الشرقية: "مافيا" الأعلاف والأدوية تقضي على حلم إحياء مشروع "البتلو"

كتب: نظيمة البحراوى

الشرقية: "مافيا" الأعلاف والأدوية تقضي على حلم إحياء مشروع "البتلو"

الشرقية: "مافيا" الأعلاف والأدوية تقضي على حلم إحياء مشروع "البتلو"

رغم جهود الدولة للنهوض بالثروة الحيوانية لسد الفجوة الغذائية وخفض أسعار اللحوم، بما يعود بالفائدة على المواطنين، من خلال إعادة إحياء مشروع «البتلو»، عن طريق تقديم قروض للمربين ومنحهم عدداً من رؤوس الماشية بفائدة مخفضة بنسبة 5%، إلا أن كثيراً من المربين يعتبرون أن المشروع لن يكون مجدياً بالنسبة لهم، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج ومستلزماته من أعلاف وأدوية وأيدٍ عاملة، مطالبين بعدم ترك الأسواق فى يد مجموعة من المحتكرين يتحكمون فى أسعارها، لتحقيق مكاسب طائلة على حساب صغار المزارعين.

مجدى البقرى، أحد أهالى مركز الحسينية، قال إنه تم عقد اجتماع بقرية «بحر البقر»، إحدى قرى المركز، قبل فترة، بحضور ممثلين عن مديرية الزراعة، وبنك الائتمان، للتعريف بالمشروع، وحث مربى الماشية على المشاركة فيه، وأضاف: «على الرغم من التسهيلات الخاصة بالمشروع، وتحديد فائدته بـ5% فقط، إلا أن الأمر بالنسبة لصغار المربين لا يعتبر مجدياً، فى ظل وجود فجوة كبيرة بين أسعار الأعلاف والأدوية وسعر بيع الماشية فى الأسواق». وأوضح «البقرى» أن الماشية يتم بيعها حية بأسعار متدنية، مقارنةً بأسعار اللحوم، بشكل يعكس أن الفوائد تقتصر على كبار أصحاب المزارع، الذين يمتلكون محلات جزارة ويستطيعون التربية والذبح والبيع، عكس صغار المربين، الذين يضطرون لبيع ماشيتهم بأسعار أقل من تكلفتها، لافتاً إلى أن أقصى سعر لرأس الماشية، التى يصل وزنها إلى 400 و500 كيلوجرام، يتراوح حالياً بين 12 و15 ألف جنيه على الأكثر، فى حين كان السعر العام الماضى بين 20 و30 ألف جنيه، بينما أسعار اللحوم ثابتة فى المحلات، وتتراوح بين 80 و110 جنيهات.

وفيما يتعلق بإحياء مشروع «البتلو»، أوضح أن تكلفة الإنتاج تقضى على هذا الحلم، مؤكداً أنه كان من الأولى دعم الأعلاف، وتوفيرها بأسعار مخفضة، ومضى قائلاً: «على سبيل المثال، إذا حصلت على 5 آلاف من الدولة لشراء عجل بتلو، وزن 90 أو 100 كيلو، بالإضافة إلى 5 آلاف جنيه للعلف، فإذا نظرنا من الناحية الفعلية نجد أن مبلغ الـ5 آلاف المخصص للعلف يكفى لشراء نحو طن إلا ربعاً فقط، حيث يصل سعر الطن إلى 7 آلاف جنيه»، وأضاف أن هذا يعنى أنه لا بد من قيام المربى بشراء الكمية المتبقية من جيبه، حيث تحتاج الرأس الواحدة إلى طن علف كامل، بالإضافة إلى مواد غذائية أخرى مثل «التبن» و«البرسيم»، فضلاً عن الأدوية والمضادات الحيوية، يضاف إلى ذلك أجرة الأيدى العاملة.

وشدد «البقرى» على أن إحياء مشروع «البتلو» يستلزم خطة محكمة، بإسناده كاملاً إلى الدولة، بما يضمن استيرداد الأعلاف، بعيداً عن احتكار التجار والمستثمرين، وإدخالها من الجمارك معفاة من الضرائب، مشيراً إلى أنه خلال فترة الثمانينات كانت توجد عدة مشروعات لدعم الثروة الحيوانية، تتمثل فى إقامة مزارع تسمين لإنتاج اللحوم والألبان، ومن بينها عدة مزارع كانت توجد فى مركزى الحسينية وصان الحجر بالشرقية، يكفى إنتاجها الاحتياجات الذاتية بالمحافظة، وتصدير الفائض للخارج، إلا أنه نتيجة سياسة «الخصخصة» تم تصفية هذه المشروعات، وبيعها بأسعار زهيدة لصالح حفنة من رجال الأعمال.

وأضاف محمد بدوى، مدير إحدى مزارع الماشية بمركز منيا القمح، أن المزارع التى تضم أعداداً كبيرة من الرؤوس لن تستفيد من هذا المشروع، خاصةً أنه يتم تربية الأبقار فقط 50% إناثاً و50% ذكوراً، بهدف إنتاج اللحوم والألبان، مما يعنى عدم ذبح ماشية صغيرة، وتابع أن المشروع تم إطلاقه بهدف خدمة صغار المربين، إلا أن ارتفاع أسعار الأعلاف، وسيطرة «مافيا» عليها، لم يكن فى صالح هؤلاء المربين. وأضاف «بدوى» أنه على الرغم من انخفاض أسعار الدولار، خلال الفترة الأخيرة، إلا أن ذلك لم ينتج عنه تراجع أو انخفاض فى أسعار الأعلاف، مشيراً إلى ضرورة دعم الأعلاف، كما يحدث فى دول مثل السعودية والكويت، مطالباً بوجود رقابة على المشروع، ومتابعة المربين الذين يحصلون على قروض، خاصةً أن البعض يحصل على القرض دون توجيهه لشراء ماشية والمساهمة فى إحياء المشروع.

وقال خالد شاهين، أحد المربين بمركز بلبيس، إن «المشروع كان يتطلب شراء الدولة الإنتاج بأسعار عادلة تحدد مسبقاً، حتى لا يكون المربى الصغير فى مواجهة مافيا الأعلاف، وينتهى به المشروع إلى الخسارة»، وتابع أن مصر بها ما يتراوح بين 9 و11 مليون رأس ماشية، فى حين يوجد بالسودان نحو 38 مليون رأس، ومع ذلك لا تستطيع مصر السيطرة على سوق الأعلاف.

من جانبه، قال محافظ الشرقية، الدكتور ممدوح غراب، إن إحياء مشروع «البتلو» من المشاريع القومية التى تساهم فى خفض أسعار اللحوم، لمواجهة جشع التجار وغلاء الأسعار، وتلبية الاحتياجات من اللحوم الحمراء، وذلك فى إطار خطة الدولة للاهتمام بتنمية وزيادة الثروة الحيوانية، وأضاف المحافظ أن الهدف من المشروع هو الوصول إلى صغار المربين وشباب الخريجين والمرأة المعيلة، بمنحهم قروضاً لشراء عجول البتلو من الأبقار والجاموس وأعلاف التغذية، بفائدة مخفضة تصل إلى 5%، لإقامة مشروعات حيوانية، وخلق فرص عمل حقيقية، وعودة القرية المنتجة، وزيادة اللحوم الحمراء.

ووجه المحافظ وكيل وزارة الزراعة والطب البيطرى باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإحياء وتطوير مشروع البتلو بالمحافظة، وتقديم الرعاية البيطرية اللازمة، بالإضافة إلى تقديم الإرشادات الفنية لطرق التغذية والرعاية.

"بشر": نسعى لسد الفجوة الغذائية

وقال بشر إسماعيل، مدير الإنتاج الحيوانى بمديرية الزراعة، إن مشروع البتلو يساهم فى سد الفجوة الغذائية، والقضاء على جشع التجار، ويخدم صغار المربين، مشيراً إلى أنه يتم معاينة الطلبات من خلال لجنة ثلاثية من البنك الزراعى المصرى والطب البيطرى ومديرية الزراعة، طبقاً للاشتراطات التى وضعتها وزارة الزراعة.


مواضيع متعلقة