل قاعدة أستنى حد يكتشفني.. دربت نفسي ازاي أواجه الناس في الحقيقة من خلال ورش عمل مش بس على صفحات السوشيال ميديا"، ويوما بعد يوم أصبحت أكثر جرأة على المواجهة مع الجمهور على مسرح واسع، يستفيد أهل لندن من طاقتها الإيجابية، ترى العالم بعين الإرادة والتفاؤل فتغير بنظرتها حياة الكثير رسالة منها إلى المجتمع، "مرضى السرطان يستطيعون الحياة مثلكم".
قوة إرادة السيدة الأربعينية وصل صداها إلى الكثير في لندن، حتى وقع الاختيار عليها لتكن ضمن 30 سيدة ملهمة حول العالم يشاركن في كتاب بعنوان "voices of hope" أو أصوات الأمل، أتيح لكل واحدة منهن كتابة 2500 كلمة تلخص فيها حكايتها مع تجاوز المحن المختلفة، وحسب قول كارولين كانت حينها في بدايات عام 2018 وتزامن ذلك مع بداية رحلتها مع العلاج الإشعاعي، ولاقى صدى واسعا وحقق مبيعات كبيرة على موقع أمازون العالمي بعد نشره في نوفمبر 2019، "اسم الجزء بتاعي روج أحمر.. حكيت كل رحلتي وحبي للحياة والروج الأحمر رغم الوجع والتعب".
في فبراير من العام الجاري، صدر الكتاب الثاني الذي شاركت فيه المصرية المقيمة في لندن لتروي فيه مجددا بمشاركة عدد من السيدات خطوات التعافي من السرطان واليأس وتفاصيل رحلة الأمل بعنوان "joy"، وحقق هو الآخر المبيعات الأعلى على موقع أمازون، حسب قول كارولين.
رحلة كارولين المليئة بالأمل وخطوات النجاح لم تقف عند ذلك الحد بل تحدت رهبتها بالمشاركة في أحد مؤتمرات منصة "تيدكس" العالمية، كواحدة من الشخصيات الملهمة، في خطوة اعتبرتها نقلة كبيرة، وصفتها بقولها،"وقفت أتكلم على مسرح كبير قدام الناس بعد ما كان عندي رهبة من الكلام قدام الجمهور".