فاينانشيال تايمز: كورونا يبدد ثقة الشعب الإيراني في قيادته

فاينانشيال تايمز: كورونا يبدد ثقة الشعب الإيراني في قيادته
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية ، أن تفشي فيروس كورونا الجديد في إيران ، بدد ثقة الشعب في قيادته، لاسيما بعد ارتفاع عدد المصابين لأكثر من 1500 حالة في أقل من أسبوعين على دخول الفيروس إلى البلاد.
وأشارت الصحيفة - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء- إلى أن هذا الأمر تسبب في زعزعة ثقة الجمهور في قدرة النظام الإيراني على احتواء المرض أو حتى مواجهة تفاقم العزلة الاقتصادية المفروضة على البلاد.
وأضافت أن عدد الحالات التي يتم الإبلاغ عنها رسميا يتضاعف بشكل يومي، وذلك بعد الادعاء بأن تفشي المرض ظل تحت السيطرة قبل أسبوع، هذا فضلا عن وفاة 66 شخصاً على الأقل.. وفقا للأرقام الرسمية.
وأوضحت الصحيفة أن قيادة الحرس الثوري الإيراني، وهي النخبة العسكرية في إيران، أعلنت أمس - في إشارة منها على ما يبدو إلى أن استجابة الحكومة للمرض قد تأتي متأخرة - أن مستشفياتها ستُكرس الآن لقبول مرضى فيروس كورونا ، كما أنهم على استعداد لإنشاء مرافق مؤقتة تحتوي على 8000 سرير، غير أن الأطباء وخبراء الصحة أبدوا مخاوفهم من أن يكون هذا التحرك متأخراً جداً بشكل يمكن الفيروس من الانتشار بدون رادع.
ونقلت الصحيفة عن طبيب إيراني في محافظة خوزستان - بعد أن عالج الكثير من مصابي كورونا وتوقع كثرة عدد الوفيات في محافظته خلال الأيام المقبلة - قوله، إن المسؤولين لم يؤكدوا أن الفيروس وصل إلى البلاد منذ شهر تقريبا، ثم قللوا واستهانوا من شأن آثار المرض من خلال إخبار الناس بأنه يشبه الأنفلونزا الموسمية.
وتابعت الصحيفة البريطانية ، أن تأكيد أول حالات الإصابة بالفيروس كان في مدينة قم، التي يقطنها 1.2 مليون شخص، في 19 فبراير الماضي، ولكن بعد مرور أكثر من أسبوعين على هذا التاريخ، ظل النظام الحاكم يرفض فرض الحجر الصحي على المدينة، وأنه بدلاً من تجنب "قم"، واصل العديد من المتدينين السفر إلى هناك لزيارة المزارات الدينية، وشارك البعض مقاطع فيديو عبر الإنترنت عن حجاج يلعقون نوافذ مطلية بالذهب تحيط بقبر"قم" المقدس اعتقادا منهم بأن الموقع "المقدس" سيعالج العدوى بدلاً من نقل الفيروس- حسب الصحيفة .
ومن جانبهم ، نفى مسؤولو الصحة في إيران أي تستر لكنهم اعترفوا أن ظروف تفشي المرض داخل إيران كانت استثنائية وغير عادية.
وبناء على الأرقام الرسمية، فإن معدل الوفيات في إيران هو الأعلى في العالم، مما يشير إلى أنه إما أن هناك حالات أكثر بكثير مما يجري تسجيله حاليًا أو أن الفيروس يثبت أنه أكثر فتكًا في إيران من أي مكان آخر في العالم- وفقا للصحيفة.