من "بابجي" لمستشفى السرطان.. مساندة علاء لإياد: جبر الخواطر على الله

من "بابجي" لمستشفى السرطان.. مساندة علاء لإياد: جبر الخواطر على الله
هدوء تام، داخل غرفة مليئة بالأجهزة الطبية، التي احتلت المساحة الأكبر منها، يتوسطها سرير، يجلس عليه طفل، معلقة في جسده أسلاك موصولة بتلك الأجهزة، بعد أن نال المرض من جسده، وأفقده الأمل والشغف إلا من شيء واحد، لعبة "pubg"، التي تهون عليه ملل انتظار جرعات الكيماوي المؤلمة.
في شهر أغسطس العام الماضي بدأت الأزمة، حينما استيقظت أسرة إياد على خبر مفجع، وهو إصابة نجلها بسرطان في العظام، ليصبحوا مجبرين على السير في رحلة العلاج الطويلة التي سار فيها كثيرون قبلهم، وأصبحت قِبلتهم مستشفى 57357.
بين مستشفيي القاهرة وطنطا، ظلت "سميرة" والدة "إياد" الطفل الذي يحارب المرض الخبيث، تتنقل مع صغيرها، محاولة دائمًا تلبية طلباته، والتي كان أبرزها توافر الإنترنت لممارسة لعبة "بابجي"، والذي سعت الأم جاهدة من أجله، بحسب حديثها لـ"الوطن"، "كتبت بوست بسأل فيه عن باقة نت كويسة عشان إياد يعرف يلعب بابجي من غير تقطيع".
سؤال والدة إياد كان هدفه الأساسي هو تخفيف المتاعب التي يتحملها الطفل، من خلال انشغاله باللعبة، قبل أن تجد شخصا يدعى علاء الدين السيار، يطلب منها أن يشحن باقة إضافية لنجلها، "كان عاوز يشحن له باقة اسمها royal pass ، بتدي ملابس وأسلحة وحاجات إضافية جوه اللعبة، عشان يفرحه".
لم تكن الباقة هي آخر مساعدة من "علاء" لـ"إياد" بل كانت الخطوة الأولى في مشوار صداقتهما، حيث أعقبها مراحل عديدة بحسب رواية الأم: "لما عرف إن إياد لسه مبتدئ في اللعبة، قال لي إديني الإيميل والباسوورد بتاع بابجي وأنا هدخل اظبطله شوية حاجات فيها، وابتدوا يلعبوا أونلاين، وخدوا رقم موبايلات بعض عشان يتفقوا على ميعاد اللعب".
المفاجأة التي لم تتوقعها "سميرة" هي طلب "علاء" حضور حفل عيد ميلاد صغيرها، بعد أن أوهمه بعدم قدرته على الحضور نظرًا لبعد المسافة، "قرر يحضر ويعملهاله مفاجأة، في الأول كان إياد قافل ومتضايق لحد ما علاء جه ولقيت إياد اتحول بقى شخص تاني بيتكلم ويضحك، وجابله مسدس زي اللي في بابجي".
علاقة علاء وإياد التي ابتدت من لعبة "بابجي"، انتقلت إلى أرض الواقع، ثم عززها انتقال زياد إلى مستشفى طنطا والتي لم تكن بها شبكة جيدة بحسب قول الأم، وهو ما استغله علاء لكسب صداقة إياد أكثر، "لما عرف إن عدم اللعب هيأثر على نفسيته وهو بياخد الكيماوي، لقيته جايله وجايبله حلويات واللاب توب بتاعه ومحمل عليه أفلام وألعاب، عشان تسليه وميزهقش".
إحساس إياد الزائد ومشاعره المرهفة وحبه للعبة، هو ما دفع علاء إلى أن يتعلق به ويسعى للتعرف إليه عن قرب، حسب حديثه لـ"الوطن"، "فرحة إياد لما شافني وانبساطه عندي بالدنيا، وأنا على قد ما أقدر بحاول أساعد".
الأيام الأخيرة للشاب الذي يعمل بالمملكة العربية السعودية، قرر أن يقضيها في مصر برفقة صديقه الصغير داخل المستشفى، لممارسة اللعب وتبادل الأحاديث: "باجي ألاقي إياد بيعيط، وبسيبه وهو بيضحك وفرحان، وعملتله صورة بوشه على جسم شخصية بابجي عشان ينبسط، جبر الخواطر على الله".
الأسرة التي تسكن في الإسكندرية والتي تتكون من الأب الذي يعمل طباخًا، والأم وطفلين أصغر من إياد، عجزت عن شكر ابن كفر الشيخ على مساندته لإياد، بعدما سعى لإسعاده، "ييجي من بلد تانية عشان يجبر بخاطر طفل مريض وهو مش قريبه ولا يعرفه، كتر خيره والله".