شقيقة أحمد زويل: العالم الراحل كان "حنين" و"مريّح قلب" والدته

كتب: منة الصياد

شقيقة أحمد زويل: العالم الراحل كان "حنين" و"مريّح قلب" والدته

شقيقة أحمد زويل: العالم الراحل كان "حنين" و"مريّح قلب" والدته

داخل منزلها بالإسكندرية، التقينا بشقيقة العالم الراحل أحمد زويل، حيث حملت جدران المنزل وأركانه عدداً كبيراً من صوره فى مناسبات عديدة فضلاً عن صور تكريماته وشهاداته العلمية.

تحدّث العالم بأسره عن «زويل العالِم»، لكنه كحالة إنسانية لم يتحدث عنه كثيرون، وفى هذا الإطار تروى شقيقته لأول مرة، كواليس أسرية عن العالم الراحل، منها اهتماماته وعلاقته بأبيه وأمه، ومطربه المفضل، وماذا كان يفعل فى أوقات فراغه.

فى أحد أركان المنزل، جلست «نانا» شقيقة «زويل»، تتذكر ما مضى من عمر مع شقيقها الأكبر، لتنهمر دموعها بمجرد ذكر اسمه، وسردت جانباً كبيراً من سيرة حياته، وذلك فى ذكرى ميلاد العالم الراحل الـ74، وإلى نص الحوار:

"نانا": أحب الرسم والكرة.. وأفضل هواياته التصوير بكاميرا خاصة

فى البداية.. حدثينا عن طفولة أحمد زويل وكيف تشكلت ملامحها؟

- كان له فى طفولته العديد من الهوايات، فأحب الرسم والصيد ولعب الكرة الشراب فى الشارع مع أصدقائه والتصوير، وكان لديه كاميرا خاصة لممارسة هوايته، كما أنه تميز بكونه طفلاً مطيعاً للغاية، فكانت والدتى دائماً ما تقول عليه «مريّح قلبها».

ما المواد الدراسية التى تفوق بها؟

- كان مولعاً بالرياضيات، وطغى عليه شغفه الدائم بحل المسائل الصعبة وكأنها انتصار كبير له، بجانب حبه الكبير للعلوم وإجراء التجارب العلمية المختلفة، حيث كان سيتسبب فى حريق المنزل ذات مرة خلال إجرائه لتجربة ما، لكنه لم يكن يحب دراسة مادة التاريخ، ما دفعه لقراءة كتب تاريخ مصر فيما بعد عقب سفره إلى أمريكا، حيث رغب فى التعرف على تاريخ بلده العريق.

اعتاد شراء فستان العيد لى كل عام.. وأعطانى "كيس قشر لب" لتوصيل رسالة لى بالاهتمام بالنظافة

ماذا تتذكرين من مواقفك معه؟

- اعتاد أخى زيارة منزل العائلة نهاية كل أسبوع فى مرحلة دراسته بكلية العلوم، وكانت الأسرة تستعد بتحضيرات خاصة لاستقباله، بتجهيزات كبيرة للأطعمة المختلفة. وحرص «أحمد» على إهدائى فى كل زيارة له كيساً بداخله «قشر لب»، حيث كنت طفلة فى هذه المرحلة وفارق السن بيننا 12 عاماً، وكان يرغب أخى فى توصيل رسالة لى وهى عدم إلقاء أى شىء على الأرض والاحتفاظ بالمهملات حتى يتم إلقاؤها فى أقرب صندوق للقمامة. كما اعتاد شراء فستان العيد لى كل عام. ومن ذكرياتى الخاصة معه، الرسائل الخاصة بيننا، خاصة التى كتبتها له قبل زيارته الأولى إلى مصر قادماً من أمريكا، وهذه الرسالة كانت سبباً فى عودته إلى مصر بعد حصوله على الدكتوراه.

كيف كانت علاقة أحمد زويل بوالديه؟

- رغم كونه ابنهما الوحيد على 3 بنات، فإن والدىّ لم يمنعا أخى من الوصول إلى طموحه العلمى، ليفاجئهما «أحمد» بحصوله على شهادة بكالوريوس العلوم مع مرتبة الشرف، ومن ثم قرر السفر إلى أمريكا للحصول على الدكتوراه، لكننى أتذكر جيداً تفاصيل يوم سفره، الذى أثر علينا تأثيراً سلبياً، حيث أُصيبت والدتنا بمرض الضغط فى هذا اليوم.

كان مستمعاً جيداً لأغانى "أم كلثوم" ويحضر حفلاتها

كيف كان يقضى أوقات فراغه أثناء دراسته الجامعية؟

- عشق سماع أغانى «الست» أم كلثوم، فحرص على الذهاب لحفلاتها الغنائية بشكل مستمر أثناء دراسته بكلية العلوم، حتى امتلأت سيارته بشرائط أغانيها، وخصص مكتبة تحتوى على أغانيها فى الولايات المتحدة.

كان لأحمد زويل اسم آخر لم يعرفه أحد، ما السبب فى إخفائه؟

- من المعروف عن الرجل الشرقى أنه لا يفضل النداء على زوجته باسمها، وعقب زواج والدى ووالدتى لم يرزقهما الله بأطفال لعدة سنوات، فحرص والدى على النداء على والدتى باسم «شوقى» خلال وجودهما بالأماكن العامة، إلى أن منّ الله عليهما بقدوم أخى فسماه والدى «أحمد» نسبة لاسم جدنا، لكنه ظل معروفاً باسم «شوقى» داخل الأسرة وبين أصدقاء دراسته.

رفض أن يكون له اسم أجنبى لسهولة النطق به وتمسك باسمه العربى

عقب سفر زويل إلى أمريكا للمرة الأولى، ما التحديات التى واجهته؟

- تحدثه للإنجليزية بطلاقة مع الغرب كان أول التحديات التى واجهها، حيث اقتصرت معرفته باللغة الإنجليزية كمادة دراسية فى مراحل العمر المختلفة، كما أن اسمه كان صعب النطق على ألسن العلماء بالخارج، فعرضوا على أخى تغيير اسمه لآخر أجنبى لتسهيل النطق به، لكنه رفض بشدة وظل محتفظاً باسمه «أحمد».

خلال زياراته إلى مصر.. ما أكثر الأكلات التى كان يشتاق لتناولها؟

- كان يفضل تناول الفول والفلافل، ويشتاق إليهما لأنه يكون محروماً منهما فى أمريكا.

قبل وفاة أحمد زويل، ما الموقف الأخير الذى جمع بينكما؟

- المرة الأخيرة التى سمعت صوته بها وتحدثت معه كانت خلال أول يوم رمضان من نفس العام الذى توفى به. اتصل بى «أحمد» بعدما علم بأزمتى المرضية، واستغرقت مدة المكالمة بيننا 55 دقيقة، على غير عادة أخى الذى كان لا يطيل الحديث فى الهاتف، وخلال المكالمة التى جاءت بفرق توقيت بين مصر وأمريكا، أخبرنى أنه لم يستطع النوم إلا بعد الاطمئنان على حالتى الصحية، وفى هذه اللحظة انهمرت فى البكاء الشديد «حسيت إنى عاوزة أحضنه»، لكنه أخبرنى بأنه سيزور مصر بعد العيد، لكن القدر كان أسرع من لقائنا.

علمنا بتقديمك كتاباً عن السيرة الذاتية لزويل، فهل هناك ما تستعدين لتحضيره؟

- نعم، أفكر فى الوقت الحالى فى تقديم عمل سينمائى كبير يقدم مشوار وقصة حياة أخى، لكننى ما زلت أبحث عن شخص يليق بشخصية «زويل» الكبيرة كى يقدمها، وقبل وفاة الفنان أحمد زكى كنت أرغب فى أن يقدم هو هذا العمل، لكن توفاه الله.


مواضيع متعلقة