بعد انتشار الفيروس.. المفتي يجيب: هل كورونا ابتلاء من الله؟

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسي

بعد انتشار الفيروس.. المفتي يجيب: هل كورونا ابتلاء من الله؟

بعد انتشار الفيروس.. المفتي يجيب: هل كورونا ابتلاء من الله؟

شهدت مواقع التواصل الإجتماعي والسوشيال ميديا، دعوات لتنظيم صلاة جماعية، غدا، يشارك فيها المسلمين في كل أنحاء المعمورة، بالدعاء إلى الله للتخلص من وباء كورونا.

وعلى موقع دار الإفتاء، شرحت الدار أسباب نزول البلاء العام، والتي منها ما يشهده العالم اليوم من انتشار موسع لفيروس كورونا، وهل هو عقاب من الله للعباد؟، ولماذا يدخل فيه الصالحين.

الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، قال إنّ نزول البلاء سنة كونية لتمحيص العباد، وابتلاء الله تعالى للعباد ليس مخصوصا بالظالمين والعصاة والمذنبين، بل يصيب أيضا الأنبياء والأولياء والصالحين، وابتلاء الله للصالحين لا يعد هوانا بهم أو ظلما لهم، وإنّما هو علامة على حبه لهم، ورفعة في درجاتهم، ما لم يقصروا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وتابع: "أخرج البيهقي في الآداب عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن أعظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)، وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أراد الله بقوم خيرا ابتلاهم)".

وأضاف مفتي الجمهورية في تقريره المنشور عبر موقع دار الإفتاء: "البلاء في معهود كلام العرب يدور على معان عدة، فيدل على: الاختبار والامتحان، وعلى الشيء إذا ما تلف وذهب رونقه، كما يدل أيضا على الإخبار، وورد ذكر لفظ (البلاء) في القرآن الكريم في غير ما موضع؛ إذ جاء بصيغة المفرد النكرة في 4 مواضع، وبصيغة المفرد المعرف بالألف واللام في موضع واحد، والبلاء هو وجود الألم في نفس المبتلى؛ وقد تكون هذه الآلام حسية تصيب المبتلى في بدنه: كالجروح، والحروق، والأمراض وما أشبه ذلك، وقد تكون آلاما نفسية: كضياع المال، والهم والغم، والمصيبة في الأهل والولد، ومثل هذه الأمور في العادة توجب الآلام، ومن ثم يتعين شرعا على المبتلى بها: الصبر، والرضى، والتسليم؛ لجريان الأقدار عليه بذلك".

واستطرد: "ورد في السنة النبوية الشريفة كذلك ما يشير إلى البلاء العام وأسباب حصوله؛ ومن ذلك ما رواه ابن ماجه في سننه، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم".

واختتم المفتي بقوله:  نزول البلاء لا يعني غضب الله عز وجل على عباده، وإنما هو سنة كونية لتمحيص العباد، لا فرق في ذلك بين الصالحين وغيرهم، بل يكون ابتلاء الله تعالى للصالحين علامة على حبه لهم؛ فإن الله تعالى إذا أحب عبدا ابتلاه، كما أن وجود الصالحين يمنع نزول البلاء العام ما لم ينتشر الفساد، أما إذا عم الفساد وانتشر في الأرض فإن البلاء ينزل بالجميع، وحينئذ قد يهلك الصالحون والمفسدون، ويكون هلاك الصالحين رفعة في درجاتهم، ما لم يقصروا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".


مواضيع متعلقة