سياسيون: "أردوغان" يبتز أوروبا بورقة اللاجئين ردا على مقتل جنود الاحتلال التركي في إدلب

كتب: محمد حامد

سياسيون: "أردوغان" يبتز أوروبا بورقة اللاجئين ردا على مقتل جنود الاحتلال التركي في إدلب

سياسيون: "أردوغان" يبتز أوروبا بورقة اللاجئين ردا على مقتل جنود الاحتلال التركي في إدلب

قال سياسيون لـ«الوطن» إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فتح النار على أوروبا بأكملها بعدما سمح بفتح حدود بلاده أمام النازحين باتجاه اليونان وبلغاريا، ووصفوها بالخطوة الانتقامية من جانب أنقرة بعدما تلقت صفعات قوية فى سوريا بعد مقتل العشرات من جنودها فى ضربة جوية نفذتها القوات السورية بمحافظة إدلب.

واعترفت تركيا بتدفق مئات اللاجئين السوريين إلى سواحل بجر إيجه فى ولاية جناق قلعة، شمال غربى تركيا، من أجل الوصول إلى الجزر اليونانية، ونقاط أخرى على ساحل قضاء أيواجك، سعياً للوصول إلى جزيرة ميديلى اليونانية.

وأكد الدكتور محمد عبدالله، الباحث فى الشئون التركية، أن إشهار تركيا ورقة اللاجئين فى وجه أوروبا يعد تهديداً اعتاد عليه «أردوغان» كلما ضاقت به السبل لابتزاز الدول الأوروبية وحصد المزيد من الأموال، وجر الاتحاد الأوروبى إلى مستنقع الحرب السورية، وهو ما جعل الدول الأوروبية تُبدى قلقها من قرار تركيا المباغت بفتح حدودها لعبور اللاجئين السوريين إليها، حيث سارعت ألمانيا، عبر المستشارة أنجيلا ميركل، إلى الاتصال بالجانب التركى، وطالبت بعقد لقاء رباعى تحضره مع موسكو وباريس وأنقرة.

"عبدالله": يريد دعم عملياته العسكرية ضد روسيا

وأضاف «عبدالله» أن الخسائر التى تعرضت لها تركيا فى سوريا دفعت الرئيس التركى لاستخدام ورقة اللاجئين من أجل الضغط على أوروبا للحصول على دعم لعملياته العسكرية فى الشمال السورى، وخاصة فى إدلب، ضد روسيا، مشيراً إلى أن التهديدات التركية هدفها واضح وهو الضغط على أوروبا لدعم اتجاه أنقرة بإنشاء منطقة آمنة فى شمال سوريا، بجانب الضغط على الاتحاد الأوروبى لكى يضغط على روسيا لتغيير سياستها فى إدلب.

واتفق معه فى الرأى الدكتور أمجد طه، رئيس المركز البريطانى لدراسات الشرق الأوسط، مؤكداً أن قرار فتح الحدود التركية أمام اللاجئين جاء نتيجة الخسائر الفادحة التى تعرض لها جيش «أردوغان» فى معارك إدلب.

وأوضح أن فتح الحدود التركية يعد تنصلاً من «أردوغان» من اتفاق اللاجئين مع الاتحاد الأوروبى، مطالباً بضرورة اتخاذ موقف صارم تجاه ممارسات «أردوغان» العدوانية، مرجحاً فرض عقوبات أوروبية ضد أنقرة لإخلالها باتفاق اللاجئين، ووقف الابتزاز التركى بورقة اللاجئين رغم أن الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة لم يتخذا موقفاً حول فتح تركيا حدودها أمام المهاجرين.

وقال «طه» إن فتح الحدود التركية كان ينتظره مئات اللاجئين الذين يتعرضون لواقع أليم داخل تركيا، لكنهم يواجهون صعوبات فى العبور فى ظل غلق الجانبين اليونانى والبلغارى الحدود أمامهم.

"طه": مطلوب حل سياسى شامل للوضع فى سوريا

وتوقع «طه» مغادرة جميع اللاجئين الأراضى التركية، حال نجاح بعضهم فى عبور حدود اليونان وبلغاريا، مشدداً على أن دفع المزيد من الأموال لتركيا لن يحل أزمة اللاجئين وعليها التحرك لإيجاد حل سياسى لإنهاء الحرب فى سوريا.

وأشار ياسر قورة، مساعد رئيس حزب الوفد، إلى أن ضغط أنقرة بورقة اللاجئين على أوروبا يأتى بعد تكبدها خسائر فادحة فى سوريا، وتريد الحصول على الدعم الأوروبى ضد روسيا، منوهاً بأن فتح الحدود أمام اللاجئين يعد نقضاً من الأتراك لاتفاقية اللاجئين التى وقّعتها مع الاتحاد الأوروبى عام 2016.

وأضاف «قورة» أن «أردوغان» فقد صوابه بعد مصرع عشرات الجنود الأتراك فى إدلب، ويريد الحصول على الدعم العسكرى من الاتحاد الأوروبى وهو لن يحدث، لأنه من الصعب أن يدخل فى حرب نتائجها مجهولة ضد روسيا، موضحاً أن فتح الحدود إجراء عقابى من «أردوغان» للاجئين، بعد أن شق مئات المهاجرين أغلبهم من السوريين طريقهم نحو حدود اليونان وبلغاريا، اللتين لا تسمحان بدخول النازحين إليهما، متوقعاً أن يكون للاتحاد الأوروبى موقف وإجراءات عقابية ضد تركيا بعد الانتهاكات التى يرتكبها «أردوغان».

وقال سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع، إن فتح تركيا الطريق أمام اللاجئين الذين يعيشون فيها نحو الحدود الأوروبية، رد انتقامى من «أردوغان» على هزيمته فى إدلب على يد الجيش السورى، مضيفاً أن «أردوغان» يضغط سياسياً على أوروبا للحصول على الدعم العسكرى لعملياته العدوانية داخل الأراضى السورية، وكان يتخذ اللاجئين كرهائن من أجل ابتزاز الدول الأوروبية للحصول على أموال.

واعتبر «عبدالعال» أن صمود الشعب السورى والتضحيات التى يقدمها للحفاظ على وحدة أرضه فى مواجهة كل المخططات التركية أثار جنون «أردوغان»، مشدداً على أن فتح الحدود أمام المهاجرين قرار يضرب به الرئيس التركى اتفاقية اللاجئين عرض الحائط، ويجب أن يواجه إجراءات عقابية من الاتحاد الأوروبى.

يذكر أن تركيا أرسلت آلاف الجنود، وعتاداً عسكرياً ثقيلاً إلى سوريا هذا الشهر دعماً للعناصر المسلحة الموالية لها فى إدلب بعد شن الجيش السورى عملية عسكرية من أجل استعادة السيطرة على هذه المحافظة آخر معاقل المعارضة.

ونزح مليون شخص تقريباً منذ أول ديسمبر الماضى، وفقاً لمعلومات الأمم المتحدة، 60% منهم من الأطفال، وفى وقت تفسح فيه تركيا الطريق أمام اللاجئين الذين يعيشون فيها نحو الحدود الأوروبية، لا يزال مئات آلاف النازحين من إدلب عالقين فى المناطق الحدودية مع تركيا.


مواضيع متعلقة