الشيخ زين محمود: سعيد بانتشار "الإنشاد الصوفي" في مصر.. والفن بعيد عن السياسة

الشيخ زين محمود: سعيد بانتشار "الإنشاد الصوفي" في مصر.. والفن بعيد عن السياسة
بصوت عذب وموسيقى ندر على الآذان سماعها يطل علينا "الشيخ الفرنسي"، ذلك الاسم الذي لم يطيقه المنشد الصوفي زين محمود صاحب قصيدة "يبكي ويضحك"، "الوطن" حاورت ذلك الرجل الذي يحاول جاهدًا إعادة الفن المصري الذي مرّ عليه مئات السنوات حتى اندثر في طيات النسيان ليكون مجرد ماضٍ لا يتذكره أحد.
بأغنية "يبكي ويضحك"، لقي هذا المنشد الصوفي شهرة لم يتلقها أبطال فيلم "باب الشمس" الذي أنتج قبل 5 أعوام، حتى أغنيته لاقت شهرة واسعة قبل عرض الفيلم، وبالرغم من شهرته الواسعة في فرنسا، وبالرغم من إدارته لاستوديو في مارسيليا، ومدرسة تدريب على الغناء الشعبي، وفرقته التي تدعى "زمان فابريك" والتي تقوم على الدمج بين الموسيقى الشرقية والغربية، الا أنه لم يستطع يومًا نسيان كونه صعيديًا من بني مزار في المنيا.
يرى الشيخ الصعيدي مصري الأصل، أنه بات من الضروري وصول الفن إلى الجميع، مدللًا كلماته بما حدث أمام مديرية أمن الدقهلية والذي ظهر فيها شاب يعزف عقب الانفجار بواسطة "كمان"، وفي الدول الأوروبية تعزف الموسيقى في أي مكان مثل المترو، وتجد الناس مبسوطة، مؤكدًا أن هذا يحدث في الخارج ولكن في مصر يكون له طعم آخر.
ويجد الشيخ زين روح خاصة تمتاز بها مصر أكثر من أي مكان بالعالم، لأن مصر لها طابع خاص وروح موجودة بين الجماهير في مصر، حيث تجد أنشودة طلع البدر علينا، صلى الله على محمد، الرضا والنور لأم كلثوم، الأكثر رواجًا والتي ساعدت في ازدياد شهرة الشيخ في فرنسا، أما في مصر فأغنية "يبكي ويضحك" فساعدت على شهرته، أما عن مربعات ابن عروس وإنشاد السيرة فلا تجد رواجًا كبيرًا في الخارج لأنهم لا يفهمون بالخارج إلا المديح.
أما عن انتشار الإنشاد الصوفي في مصر خلال الفترة الأخيرة، فيرى أن انتشار الإنشاد الصوفي في مصر يجعله في قمة سعادته، لأن هذا له جمهوره بشكل خاص في عدد المستمعين والمحبين، وهذا يبشّر بالخير، حيث إن الموضوع بدأ يؤخذ بشكل حقيقي، مضيفًا أنه في البداية كان يخشى موت هذا الفن، خاصة "السيرة الهلالية"، وأكد الشيخ الصعيدي أن هناك ورشًا لمساعدة محبي المدح والإنشاد الديني.
وعن توفيقه بين العيش في فرنسا والعودة إلى مصر يقول إنه يختار الوقت الذي يعود فيه إلى مصر للمشاركة بالحفلات لتوصيل هذا الفن الذي اندثر وسط تجاهل المسؤولين، مضيفًا أنه سيقيم 3 حفلات في مصر حتى الآن، وهم "حفل في 28 أبريل بالإسكندرية على مسرح الجيزويك، و29 أبريل بالإسماعيلية، ويوم 1 مايو بمسرح الهناجر في الأوبرا"، وسيعود إلى فرنسا في 1 يوليو لأهمية شهر رمضان.
ويرى الشيخ الصعيدي أن الفن بعيدًا عما يحدث في مصر على الساحة السياسية، مضيفًا أن أبرز المشاكل التي باتت تهدد الفن الآن هو بروز الكثير من المطربين دون دراسة وعلم، وبسبب اعتمادهم على الغناء فقط استطاعوا الترويج لأنفسهم والإضرار بالفن الأصلي، وهذا ليس بالإنشاد، وما حدث في مصر في الفترة الأخيرة أخرج فرقًا كثيرة جدًا ولكنهم ليسوا بالجيدين وفيهم نماذج جيدة، ولكن ينقصهم التدريب على من سبقوهم في الإنشاد أمثال ابن الفارض وابن عربي وابن الرومي وجلال الدين الأسيوطي والذين لهم باع كبير في الصوفية.
وبسؤاله عن عودته إلى مصر للنهوض بالفن الذي بات مندثرًا الآن، قال إنه "عندما يرى اهتمامًا ومساعدة من المسؤولين سيعود للعيش في مصر"، مضيفًا أن إقامته في فرنسا ترجع لانتهاء حلمه في مصر وبزوغه في فرنسا، حيث إنه كوّن مدرسة بمارسيليا، ويحلم الشيخ زين محمود أن يتولى الثقافة رجل مصري خالص وصادق يريد تعديل الوضع وليس المنصب دون غيره.