إعلامي سعودي.. هل سيكون هناك مواجهة مرتقبة بين تركيا وروسيا؟

إعلامي سعودي.. هل سيكون هناك مواجهة مرتقبة بين تركيا وروسيا؟
تسأل الاعلامى السعود سلمان الدوسري، رئيس التحرير السابق لصحيفة «الشرق الأوسط»، هل ستكون سقطة الجيش التركي فى سوريا والتى قتل فيها 33 جندى تركي، في غارة شنتها طائرات تابعة للنظام السوري، بغطاء روسي، قد تجعل تركيا في مواجهة عسكرية وحرب مرتقبة قادمة مع الدب الروسي، فالضربة الموجعة التي تلقتها أنقرة جعلت أي خطأ في الرد له انعكاسات كبيرة عليها قد تدفع بها بمواجهة شاملة مع روسيا.
وأضاف الدوسري، فى مقاله بجريدة "الشرق الأوسط"، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دائما ما يقدم نفسه بأنه الماهر في اللعب على الحبال دون أن يهتز،حيث انه يدافع عن السوريين من جهة ويحتل بلادهم ويقصف مواطنيهم من جهة أخرى، يستضيف اللاجئين تارة ويتاجر بهم تارة أخرى، إلا أن الحبال التركية التي ظن أردوغان أنه بارع في اللعب عليها جميعاً، بدأت ملامح سقوطه منها واحدا تلو الآخر، حتى كانت السقطة الكبرى بعد مقتل الـ33 جنديا في إدلب السورية.
وتابع الدوسري، عندما قرر أردوغان القيام بحملة عسكرية في الشمال السوري، اعتبر المراقبون أن هذه الخطوة الكارثية لن تكون سوى مستنقع عميق للنظام التركي، فيما اعتقد أردوغان كعادته أنه قادر على اللعب على الحبال، عبر احتلال المناطق الحدودية السورية، لتحقيق حلم تركي قديم، وترسيخ هذا الاحتلال بضبط التوازن مع الولايات المتحدة وروسيا، ليجد نفسه اليوم في مواجهة سياسية عسكرية قاسية؛ فموسكو تبرر الهجوم العسكري على قواته بأن الجنود الأتراك كانوا يرافقون «جماعات إرهابية»، وفوق هذا تحذره من مغبة أي رد بأنه سيجد رداً أقسى منه، بينما واشنطن لم تتقدم خطوة واحدة نحو مساعدته فعلياً على أرض الواقع، أما «الناتو» الذي انتظر أردوغان منه مساعدة ولو على استحياء فرد عليه، عبر وزير خارجية لوكسمبورغ، الذي رفض تفعيل المادة الخامسة من معاهدة شمال الأطلسي ودعم تركيا في عمليتها العسكرية في إدلب السورية الخاصة بالدفاع الجماعي، موضحاً أن أنقرة لم تطلب موافقة الحلف على عمليتها أساساً في إدلب.
وأشار الدوسري إلى أن هذا دفع أردوغان للاعب الملف القديم المتمثل فى اللاجئين السوريين ليتاجر بهم، فالقضية بالطبع ليست إنسانية كما كان يروّج لها النظام التركي، بل استغلال كلما دعت الحاجة، وطالما ليست لديه القدرة لا العسكرية ولا السياسية على مواجهة الروس، فالحل الوحيد، الورقة نفسها، تهديد أوروبا بتدفق عشرات الألوف من اللاجئين، خصوصًا أن أردوغان يجد نفسه اليوم عارياً سياسياً، تحت وطأة المذلة عسكرياً، وحيداً بلا حلفاء، وفوق هذا كله يواجه غضباً متصاعداً داخلياً، فأي مصيدة أوقع أردوغان نفسه فيها.