بعد عودتها لأحضان الأقصر من جديد.. "فرقة رضا" فكرة لا تموت

كتب: محمد عبد اللطيف الصغير

بعد عودتها لأحضان الأقصر من جديد.. "فرقة رضا" فكرة لا تموت

بعد عودتها لأحضان الأقصر من جديد.. "فرقة رضا" فكرة لا تموت

أحيت فرقة رضا الاستعراضية، حفل افتتاح النسخة التاسعة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، الذي انطلقت فعالياته مساء أمس الجمعة، تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، وبحضور خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي، وعادل عبده رئيس قطاع الفنون الشعبية الاستعراضية.

ويعد اختيار الفرقة هذه المرة، هو الثاني على التوالي لإحياء هذا الحدث الدولى الكبير، الأمر الذي يعتبر محل تكريم وتقدير لدورها الريادي في التمثيل المشرف، الذى يحرص الجميع على حضورها دائما.

ونالت فرقة رضا، إعجاب الحضور في حفل افتتاح فعاليات المهرجان، إثر مشاركتها بـ3 من ريبرتوار الفرقة وهما (الأقصر بلدنا- غريب الدار- غزل في الريف).

وكرمت إدارة المهرجان مدير الفرقة، عبر تسليمه درع المهرجان، بمناسبة مرور 60 عاما على إنشاء فرقة رضا.

يذكر أن "رضا"، فرقة استعراضية مصرية، بدأت في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، تحت قيادة الفنان محمود رضا، بعدما فكر في تكوين أول فرقة خاصة للفنون الشعبية، بالاشتراك مع شقيقه الراقص الأول والمصمم والمؤلف الموسيقي علي رضا وزوجته الراقصة فريدة فهمي، التي تم اختيارها بعد الرحيل المفاجئ للفنانة نعيمة عاكف، وقدمت عروضا لاقت القبول والاستحسان.

قدمت الفرقة أكثر من 3000 عرض داخل مصر وخارجها، كان أولها على مسرح الأزبكية في أغسطس عام 1959، وبلغ عدد أعضائها عند التأسيس 13 راقصة و13 راقصا، و13 عازفاً، أغلبهم من المؤهلين خريجي الجامعات.

وصمم محمود رضا الرقصات التي استوحاها من فنون الريف والسواحل والصعيد والبرية، وقام بإخراجها تحت إشراف الدكتور حسن فهمي ورعايته، وبفضل هذا التكوين الراقي اكتسب فن الرقص احترام كافة طبقات المجتمع.

وفي عام 1961 صدر قرار جمهوري بضم الفرقة إلى وزارة الثقافة.

وأصبحت الفرقة تابعة للدولة، وقام على إدارتها الشقيقان محمود وعلي رضا، وفي عام 1962 انتقلت عروض الفرقة إلى مسرح متروبول، حيث أصبح لها منهج خاص وملامح مميزة في عروض الرقص الشرقي.

ثم كان اللقاء الفني بين محمود رضا والموسيقار على إسماعيل، الذي أثمر أول أوركسترا خاص بالفنون الشعبية بقيادته، الذي أعاد توزيع الموسيقى لأعمال الفرقة السابقة، ولحن الأوبريتات الاستعراضية.

 

ترتبط فرقة رضا، بذكريات خاصة مع أهالي مدينة الأقصر، وذلك يعود إلى المشاركة الأبرز في تاريخهم السينمائي، فيلم غرام في الكرنك، الذي جرى تصويره عام 1967 في معابد المدينة، الذي لا يزال عالقا في أذهان الكثيرين من الأهالي خاصة أغنيته الشهيرة"الأقصر بلدنا"، المرتبطة حتى الأن بالمدينة، وتحوذ شعبية جارفة، فضلا عن رقصاته الاستعراضية التي تشهد عليها تماثيل الكرنك ومعبد حتشبسوت.

وترتبط الفرقة أيضا، بذكرى غالية مع أبو الوفا السمطي أشهر سائق حنطور في الأقصر، الذي وافته المنية في منتصف عام 2018، عن عمر ناهز 79 عاما بعد صراع مع المرض.

 

السمطي هو واحد من أبطال أغنية "الأقصر بلدنا"، حيث كان أكد في حوار مسبق لـ"الوطن"، قبل وفاته أنه لا يزال يتذكر هذه الأيام على الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على الفيلم، والأغنية حيث كانت أيام رائعة، وكانت لها مذاق مختلف وكانت الناس بحسب وصفه "أكثر إخلاصا وحبا وكان الخير قليل، بس فيه بركة ".

وعن ذكرياته مع الفيلم والأغنية قال: إنه كان لديه 26 عاما يعمل بالحنطور الخاص به مع شركة سياحة كبيرة تقوم بنقل السياح القادمين للمدينة، وبدأت قصة ارتباطه بالفيلم عندما ذهب الفنان محمود رضا إلى تلك الشركة وطلب عدد من عربات الحنطور للمشاركة في فيلمه الجديد حينئذٍ، ووقع على عربته الاختيار بجانب 19 عربة أخرى، وقال له حينها "أنت حتبقي من قدام علشان حنطورك نضيف، وحنديك 5 جنيه إيه رأيك"، فوافق على الفور، واستلم المبلغ عقب المشاركة بمناسبة عرسه الذي تزامن مع مشاركته في الفيلم.


مواضيع متعلقة