خلق بطلا.. والد الشهيد عمرو صلاح الدين يتحدث عن مواقفه بالزي المدني

كتب: ماريان سعيد

خلق بطلا.. والد الشهيد عمرو صلاح الدين يتحدث عن مواقفه بالزي المدني

خلق بطلا.. والد الشهيد عمرو صلاح الدين يتحدث عن مواقفه بالزي المدني

وكأنه خلق لأدوار البطولة، فكلل مسيرته بالشهادة ليكون دمه شاهدًا على مسيرة بطولاته التي لم تقتصر أبدا على الزي العسكري، الذي خاض فيه العديد من العمليات البطولية حتى الشهادة في حادث الواحات، فالشهيد عمرو صلاح الدين عفيفي لم يكن فقط يخفي عن والديه وأسرته أسرار عمله، إنما أيضا أسراره الخاصة وهو ما اكتشفه والده بعد استشهاده من حكايات المعزين الذين استمروا في التوافد طوال شهرين بعد استشهاده، ولا تزال علاقته ببعضهم طيبة حتى الآن.

بطولات كثيرة كان يسمعها والد الشهيد عمرو صلاح الدين في أثناء استقباله العزاء، فكان يتذكر أيضا مدى تكتم ابنه الذي كان يشاهد يشاهد بطولات الجنود وهو إلى جانبه ولا يفصح له بأنّه كان وسطهم، ويقول: "كنا لما نتفرج على بطولات الجيش المصري كان يبستم ولا يقول إنّه من ضمن هؤلاء الأبطال، ولم أعرف العمليات التي شارك بها إلا بعد استشهاده".

يتذكر "صلاح الدين"، عزاء نجله الذي اكتشف فيه بطولات أخرى غير العسكرية في الحياة العادية، فالطفل الذي حفظ القرآن في التاسعة من عمره حافظ على علاقة عامرة بينه وبين الله دون أن يخبر أحدا، حتى والده الذين كان في لجنة تبرعات المسجد، فكان يتبنى بعض أسر الأيتام خاصة في رمضان، ولم يخبر أحدا طوال حياته لكنه اكتشف أعماله بعد استشهاده، فضلا عن غرباء كثيرون أتوا إلى العزاء للحديث عن مواقف الشهيد معهم، ومنهم الشباب الجامعي الذين سعوا لدهان الأرصفة فكان يشتري لهم الوجبات الجاهزة لتشجيعهم.

"مقدام شجاع بطبعه".. هكذا أثبت من مواقفه، ويحكي والد الشهيد موقف له وقت إحدى الإجازات وكان الشهيد يجلس في شرفة منزله، فرأى دخانا يتصاعد من أحد العمارات المجاورة، فهرول بملابس المنزل دون أن يكترث لهيئة وكان الزحام تحت العمارة في انتظار سيارات الدفاع المدني لإنقاذ السيدة المسنة في الطابق الذي نشب فيه الحريق، فلم ينتظر البطل وصعد إلى الشقة وأنقذ السيدة ونزل بها وعاد إلى المنزل في الحال دون أن يعرف أحد بنفسه.

يقول والد الشهيد: "كان الدخان غير لون وجهه للأسود، وعاد إلى المنزل وكأنه حدث عادي، ولم يرغب أن يعرف أحدا بما فعله، فهو واجبه ولم يفعل شيء بطولي (في نظره)، ولم تكشف كل هذه المواقف إلا بعد استشهاده، ورغم ذلك كانت المنطقة كلها تشهد له بالشهامة والرجوله، إذ كان لا يتوانى في خدمة أي حد".


مواضيع متعلقة