والدة الشهيد مصطفى جاويش: أحيي ذكراه كل يوم.. وأفرح لتذكر الناس له

كتب: دينا عبدالخالق

والدة الشهيد مصطفى جاويش: أحيي ذكراه كل يوم.. وأفرح لتذكر الناس له

والدة الشهيد مصطفى جاويش: أحيي ذكراه كل يوم.. وأفرح لتذكر الناس له

في صباح كل يوم، تجلس أمام صورته الفتية، التي تزين منزلها، لتخبره بملخص يومها، بعد أن فقدته مبكرا من عمره، فداءً للوطن، ومن أجل حماية مصر، قبل 6 أعوام، و6 أشهر كاملتين، موجهة له لوم أم مكلومة، اقتصرت حياتها عليه مؤخرا، "روحت وسيبتني ليه، مش قولت هتقعد أنت معايا".

الشهيد الملازم مصطفى جاويش، توفي بعد 3 أيام من تخرجه فى كلية الشرطة، في عمر 21 عاما، قبل أن يتسلم عمله بـ16 ساعة فقط، قبل أن يدخل إلى مكتبه بالأمن المركزي، الذى سيبدأ فيه رحلته العملية، أو يرتدى ملابسه الميري، برصاص الإرهاب الغاشم، بسيناء في 27 سبتمبر 2013، وهو من مدينة بورسعيد، ونجل اللواء يحيى جاويش، حكمدار شمال سيناء سابقا.

سمية التابعي: مسيبتش بورسعيد علشان أفضل جمبه وأتونس معاه عند قبره كل يوم

وأكدت الدكتورة سمية التابعي والدة الشهيد في تصريحات لـ"الوطن"، أنها منذ ذلك الحين، لم تستطع نسيانه: "في كل يوم وكل ساعة، وبيقى اليوم أصعب من اللي قبله"، لذلك تحتسب وفاته بالساعات، ولا يطوي حزنها العميق على نجلها "مكنش لسه شاف الدنيا"، بأنه بذل دمائه الطاهرة من أجل حماية الوطن، ما رفعه لمرتبة الشهداء الذين يحظون بمرتبة عالية عند الله عز وجل.

"إخواته في القاهرة وبيتحايلوا عليا أروح معاهم بس أنا مش عايزه أسيبه هنا في بورسعيد، علشان أبقى جمبه، بزوره كل يوم وأتونس بيه وأقعد أحكيله حالي وأخبار أخواته".. هكذا حافظت الأم على أن يظل ابنها الصغير حيا في حياتها وقلبها، رغم رحيله عن العالم، بينما تستمر في الدعاء له طوال اليوم بمجرد مرورها أمام صورته التي تحتل مكانة متميزة في منزلها.

كُرم الشهيد مصطفى جاويش في أكثر من مناسبة بالدولة ووزارة الداخلية، عام 2013، إحداها من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وآخرهم في نوفمبر الماضي خلال ندوة تثقيفية بجامعة عين شمس، كما أنه باتت إحدى المدارس في مدينة العريش تحمل اسمه تكريمه له، وإطلاق اسمه على أحد ميادين بورسعيد بعام استشهاده. 

والدة الشهيد: بفرح جدا لما بحس أن الناس لسه فاكراه.. وأنا أم البطل

"التكريم ده بيسعدني من قلبي سواء بحاجة من الدولة أو بوست على الفيس بوك بشوف فيه أن الناس لسه فاكراه وأن دمه مراحش هدر".. رغم ألم فقدانها لابنها، إلا أنه يخفو أحيانا لدى سمية التابعي، بمجرد رؤيتها لاستمرار تذكره وإحياء ذكرى نجلها "مصطفى"، بين الكثير وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن دعوتها بـ"أم البطل" التي تتطلق عليها بمجرد رؤية الآخرين لصورته على قلادتها التي تحملها على صدرها يوميا.

في كل يوم تحرص والدة الشهيد على إحياء ذكراه دون أي مناسبة، من خلال نشر الصدقات على روحه الطاهرة والدعاء له وزيارة قبره الذي يحمل "حته مني فيه"، وهو ما يتكرر أيضا خلال يوم الشهيد في مصر الموافق غدا.

وتحتفل الدولة المصرية من كل عام، بعيد الشهيد يوم 9 مارس، وهو ذكرى استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الذي استشهد عام 1969.


مواضيع متعلقة